قناة السويس الجديدة عندما يتحول الحلم إلى حقيقة

  • 141
ارشيفية

بعد التشغيل التجريبي لقناة السويس الجديدة، ونجاح عبور أول سفينة بقيادة الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، للقناة الجديدة، وهي السفينة التي حملت العلم السنغافوري (apl suthenbtion) ، يعقد الكثير من الخبراء الاقتصاديين آمالًا كبيرة على دور القناة الجديدة في توفير دخل قومي إضافي يساهم في رفع الأعباء، وتحسين الحالة المعيشية، وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم الصناعات والصادرات المصرية، من خلال مشاريع تنمية محور قناة السويس.


أشاد الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، بمشروع قناة السويس الجديدة، موضحًا أن المشروع يسهم بشكل كبير في زيادة إيرادات قناة السويس، كما سيسهم في دخول عدد أكبر من السفن، وهي السفن والبوارج العملاقة التي لم تكن تستطيع المرور من قناة السويس بسبب كبر حجم هذه السفن، كما ستقلل زمن التقاطر في قناة السويس من 14 أو 15 ساعة إلى حدود 4 أو 5 ساعات.


وطالب جودة، بضرورة استكمال المشروع واستغلال المنطقة اللوجيستية استغلالًا جيدًا لتُحقق القناة ما تم التخطيط له من إنجازات، مضيفًا أن ما سيتم الإعلان والاحتفال به في السادس من أغسطس القادم، يُعَد بمثابة السطر الأول في كتاب تنمية محور قناة السويس، ولابد من العمل بشكل فاعل لاستكمال باقي المشاريع المرتبطة بقناة السويس.


وأوضح أن هناك الكثير من المشاريع الاقتصادية الواعدة التي يمكن تنفيذها في محور تنمية قناة السويس، بما يرفع عائد القناة بمستوى كبير، ويسهم في إنعاش حركة التجارة وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، مثل مصانع التعدين، ومشروعات لاستغلال الثروة المحجرية الموجودة، والصناعات الثقيلة مثل صناعات السفن والمراكب والحاويات، وأعمال الصيانة المتعلقة بها، وكذلك الصناعات التجميعية، ومجموعة أخرى للزراعة والتصنيع الزراعي، ومجموعة أخرى للصناعات الدوائية، والنباتات الطبية.


وفي السياق ذاته، عبَّر الدكتور رضا عيسى، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، عن تقديره للمجهود الكبير الذي بُذِل من جانب هيئة قناة السويس والقوات المسلحة للانتهاء من المشروع في الوقت المحدد له، معتبرًا ذلك إنجازًا ضخمًا يعيد للأذهان مرة أخرى فكرة قدرة المصريين على تنفيذ مشروعات ضخمة في وقت قصير.


وأضاف عيسى، أنه على المستوى المتوسط والبعيد ستنعكس قيمة وأهمية قناة السويس وعائدها على الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن الإنجازات والمشاريع الضخمة لا تنتج ثمرتها مباشرة، بل لابد من بعض الوقت حتى نلمس آثارها على الاقتصاد المصري.


وأوضح أن عمليات التكريك التي تمت في مشروع قناة السويس الجديدة هي أكبر عملية تكريك في العالم؛ حيث تم استخدام 75% من كراكات العالم، باستخدام 45 كراكة عملاقة.


وعن المنطقة اللوجيستية المحيطة بالقناة وتطويرها واستغلالها الاستغلال الأمثل، أوضح أستاذ الاقتصاد، أن هذه المشاريع تحتاج لنفس طويل وحسن تخطيط وإعداد جيد، حتى نستطيع استغلال هذه المنطقة الاستغلال الأمثل، في ظل ما يقوم به بعض المستثمرين من التلاعب بالمشاريع والمماطلة والمطالبة بتخفيضات ضريبية كبيرة، أو الحصول على أراضٍ أو خدمات وخلافه.


وطالب بضرورة عمل ثورة إدارية، حتى يتم تنفيذ مشروعات محور تنمية قناة السويس، وضرورة محاربة البيروقراطية التي دائمًا ما تقف عائقًا أمام تحقيق الإنجازات الضخمة أو الوصول للنتائج المرجوة من المشاريع والخطط القومية للتنمية، وحتى يتم ما نصبو إليه بشكل جيد ومُرضٍ.