الاضطرابات المالية تجتاح أمريكا والصين وأوروبا

  • 106
ارشيفية

بعد انقضاء 6 أشهر من العام الجاري، رصدت المؤسسات الاقتصادية اضطرابًا ماليًّا في أمريكا والصين ومنطقة اليورو، مما دفع بعض السياسيين إلى اتخاذ موقف صارم من أزمتي اليونان وتضخم السندات المالية العالمية.


فبداية من اليونان، أقبل المواطنون على سحب كميات كبيرة من الأموال من البنوك؛ حيث أفاد موقع "فينانشال بوست" بأن البنك المركزي الأوروبي أعلن عن سحب المدخرين اليونانين 2 بليون يورو من البنوك خلال 3 أيام في الشهر الماضي بعد انهيار المحادثات بين الحكومة ودائنيها، وتجسيدًا لهذا المشهد انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي كميات هائلة من الصور ترصد طوابير طويلة لليونانيين أمام ماكينات الصراف الآلي.


توقع بعض صناع القرار أنه بسبب عدم التوصل لاتفاق بشأن ديون اليونان فإن الأزمة ستبقى خارج السيطرة وستندلع فوضى مالية عارمة في جميع أنحاء أوروبا، ونقلت صحيفة الديلي ميل البريطانية عن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تسك أنه أنذر اليونان طالبًا منها قبول العرض والذي وصفه بالجيد، أو إبقائها عاجزة عن سداد ديونها، كمحاولة أخيرة لمنع دولة مثقلة بالديون من تحطيم منطقة اليورو، مضيفًا أنه لا ينبغي أن يكون انسحاب اليونان من منطقة اليورو خيارًا لليونانيين أو الاتحاد الأوروبي؛ لأنها ستكون خطوة لا رجعة فيها كما أنها ستكون بداية النهاية لمنطقة اليورو.


لم يسدل الستار على فوضى الاضطراب المالي في تلك المنطقة، بل امتدت آثاره للصين؛ حيث بدأت أسواق السندات الخاصة بها في الانهيار، فوفقًا لمدونة "زيرو هيدج" المالية الشهيرة فإن الشهر الماضي شهد تقلبات عنيفة في مؤشرات سوق السندات؛ حيث سقطت مؤشرات شانغاهاي سقوطًا مزريًا بنسبة 13.3% خلال أسبوع، وهذا لم يحدث منذ أحداث ليمان آند برازر في 2008، بينما سقطت المؤشرات في بورصة شنزن إلى 12.8%، بينما سجلت بورصة شنكست انخفاضًا بنسبة 14.99%. وذهب مايكل ساندر، خبير اقتصادي أمريكي، إلى أن هذه الأرقام سببت حالة من الذعر المالي في كامل أنحاء آسيا، كما أن هناك فريقًا يرصد مؤشرات لتداول الأسهم مبالغ في ربحيتها وغير واقعية.


وإذا انتقلنا للولايات المتحدة الأمريكية فلن نجد الأوضاع المالية تختلف كثيرًا عما ذكرناه آنفًا في منطقتي اليورو والصين، فقد نقل موقع "بيزنس إنسيدر" اقتباسًا من بيان لـ"بنك أمريكا" ورد فيه أن صناديق الائتمان عالية الجودة عانت من نقل أكبر كميات من الأموال هذا العام، كما كانت صناديق السندات الحكومية من أكثر السندات التي عانت من التقلبات السوقية، وفي هذا الصدد ذكر المرشح الرئاسي دونالد ترمب أن أمريكا تشهد اقتصادًا مترهلًا وفقاعة مالية لم ترى من قبل، وذلك أثناء مقابلته مع قناة "إم إس إن بي سي" الفضائية.


وفي حوار أجرته قناة "سي إن بي سي" مع رون بول عضو الكونجرس الجمهوري الأسبق، ذكر أنه على الرغم من وجود أرقام عالية في السوق فإن سياسات الاحتياطي الفيدرالي المالية تركت الأسهم والسندات على وشك انهيار هائل، قائلًا: أنا مندهش تمامًا من دور الاحتياطي الفيدرالي في تدمير السوق، وأرى التخطيط الاقتصادي الخاطئ قد أنشأ فقاعة مروعة في سوق السندات والمسألة مسألة وقت ليس إلا حتى نرى وقف جني المكاسب من هذا الأمر، والذي بدوره سيؤدي إلى فوضى في سوق الأسهم.