• الرئيسية
  • الأخبار
  • جرائم الاحتلال الصهيوني عار على جبين الإنسانية الضفة الغربية بين نار جرائم الصهاينة وبركان الغضب الفلسطيني

جرائم الاحتلال الصهيوني عار على جبين الإنسانية الضفة الغربية بين نار جرائم الصهاينة وبركان الغضب الفلسطيني

  • 123
ارشيفية

ماذا يدور في عقل الاحتلال الصهيوني وهو يشعل نار الغضب في الضفة الغربية، التي من المؤكد أنها ستحرقه وستحرق ثوب أمنه؟ هل سلطات الاحتلال بهذه الحماقة، أم أن لها غرضًا خفيًّا من هذا؟


جريمة حرق أسرة الشهيد سعد الدوابشة على يد عدد من المستوطنين والتي راح ضحيتها الأب سعد وزوجته وطفلهما الرضيع علي، بينما يصارع طفلهما الآخر الموت، في واقع الأمر هي إحدى الجرائم المعتادة التي يرتكبها المستوطنون وسلطات الاحتلال منذ أن دنسوا أرض فلسطين، لكن بشاعة أداة الجريمة وهي الحرق واستشهاد طفل جعل لهذه الجريمة بعدًا نفسيًّا آخر.


جريمة أسرة الدوابشة، أضيف إليها جريمة جديدة ارتكبها وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون باقتحامه المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل يوم الثلاثاء الماضي، مما يؤكد أننا أمام مخطط استفزازي متكامل تديره سلطات الاحتلال بالتنسيق مع المستوطنين، استغلالًا لحالة الضعف التي تعيشها السلطة الفلسطينية يريد الاحتلال تثبيت وجوده أكثر في الضفة الغربية وبث حالة من الرعب في نفوس الفلسطينيين تسهل عليه ابتلاع المزيد من أراضيهم وهدم منازلهم، من جهة أخرى فإن هذه العمليات لا شك أنها ستؤدي لاندفاع فصائل المقاومة المختلفة في الضفة للتحرك لشن هجمات انتقامية وهو ما يمكن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية التابعة لسلطات الاحتلال من رصد هذه الخلايا وكشفها.


فوِفْقَ تقارير أمنية سمح بنشرها جهاز جهاز الأمن العام "الشاباك" فقد زعم الاحتلال أنه تمكن منذ بداية السنة الجارية من إحباط ما مجموعه 111 عملية وتشمل عمليات إطلاق نار ووضع عبوات ومحاولات أسر وعمليات استشهادية، وأنه تمكن أخيرًا من إحباط 17 عملية كان سينفذها فلسطينيون ضد أهداف صهيونية، بالإضافة إلى العدد غير المعروف للعمليات التي تحبطها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، منها 5 عمليات خططت لها حركة حماس، فيما تبين أن 5 من العمليات الأخرى خططت لها تنظيمات فلسطينية أخرى، و7 عمليات بتخطيط فردي.


أما الهدف الثالث الذي يسعى الاحتلال لتحقيقه من ممارسة جرائمه وعملياته الاستفزازية، هو وضع السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية فى مواجهة الفصائل الفلسطينية التي تسعى للانتقام ومن بينها حركة فتح، مما يزيد من ضعف السلطة داخليًّا، ويرفع مستوى الغضب الشعبي عليها وهو ما سيسفر عن ضعف موقفها التفاوضي في مواجهته.


بالمقابل ترى معظم الفصائل الفلسطينية في زيادة جرائم الاحتلال والمستوطنين فرصة ذهبية لكسب أنصار جدد من الداعمين لمشروع المقاومة ضد الاحتلال في الضفة الغربية، والتأكيد على فشل مسار المفاوضات الذي تتبناه السلطة الفلسطينية وأن هذا المسار لم يوفر لهم الأمن، بل جعل من الأجهزة الأمنية للسلطة مجرد مساعدين لجيش الاحتلال لقمع المقاومين، كما فشلت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في أن توفر لهم الحياة الكريمة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب الضفة ومؤسسات السلطة وهكذا تتحول الضفة لأرض رخوة شعبيًّا يمكن في أية لحظة أن تنهار بالبناء السياسي للسلطة.


لكن على صعيد التحرك العسكري تبدو الفصائل هذه المرة أكثر حِنكة ولا تريد أن تجعل من نفسها صيدًا سهلًا للاحتلال والأجهزة الأمنية للسلطة بالقيام بالغالبية العظمى من العمليات العسكرية، بل تسعى للتحرك من خلال حاضنة شعبية واسعة وصلبة، وذلك عبر بث روح المقاومة دعائيًّا في نفوس المواطنين غير المؤدلجين والمنتمين فصائليًّا مما يجعل من مشروع المقاومة مشروعًا شعبيًّا يصعب على السلطة التصدي له تحت دعاوى أنه يخضع لحسابات فصيل معين.


من جهة أخرى فإن العمليات الفردية لغير المؤدلجين، تمثل عنصر تهديد خطير للاحتلال وأجهزته الأمنية والاستخباراتية التى كيف يمكن لها أن تخترق عقل كل مواطن فلسطيني في الضفة وتكتشف أنه قرر أن يشن بمفرده هجومًا بسكين أو أن يدهس بسيارته من يصادفه من جنود أو مستوطنين، وبالتالي ستعيش سلطات الاحتلال وجميع المواطنين الصهاينة في حالة رعب على مدار 24 ساعة، فكل فلسطيني هو مهاجم محتمل سينتزع حياة أي فرد منهم في أية لحظة.


أما على مستوى الرؤية الشعبية، فالمواطن البسيط في الضفة الذي يرى أفراد أسرته وأقاربه وجيرانه يختطفون كل يوم لينضموا لآلاف الأسرى في سجون الاحتلال، ويعيش حياة بائسة مغمسة بالذل على المعابر ووضع اقتصادى يجعله يصارع لإطعام أفراد أسرته، ثم عليه بعد كل ذلك أن ينتظر أن تأتي جرَّافات الاحتلال لتهدم منزله أو تطرده منه، وفي الخلفية الذهنية لهذا المواطن الغاضب أنه أمام محتل غاصب سرق منه أرضه ويقتل أهله في الضفة وفي غزة التي ما اندملت جراحها قط، وطاولة المفاوضات اتضح أنها ليست إلا مكلمة، فماذا يمكن أن يفعل غير أن يبادر بشن هجوم فردي على أي ممن ينتسبون للاحتلال من مواطنين أو جنود ليخبرهم أنكم لن تنعموا بالأمن على أرضي فباطنها أولى بكم من ظاهرها.


الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه يمارسون جرائمهم في الضفة الغربية، لكن الغضب الفلسطيني قد يقلب الموازين في أية لحظة ليجعل الاحتلال يدفع ثمنًا غاليًا من دمه.