أمين مساعد النور في حواره مع "الفتح": من ينادي بتدخل دولي في سيناء خائن لمصر

  • 139
أمين مساعد حزب النور

بين الحرب على الإرهاب في سيناء وترقب إجراء الانتخابات البرلمانية ووضع اقتصادي صعب، في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بتحولات سياسية دقيقة، بعضها يمس الأمن القومي المصري بصورة مباشرة، صارت هناك ضرورة لاستشراف رؤية حزب النور للأوضاع على الساحتين الداخلية والخارجية، فكان لنا هذا الحوار مع الدكتور محمد إبراهيم منصور، الأمين العام المساعد لحزب النور:


· ما أسباب الإرهاب في مصر من وجه نظرك؟


الإرهاب تصاعد بصورة حادة في الآونة الأخيرة لأسباب عدة منها:


1- تصوير الصراع السياسي الموجود فى مصر على أنه صراع ديني، وهو في الحقيقة صراع سياسي، لكن استطاع البعض أن يصوره على أنه صراع ديني؛ وبالتالي بدأ استغلال عاطفة الشباب الدينية لتثويره، وتم إلهاب تلك العاطفة، حتى تم خداعه بأن إسلامه ودينه وعقيدته تحارب من خلال تصوير هذا الصراع بأنه صراع على العقيدة والدين؛ ونتيجة لنقل هذه الصورة المغلوطة إلى الشباب، بدأ الشباب يدخل في مراحل من اليأس والإحباط والتهور، وأخذ يبحث عن أي عمل لنصرة هذا الدين ونصرة عقيدته، فتلقفه دعاة العنف ليدلوه على طريق الانحراف، وأصلوا لذلك الانحراف السلوكي (العنف) بأصولهم الفكرية المنحرفة من التكفير والتضليل.



إن الانحراف الفكري أصله عاطفة غير منضبطة بقواعد السياسة الشرعية وقواعد الشرع؛ مما يؤدي في النهاية إلى أن يبحث الشباب عن أفكار تغطي له تصرفاته الانتقامية التي يريد أن يقوم بها؛ مما يؤدي في النهاية إلى ما نراه الآن من هذه الانحرافات والتشوهات النفسية التي تصيب الشباب؛ مما يجعل الشاب مثلا يفرح بتفجير برج كهرباء، أو يفرح بإيقاف طريق عام أو يفرح بأن يضيق على الناس في معاشهم، أو يفرح بأن تحاصر مصر اقتصاديًّا؛ كل هذه تشوهات نفسية، سببها عاطفة ثارت وتم اللعب عليها حتى تحولت إلى انحراف فكري، فهذا هو السبب الأول وهو تصوير الصراع السياسي الموجود على أنه صراع ديني.


2- الخطاب العنيف الذي استهدف الشباب العاطفي المتحمس من خلال منصات الاعتصامات ووسائل الإعلام التي تبث من الخارج هذا الخطاب الممنهج الموجه من خلال تلك القنوات، ومن خلال البيانات والتصريحات على وسائل التواصل وغير ذلك من الوسائل؛ كان له أثر هائل في إثارة العاطفة وخروجها عن حد التعقل لدى الشباب، وكذلك خطاب بعض الدعاة الذين اسقدموا إلى قطر واستخدموا بطريقة أو بأخرى ليكونوا أبواقًا لتهييج عواطف الشباب، هذا الخطاب الموجه أدى إلى إحداث فوران أو طغيان عاطفي يطغى على العقل فيعميه، فلا يرى قواعد الشرع ولا قواعد العقل؛ مما يجعل هؤلاء الشباب يتصورون الأمور على غير حقيقتها وعلى غير ما هي عليه، وعلى غير الصورة التي ينبغى أن يتصورها الإنسان العاقل؛ مما أدى إلى إحداث حالة من الغليان وفقدان الاتزان لدى هؤلاء الشباب، ثم تحول إلى إحباط ويأس، ثم تحول إلى إرادة انتقام وانحراف فكري وعنف.



3- الفراغ الديني عند الشباب الذي يجعله لقمة سائغة وأرضًا خصبة لأفكار منحرفة استطاعت أن تصل إليه في ظل هذا المشهد المختلط، فلو بحثنا مثلا عن ماذا تعلم الشاب في جميع المراحل التعليمية حتى يتخرج؟ ماذا تعلم عن أمور دينه والأمور التي تعصمه من أن يقع في براثن التطرف والانحراف؟ ما الذي تعلمه؟ لكان الجواب مؤلمًا؛ فالحقيقة أن هناك فراغًا دينيًّا عند كثير من الشباب يجعله فريسة سهلة لأي أحد يريد أن يملأ هذه الفراغ بأي شيء، ويؤدي فى النهاية إلى الإرهاب والتطرف.


4- الخطاب الإعلامى على الجانب الآخر الذى يظهر فيه الطعن على ثوابت الدين وتشويه بعض معالم الإسلام وتشويه التاريخ الإسلامي، فهذا يؤدي إلى أن يستخدمه أصحاب القنوات التي تبث من الخارج، في إثبات أن هذا هو توجه الدولة، وكأنه يقول: "ها هي الدولة المصرية تحارب الإسلام" وإلى غير ذلك، فيستخدمون هذا ليؤكدوا به أنها حرب على الدين وأنه صراع ديني وليس صراعًا سياسيًّا، وهذا أيضًا من الأسباب التي تجعل الشباب يُصاب بحالة من اليأس والإحباط؛ مما يجعله عرضة لهؤلاء المشوهين فكريًّا ونفسيًّا، ليشوهوه فكريًّا ونفسيًّا، ويكون معول هدم للبلاد.


5- توسيع دائرة الاشتباه وبعض الممارسات غير المنضبطة بالدستور والقانون؛ مما يخلق العداوات ويزكي روح الثأر لدى الشباب الذي تلاعبت به القنوات المذكورة والخطاب المذكور.

6- الاستهداف الخارجي من قبل المتربصين بمصر والعالم العربي؛ فهم لا يريدون لأي بلد عربي إسلامي أن يقوى، ولا يريدون لمصر أن تقوى، ولا يريدون أن يكون لها دور فاعل في المنطقة؛ ليتصرفوا كيف شاءوا في المنطقة بأسرها، هؤلاء يدعمون هذه الأفكار ويسهلون عليهم القيام بتحركاتهم وأعمالهم، والدليل الواضح هذه الصواريخ المضادة للطائرات وغيرها التي حصلت عليها الجماعات في سيناء.


· كيف نصنع منظومة متكاملة لمكافحة الإرهاب؟


لا يمكن أن تكون مواجهة التطرف والانحراف مواجهة أمنية فقط، الحقيقة أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر؛ فينبغي عمل حوار مجتمعى تشارك فيه الشخصيات الوطنية والجمعيات الأهلية والدعاة ذوو الأطروحات المعتدلة والمؤسسات الدينية؛ للخروج برؤية موحدة لكيفية إنقاذ شبابنا من الوقوع فريسة للتطرف الفكري والسلوكي من خلال منظومة عمل متكاملة يتحمل الجميع مسئوليتها ولا تتحمل جهة واحدة تلك المسئولية، بحيث تكون المواجهة على جميع الأصعدة، على صعيد التعليم والإعلام والأوقاف والأزهر والشخصيات الوطنية والجمعيات الأهلية.


وخلاصة ما نراه أن تكون المواجهة على محورين:


الأول: بعيد المدى.


الثانى: سريع قريب المدى.


المحور بعيد المدى:


- الاهتمام بتدريس الدين بجرعة كافية في المدارس والجامعات، بحيث يتناول تأصيل القضايا التي يتلاعب أصحاب الأفكار المنحرفة بأصولها وأدلتها وتحرف الشباب من خلالها.


- الإعلام: فإن للإعلام دورًا خطيرًا في التأثير على الشباب سلبًا وإيجابًا، وهناك وسائل إعلام تعمل على ترويج الأفكار المنحرفة والغلو في الدين، وهناك وسائل إعلام تطعن في ثوابت الدين؛ مما يدفع الشباب دفعًا إلى الأفكار المنحرفة، فنحتاج إلى ميثاق شرف إعلامي يعمل على تجنب الإفراط والتفريط فيما يتعلق بالقضايا الدينية، وكذلك يحتاج الأمر إلى إتاحة مساحات كافية في الاعلام للدعاة المنضبطين المعتدلين الذين لهم دور في تحصين الشباب من الوقوع في الأفكار المنحرفة.


- عمل رؤية متكاملة يشارك فيها وفي تفعيلها مؤسسات الدول من مراكز الشباب والوزارات وغيرها، وكذلك المؤسسات الدينية بقيادة الأزهر الشريف والجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني؛ لأن استقبال الشباب وأطياف المجتمع للخطاب الديني متفاوت، فهناك جماهير عريضة تتجاوب مع الخطاب الديني الرسمي، وهناك جماهير تتجاوب مع الخطاب الديني الإعلامي، وهناك قطاعات عريضة من الشباب تحتاج إلى تواصل مباشر من شباب مثلهم ومن دعاة مباشرين لهم في أماكنهم؛ فلابد من تفعيل دور كل الجهات التي يمكنها أن تصل إلى هؤلاء الشباب بدلا من أن يتركوا لمجاهيل الإنترنت ومن وقع في براثنهم وصار من دعاتهم.


المحور السريع قريب المدى:


1- مراجعة من هم على ذمة قضايا من الشباب والإسراع بالبت في أمرهم للإفراج عمن لا صلة له بالعنف؛ لأن السجون أصبحت محاضن لتفريخ المنحرفين فكريا.


2- فتح الباب لمن يريد الرجوع إلى حضن الوطن لاحتضانه ورعايته حتى يخرج من أزمته.


3- عدم التوسع في الاشتباه والحذر في التعامل الأمنى؛ حتى لا تعطى رسائل سلبية لهؤلاء الشباب فيقعوا فريسة لدعاة التخريب والعنف.
4- ينبغى للطرف العاقل ألا ينجر للتجاوزات حتى لا تتوسع دائرة العداء.


5- إعلاء شأن احترام القانون والدستور وتطبيق القانون بدون تجاوزات.


6- العمل بأقصى سرعة على احتضان الشباب وإشعارهم بالسماع لهمومهم ومشاكلهم والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم بما لا يضر بوطنهم.


7- لابد أن يفعَّل دور الأزهر والأوقاف والدعاة الوطنيين والجمعيات المعتدلة ومؤسسات المجتمع المدني لاحتواء الشباب والرد على شبهاتهم.


8- عقد دورات لعدد غير قليل من الكوادر، تلك الدورات تتناول التأصيل العلمي والفكري لمواجهة الأفكار المنحرفة وكيفية الرد عليها، وكيفية مواجهة شبهاتها، وكيفية تحصين الشباب منها، وبث هؤلاء الكوادر في ربوع مصر حتى ينشروا هذا الفكر المنضبط في هذه القضايا التي يثيرها هؤلاء الشباب، وهذه العمومات التي يستخدمها هؤلاء الشباب ولا يفهمون معناها.


وقد دشن حزب النور حملة كبيرة لهذا الغرض بعنوان "مصر أقوى من الإرهاب"؛ الهدف منها توصيل رسالة للناس مضمونها التحذير من الأفكار المتطرفة والتنبيه على خطورتها، ودعوتهم لأن يكونوا متيقظين وأن يقفوا صفًا واحدًا لمواجهة المخاطر التي تهدد الدولة، وتحذير الشباب من خطر الأفكار المنحرفة.



· ما تفسير ظاهرة الهجمات الإرهابية في سيناء؟


الهجمات الإرهابية في سيناء جزء من مسلسل كبير وهو إضعاف الدولة وزعزعة الاستقرار في سيناء لإحراجها وإظهارها بصورة العاجزة عن بسط سيطرتها على كل ربوع البلاد؛ مما يسمح بالتدخل الأجنبي وخنق البلاد حتى تتحول إلى دولة فاشلة، وهذا الغرض الخبيث التقت فيه رؤية أصحاب الأفكار المنحرفة الذين يكفرون الدولة والمجتمع؛ ومن أجل هذا يستحلون الدماء والقتل، التقوا مع مصلحة القوى التي تريد إفشال الدولة من الخارج؛ وهذا يفسر حصول تلك الجماعات على ذلك الكم من الأسلحة التي لا يمكن أن يحصل عليها إلا بدعم من قوى خارجية، لكن مصر وجيشها أقوى من كل هذا إن شاء الله.


· البعض ينادي بالتدخل الدولي في سيناء، ما تعليقكم؟


هذا يعد خيانة لأنه يجعل مصر عرضة لأن يتحكم في مصيرها الذين خارجها، ويرسخ لنظرية الدولة الفاشلة التي تؤول فى النهاية إلى الانهيار والركوع والخضوع لإملاءات ومصالح غيرها.


· بم تفسر فشل الحكومات المتعاقبة في حل مشكلة سيناء؟

الحقيقة أن مشكلة سيناء متشعبة، والذي يظهر هو الاعتماد على الحل الأمني فقط، وهذا غير كاف لحل المشكلة، بل الاعتماد عليه فقط يؤدي إلى تفاقمها، فلابد من رؤية متكاملة الأركان تشمل في أولى أولوياتها التنمية الكاملة لسيناء وإشعار أهلها بإحتضان وطنهم الأم لهم، وتجنيبهم آثار تلك المواجهات مع الإرهاب؛ لأن الضغط عليهم وحصول الأذى لهم أثناء المواجهة مع الإرهاب يجعل البعض منهم بيئة تحتضن هؤلاء وليست بيئة طاردة لهم، وأنا أقول "البعض ليس الكل" لأن أهل سيناء وطنيون عقلاء يقدرون خطورة الأمر وحرج الموقف.


· حزب النور قام بجهود لحل مشكلة سيناء، ما الذي أسفرت عنه، ولماذا لم تكتمل؟


حزب النور تؤرقه هموم الوطن، يعمل على المشاركة في حل مشكلاته وتقديم المقترحات للخروج من أزماته، ومن ذلك موقفه من الأزمة في سيناء حين بدأت فأرسل لجنة من أعضاء مجلس الشورى وكان مجلس الشعب قد حل في آنذاك؛ حيث
أرسل أعضاء مجلس الشورى لعمل رفع للواقع في سيناء، وعمل تصور كامل لحل المشكلة من جذورها؛ وبالفعل كان هناك اقتراح مكون من 10 بنود، كان على رأسها تنمية سيناء تنمية متكاملة اقتصاديًّا وتعليميًّا وصحيًّا، وحل المشكلات التي تواجه المواطنين هناك، والتوصل إلى حل لمشكلة بعض الشباب الذين كانت لهم إشكالية مع الدولة بسبب الممارسات التي كانت في نظام مبارك، وبالفعل تم التواصل مع أجهزة الدولة حتى أوشك الأمر على التفعيل، لكنه توقف فجأة وعلمنا بعد ذلك أنه توقف من قبل مكتب الرئيس وكان في ذلك الوقت الدكتور محمد مرسي.


لكن الأمور الآن دخلت في تعقيدات كثيرة وأصبح الحل محتاجًا إلى طول نفس، وكما ذكرنا "منظومة متكاملة لمواجهة الأفكار المنحرفة، وتنمية متكاملة لسيناء" إلى غير ذلك من الأمور التي تجعل سيناء بيئة طاردة للأفكار المنحرفة.


· ما تقييمكم لأداء حكومة محلب، وهل ترون أن هناك ضرورة لإجراء تغيير وزاري؟


من المعلوم أن حكومة المهندس إبراهيم محلب تؤدي في ظروف لا تحسد عليها؛ فالبلاد في حالة صراع مع أفكار منحرفة، والحالة الاقتصادية في حالة من الإنهاك بسبب عشرات السنين السابقة من الفساد وتجريف الثروات، والديون التي فاقت الحد، والأعباء الناتجة عن الفساد التي طالت كل مجالات الحياة؛ فبلاشك الحكومة تعمل في ظروف صعبة ومع ذلك كانت لها أعمال إيجابية منها توفير الطاقة والكهرباء والطرق والبدء في مشروعات قومية جديدة، لكن بلاشك هناك بعض السلبيات تحتاج أن تؤخذ بعين الاعتبار.


أما موضوع التغيير الوزاري، فنحن مقبلون على انتخابات برلمانية أصبحت وشيكة، وسوف تتغير الحكومة تلقائيًّا بعد البرلمان أو أن يمنحها البرلمان الثقة؛ فلا أرى الحاجة إلى تغييرات ملحة الآن مادامت أشهرًا قليلة ويحدث إعادة النظر في الحكومة من خلال البرلمان.


· ما تقييمكم لأداء الإعلام المصري؟


بلاشك هناك إعلاميون وطنيون يراعون المصلحة العليا للوطن، لكن هناك الكثير ممن لا يراعى هذا ممن يشغلهم انتماؤهم الحزبي أو التمويلي عن المصلحة العليا للوطن، ولا أدل على هذا من هؤلاء الذين يرون الشباب ليل نهار ينحرفون بحجة أن الدولة ضد الإسلام في الصراع الدائر بين الإرهاب والدولة، ثم هم يطعنون في ثوابت الدين ويشوهون تاريخه ليعمقوا عند هؤلاء الشباب المغرر به هذه الفكرة الخطيرة المدمرة.


· بماذا تفسر الروح الإقصائية لدى قلة من القوى السياسية تجاه حزب النور، وكيف سيتعامل الحزب معها
؟


هذه القوى التي تحمل روحًا إقصائية لحزب النور إما أن تكون ممن يحمل إيديولوجية تخالف إيديولوجية النور، فلا يريدون أن يوجد حزب يعبر عن مرجعية الشريعة الإسلامية، ويحاولون أن يصوروه حزبا دينيا بسبب هذا، مع أن الدستور مرجعيته الشريعة الإسلامية، وفي الحقيقة هم المخالفون للدستور وليس حزب النور؛ لأنه ينبغى على جميع الأحزاب أن تكون مرجعيتها هي مرجعية الدستور.


الصنف الثاني من أصحاب هذه الروح الإقصائية، هم المنافسون سياسيًّا منافسة غير شريفة؛ لأن المنافس منافسة شريفة لا يمكن أن يحمل روحًا إقصائية.


أما طريقة تعاملنا معهم، فإنا رأينا دائما ألا نكون خصومًا لأحد، ولم نرد ولن نرد على أحد إلا ردودا عاقلة واقعية هادئة؛ لأننا نرى أن العمل والعطاء للشعب والوطن هو الفيصل بيننا وليس الصراعات الإعلامية ولا الخصومات السياسية، فنفع الوطن والمواطن هو شغلنا الشاغل.


· ما آخر استعداداتكم للانتخابات البرلمانية؟


نتواصل مع قواعدنا ونرتب كوادرنا "كوادر الأمانات – اللجان – الحملات الإنتخابية..." وغيرها استعدادا لانطلاق الحملة حين تبدأ ومدتها القانونية، بجانب أننا نعقد دورات تثقيفية لكوادرنا لتنمية قدراتهم السياسية والإدارية والتثقيفية.


· هل سيتم أي تغيير في مرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية؟


في الغالب لا ، إلا في الدوائر الفردية التي سيتم فيها التغيير بحسب القانون.


· متى تجرى الانتخابات البرلمانية؟


أعتقد أنه لا ينبغى أن تتأخر كثيرًا لأن الوضع المصرى في الداخل والخارج لا يحتمل تأخير الاستحقاق الثالث لخريطة الطريق أكثر من هذا، وكذلك فإن استكمال مؤسسات الدولة هو السبيل إلى استقرارها، ويئس الراغبون في هدمها وعرقلة مسيرتها، وقد أكد الرئيس السيسي أكثر من مرة أن الانتخابات ستبدأ إجراءاتها بعد افتتاح قناة السويس.


· من سيحل محل "بكار" في إدارة الملف الإعلامي بالحزب؟


أولا فترة انشغال نادر لن تطول، ثم إن المتحدث باسم الحزب موجود وهو شريف طه، والكوادر في الحزب بفضل الله كثيرة.


· المصالحة الفلسطينية بين شد وجذب.. ما أسباب عدم تحققها حتى الآن؟


أولا ينبغي أن يوقن الشعب الفلسطيني أنه لا نصر لقضيته إلا بالوحدة والائتلاف والعمل المشترك وإعلاء الصالح العام على المصالح الضيقة، فإذا سرت هذه الروح بين جميع الأطياف الفلسطينية فإنها ستسارع إلى تحقيق المصالحة الحقيقية ليعمل الجميع يدا بيد لنصرة قضيتهم العادلة "قضية الأقصى وفلسطين"، وهي قضية جميع العرب والمسلمين؛ لذلك فالدور المصري في هذا الشأن مهم وخطير، فالواجب على مصر أن تزيد من جهودها في رعاية تلك المصالحة وتهيئة الأجواء لها حتى تتم في القريب العاجل إن شاء الله.


· ما رؤيتكم للدور المصري في المصالحة الليبية؟


ليبيا العمق الاستراتيجى المصري، ويجمعها مع مصر وحدة المصير والآلام والآمال، فلابد أن يكون الدور المصري لرعاية المصالحة الليبية واضحًا وقويًّا، ويجب على الأطراف الليبية أن تدرك خطورة تلك الصراعات بينها وأنها لا تصب إلا في مصلحة أعداء الأمة العربية والإسلامية المتربصين بالمنطقة برمتها، فلا ينبغي أن ينظروا تحت أقدامهم، بل ينبغي أن تكون نظرتهم شاملة لكل ما يحيط بهم حتى يتخذوا القرار الصحيح وهو "العمل على الخروج بحل متوافق عليه للأزمة الليبية برمتها".



· ما تبعات الاتفاق النووي الوشيك بين إيران وأمريكا على خريطة التوازنات السياسية في المنطقة؟


لابد أن نعلم أن المشروع الإيراني الذى قامت عليه الثورة الإيرانية والذى يقوم عليه الفكر الشيعي السياسي هو التوسع والسيطرة الإيرانية وتصدير الثورة الإيرانية وطرحها على المجتمع، فهذا الاتفاق النووي الوشيك وما يترتب عليه من رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران يصب في المقام الأول في صالح هذه النظرية الإيرانية التوسعية؛ مما يخل بالتوازنات السياسية في المنطقة ويدق ناقوس الخطر فيها.


· ما تقييمكم للدور المصري في اليمن؟


اليمن أمنها واستقرارها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي بحكم موقعها من باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس؛ لذلك ينبغي أن يكون الدور المصري فاعلا في العمل على عودة الاستقرار إلى اليمن، ونحن مع مشاركة مصر في عاصفة الحزم وما تلاها، لكن نريد عملا عربيا مشتركا في هذا المجال للإسراع بالوصول إلى استقرار اليمن وخروجه من أزمته، ونزع التسلح الحوثي الذي ينذر بتفجير اليمن ويدق ناقوس الخطر على المنطقة كامتداد للأذرع الإيرانية فيها.


· هل تتوقعون أي تغير في العلاقات المصرية/ التركية مستقبلا؟


العلاقات الثابتة بين الدول يحددها في المقام الأول القواسم المشتركة بين الشعوب، أما الأنظمة فيجب عليها أن تعبر عن الإرادة الشعبية، وعن التوجه الشعبي لا عن التوجهات الخاصة للأنظمة؛ لذلك فإن النظام التركي الآن وإن كان قد أخذ منحى غير مقبول في التعامل مع مصر، لكن العلاقة الوثيقة بين الشعبين التركي والمصري سوف تدفع دفعا أي نظام إلى تصحيح أوضاعه، وأن تسير في اتجاه العلاقات التي تعبر عن إرادة الشعبين؛ لذلك نتوقع تحسن العلاقات المصرية التركية في المستقبل.


· ما توقعاتكم للفترة المقبلة؟


أولا: على صعيد موجة العنف الدائرة، فإنها لن تدوم بهذه الوتيرة الموجودة لأن العنف وجماعاته ليسوا أقوى من الدولة، وإرادة الشعب والتجارب السابقة خير دليل على ذلك، لكن ينبغي للجميع أن يقوم بدوره في مواجهة العنف والتطرف حتى نعجل بالتخلص منه ومن آثاره.


ثانيا: على صعيد الاستقرار السياسي وبناء المؤسسات، فإنه وإن كان الأمر يبدو بطيئا، لكن إرادة المصريين ستتجاوز المرحلة بإذن الله، وسوف نصل إلى استكمال المؤسسات والاستقرار السياسي.


ثالثا: على صعيد التنمية الاقتصادية، فإن لم يقم الجميع بدوره في مواجهة العنف والتطرف، مع مراعاة قرب موعد الانتخابات البرلمانية، وإن لم تقدم القوى السياسية الصالح العام والمصلحه العليا للبلاد على المصالح الخاصة؛ فإن الأمر سيكون صعبا لأن الميراث ثقيل من الفساد عشرات السنين، وتجريف ثروات البلاد والديون المتراكمة والظروف غير المستقرة تطيل أمد المرحلة الانتقالية للوصول إلى الاستقرار الاقتصادي، فهو أمر صعب لكنه ليس مستحيلا خاصة وقد بدأت الدولة مشروعات قومية جيدة، لكنها تحتاج إلى استكمال وترتيب الأولويات في المرحلة المقبلة.


رابعا: على صعيد تحرير الإرادة في السياسة الخارجية، فإن الدولة تسير بخطى جيدة في هذا المجال، من خلال إحداث توازن في العلاقات الخارجية، لكن العامل الأكيد في تحرير الإرادة السياسية الخارجية هو الاستقرار الداخلي سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا.