شيخ الأزهر: الأئمة عند أهل السنة يصيبون ويخطئون وعند الشيعة معصومون

  • 62
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف: من الفروق الواضحة بين السنة والشيعة، أن الخلفاء أو الأئمة عند أهل السنة بشر يصيبون ويخطئون ويقعون في الذنوب وينسون ويسهون، وإذا أقروا العدل والمساواة بين الناس كانوا من خيار الناس، وإذا ظلموا أو جاروا كانوا من شرار الناس، وكما قال سيدنا أبو بكر –رضى الله عنه: (أَيّهَا النّاسُ! إِنّى قَدْ وُلّيت عَلَيْكُمْ وَلَسْت بِخَيْرِكُمْ)؛ فهو واحد من الناس، ثُمَّ قال: (فَإِنْ أَحْسَنْت فَأَعِينُونِى؛ وَإِنْ أَسَأْت فَقَوّمُونِى، الصّدْقُ أَمَانَةٌ وَالكَذِبُ خِيَانَةٌ، وَالضّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيى عِنْدِى حَتّى آخُذَ الحقَّ له إنْ شَاءَ اللهُ، وَالقَوِيى فِيكُمْ ضَعِيفٌ عِنْدِى حَتّى آخُذَ الحَقّ مِنْهُ) فنحن نقف أمام نص محبوك تمامًا يلخص عالم ما يسمَّى اليوم بالديمقراطية.

وأضاف فى حديثه اليومى، الذي يذاع على الفضائية المصرية قبيل الإفطار: إنَّ الشيعة يختلفون في هذه المسألة مع أهل السنة، ومردُّ ذلك إلى أن الأئمة عندهم معصومون، وعند السنة لا عصمة لهم، وهذا الذى فتح الباب أمام أهل السنة للبعد الديمقراطي الذي تجلّى فى كثير من المحطات التاريخية، وهذا البعد أعمق وأكثر مما تتسع له نظرية الإمامة عند الشيعة التي تنطلق من أن الإمام منصوص عليه من الله تعالى، وفى الوقت ذاته معصوم، ومن ثَمَّ أضفوْا على الأئمة بعض الأوصاف؛ منها: أنهم أفضل من الملائكة، وهذا لا إشكال فيه؛ لأنه من الممكن أن يكون هناك بشر صالح أفضل من الملائكة، ومن أوصافهم: أن الكون مخلوق من أجل الأئمة، وأنهم معصومون من الوقوع فى الكبائر والصغائر.

قال ابن بابويه القمى الملقب بالصَّدُوق عند الشيعة: "اعتقادنا فى الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة عليهم السلام أنهم معصومون مطهرون من كل دنس، وأنهم لا يذنبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا، ولا يعصون ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ومَن نفى عنهم العصمة فى شىء من أحوالهم فقد جهلهم، ومن جهلهم فهو كافر" وهذا حكم قاسٍ على مَن لا يؤمن بعصمة الإمام، وبعضهم يصفهم بأنهم يعرفون ما فى ضمائر بعض الناس، ويعرفون ما يكون قبل كونه، ومن هنا جاء الاختلاف فى مجال القضاء؛ فأهل السنة على أن القاضى يحكم بالشهود ولا يحكم بعلمه، أما عند الشيعة؛ فإن الإمام يحكم بعلمه؛ لأنه يعلم ما فى ضمير الإنسان الذى يحكم عليه.

وتابع الإمام الأكبر: وبعض الشيعة يرى أن الأئمة أفضل من الأنبياء والرسل ما عدا محمدًا –صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، وهذا مخالف لعقيدة أهل السنة الذين يعتقدون أن الأنبياء والمرسلين معصومون ومفضلون على باقي البشر؛ لأنه يوحى إليهم من الله تعالى، وليس هناك من هو أفضل منهم، خليفةً كان أو صحابيًّا، وذلك لأنهم ينظرون إلى الأئمة والخلفاء أو الحكام نظرة بشرية بحتة؛ فهم يخطئون ويصيبون ويذنبون وينسون بمقتضى بشريتهم، وأما الشيعة فعندهم الإمام معصوم، لا يخطئ ولا يقع فى الذنب ولا ينسى ولا يسهو بمقتضى عصمته.