صدمة التنسيق تشعل الغضب بين طلاب الثانوية العامة ووزارة التعليم العالي

  • 146
ارشيفية

بالرغم من إعلان نتيجة الثانوية العامة، وبدء التنسيق للجامعات، إلا أن الجدل لايزال مستمرًا حول الغش الإلكتروني الذي سيطر على الامتحانات هذا العام، وتم ضبط العديد من الحالات بالفعل، وخاصة بعد أن أوضحت النتيجة فوز طالبين متجاورين في إحدى اللجان على مركز متقدم ضمن أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية.


جاء الحد الأدنى للقبول بكليات الطب بجامعات القاهرة وعين شمس والفيوم والإسكندرية بـ403 درجات بنسبة 98.3%، والحد الأدنى للقبول بكليات طب الأسنان بـ402 درجة بنسبة 98%، والحد الأدنى للقبول بكليات الصيدلة بـ398 درجة بنسبة 97.1%.


وفي شعبة الرياضيات: جاء الحد الأدنى بكليات الهندسة بـ385.5 درجة بنسبة 94%، وفي الشعبة الأدبية، جاء الحد الأدنى للقبول بكليات الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة 398.5 درجة بنسبة 97.2%، وكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة بني سويف 390 درجة بنسبة 97.1%، وكلية الإعلام جامعة القاهرة 395 درجة بنسبة 96.3%، وكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية 394.5 درجة بنسبة 96.2%.


فقد تسببت نتيجة تنسيق الثانوية العامة 2015 في المرحلة الأولى في صدمة الكثير من الطلاب وأولياء الأمور؛ خاصة بعد انخفاض المجاميع لهذا العام نسبة إلى ارتفاع درجة الحد الأدنى للقبول بالكليات العلمية والأدبية بالنسبة للمجموع.


وأكد الطلاب والخبراء والتربويون أن الغش هذا العام ساهم في ارتفاع نسبة النجاح للثانوية العامة، مؤكدين أنه تسبب في ارتفاع تنسيق المرحلة الأولى للجامعات.


رصدت "الفتح" حالة الغضب والإحباط الذي أصيب بها معظم طلبة الثانوية العامة وأولياء أمورهم، وحاولنا استطلاع رأيهم بشأن نتائج الثانوية العامة، مؤكدين أنها غير عادلة ومجحفة وقهرت مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، وجعلت طلابًا غير متميزين يستطيعون الالتحاق بكليات الطب والهندسة.


ورغم المبررات التي أعلنتها وزارة التعليم العالي ومجلس الجامعات الأعلى حول سبب ارتفاع نتيجة تنسيق الثانوية العامة 2015 للالتحاق بكليات القمة، بارتفاع الحد الأدنى للقبول في تنسيق المرحلة الأولى بأنه نتيجة لارتفاع المجاميع للعام الحالي إلا أن الطلاب أكدوا أن مجهودهم ذهب هباءً أمام طلاب مارسوا الغش وحصلوا على مجاميع أعلى منهم.


كذلك يرى البعض منهم أن نتائج التنسيق بهذا الشكل كانت لتشجيع الجامعات الخاصة التي التي تتطلب مصاريف مرتفعة، وقد عبر الطلاب عن مخاوفهم ألا يكون هناك متسع من الأماكن يسمح بدخولهم لكليات حلموا بها.


نتيجة غير حقيقية


وقال الطالب محمد سيد، الحاصل على 96.7% علمي، إن نتيجة الثانوية العامة هذا العام تعتبر غير حقيقية بنسبة كبيرة ، مؤكدًا أن الامتحانات شهدت العديد من حالات الغش سواء الإلكتروني أو العادي، لافتًا أن من يراقبون اللجان يساهمون بطريقة أو بأخرى في نشر الغش بين اللجان.


وأضاف، أن المسئولين عجزوا بالفعل عن مواجهة هاكرز الغش، فماذا فعلوا أمام الصفحات النشطة مثل صفحة "شاومينج" التي كانت تُسرب الامتحان بعد دقائق معدودة من بدء اللجان؟ إضافة لوجود تقنيات جاءت هذا العام خصيصًا من دول الخليج مثل الساعات الرقمية المتصلة بالأقمار الصناعية، وهي التي تستطيع تصوير المنهج كاملًا واستدعاؤه عند اللزوم.


وقال أحمد عمر، الحاصل على مجموع 97% علمي، إن نتائج التنسيق للمرحلة الأولى بهذا الشكل تعتبر تشجيع للجامعات الخاصة التي تستنزف جيوب المصريين وأولياء الأمور، وتساوي بين الطالب المجتهد وغير المجتهد، والرابح في النهاية هو صاحب المال الذي يمتلك ثروات يستطيع أن يعلم أبناءه في كبرى الجامعات الخاصة التي تسعى للربح دومًا دون الجودة التعليمية.


ومن جهتها قالت أميرة حامد، الحاصلة على مجموع 96.4% علمي: "ذاكرت واجتهدت وسهرت الليالي حتى أحقق حلمي بدخول إحدى كليات الطب، لكن الغش وسوء ضبط اللجان أحال دون تحقيق حلمي".


ومن جهته أكد محمد سعد، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي ورئيس عام امتحان الثانوية العامة، أن أية حالة غش تم ضبطها داخل لجان الثانوية العامة تؤكد تصدي الوزارة للغش أيًّا كان نوعه ووسيلته، وأوضح أن كل محاولات الغش بالهاتف المحمول تم ضبطها، مؤكدًا أنه لم يستفِد أى طالب من حالات الغش ولم تدخل كلمة إلى ورقة الإجابة، ومَن يشك في نتيجته فباب التظلمات مفتوح.


وأضاف أن عدد الطلاب المتقدمين للاطلاع على أوراق إجاباتهم للتظلمات في نتيجة الثانوية العامة يزيد عن 12 ألف طالب وطالبة.


وأرجع الباحث التربوي كمال مغيث، ارتفاع نسب النجاح إلى ظاهرة الغش التي باتت تؤرق عقول الطلبة المجتهدين وأولياء الأمور، بل وتساوي بين من يجتهد ومن يخطط ويفكر للغش منذ دخوله المرحلة الثانوية.


وحول ارتفاع نسبة النجاح قال مغيث: نتائج الامتحانات لا تعبر عن أية دلالات تربوية، أو اجتهاد يعود للمذاكرة، نظرًا لأنها غير حقيقية ولا تعبر عن مستوى الطلاب الحقيقي.


وأوضح الخبير التربوي، أن الغش كان سائدًا في معظم اللجان وتسبب في ارتفاع نتائج التنسيق للمرحلة الأولى والثانية، وأثر سلبًا على نفسيات وعقول الطلاب، وأكد مغيث، أنه لم يحدث في دول العالم المتقدم أن يحصل طالب على 100% سوى في مصر، مطالبًا بضرورة تعديل نظام الامتحانات وتغيير المناهج لتواكب المناهج المطورة العالمية، وإرجاع دور المدرسة مرة أخرى بأن تكون عامل جذب للطلاب ومنحهم درجات أعمال سنة على الحضور بدلًا من مساعدتهم على أجازات من أول العام الدراسي.


بدوره أكد الدكتور أحمد زايد، أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة، أن ظاهرة الغش في الامتحانات ليست جديدة، ولكن هناك عوامل معينة كانت تغطي على تلك الظاهرة، مشيرًا الى أن التكنولوجيا الحديثة ساهمت في تفشي هذه الظاهرة.


وأضاف أن ارتفاع مجاميع الطلاب بهذه الطريقة لا يعبر بأية حال من الأحوال عن مستوى التعليم الحقيقي بقدر ما تعبر عن تفشي الغش الجماعي الذي أهدر مبدأ تكافؤ الفرص.