• الرئيسية
  • الأخبار
  • التعليم تواجه مافيا الدروس الخصوصية بمراكز الشباب.. باحث في شئون التعليم: يقضي على دور "المعلم" بالمدرسة

التعليم تواجه مافيا الدروس الخصوصية بمراكز الشباب.. باحث في شئون التعليم: يقضي على دور "المعلم" بالمدرسة

  • 98
ارشيفية

أثار قرار وزارة التربية والتعليم، بضم المراكز الشبابية بالقرى والمراكز بالمحافظات لعمل دروس تقوية بها لمواجهة مافيا الدروس الخصوصية، حفيظة البعض، مؤكدين أن هذا القرار سيكون بمثابة تشريع موثق للمعلمين، فضلًا عن كونه يقضي على دور المعلم بالمدرسة، خاصة أنه يساعد بعض المدرسين على الكسل والبحث عن التربح من خلال دورس التقوية، بينما يرى آخرون أنه قرار جيد؛ حيث من شأنه ضبط العملية التعليمية والقضاء على مشكلة الدروس الخصوصية التي باتت ترهق الأسرة المصرية خاصة الفقراء.


قال محمود نبيل الرامي، باحث فى شئون تطوير التعليم، إن قرار وزير التعليم بضم مراكز الشباب وتخصيصها لدروس تقوية بأجر رمزي للطلاب ودعم من الوزارة، خاطئ ويعود بالسلب على المستوى التعليمي للطلاب والأخلاقي، مضيفًا أن مراكز الشباب مفتوحة على مصراعيها أمام جميع فئات وطبقات المجتمع، والطلاب سيرفضون الانضمام لهذه المراكز؛ لأنهم يختارون الأماكن النظيفة والمكيفة، وليس الأماكن المفتوحة المزدحمة، كما أن هذا القرار يقلل من شأن ودور المعلم بالمدرسة.


وفي المقابل رحَّب الرامي، بقرار الوزير بتطبيق نظام المحاضرات بالدراسة لمدة ساعة ونصف لكل محاضرة، موضحًا أن استبدال فكرة الكتب التعليمية بالإسطوانات والسيديهات المدمجة والفيديوهات العلمية المصورة، يتيح للطالب إمكانية إعادة الدرس وتحميله مرة أخرى وحفظه على الجهاز الخاص به، مؤكدًا أنه قد عرض الفكرة من قبل بإحدى القنوات الفضائية.


ووصف قرار الوزير بتخصيص 10 درجات على معدل الحضور بأنه مضيعة للوقت، مبررًا ذلك بأن هناك مدرسين لا يصلحون للتدريس؛ الأمر الذي يجبر جميع الطلاب على الدروس الخصوصية، مؤكدًا أنه في حال توفير السبل المريحة والوسائل التعليمية الأفضل وكفاءة المدرسين، فإن الطلاب سيذهبون من أنفسهم ويوفرون أموالًا كثيرة لأسرهم.


بدوره، طالب الدكتور طارق نور الدين، الخبير التعليمي، بضرورة إعداد دراسة عن المعلم والبيئة الفيزيقية قبل إجبار الطلاب على الحضور؛ لإغلاق أبواب الفساد الإداري فى التعليم، مطالبًا بوضع آلية لضمان حصول الطلاب على الدرجات العشر؛ حتى لا نقع في أزمة مثل "الحافز الرياضي" مرة أخرى.


وعن فكرة إنشاء "القناة التعليمية"، أوضح نور الدين، أنه قرار في غاية الصواب، لكنه يحتاج إلى معلمين أكفاء، شريطة أن تكون لديهم حنكة أو حسن الإلقاء، موضحًا أن فكرة تطوير البرامج التعليمية والمناهج، بالإضافة إلى تخصيص جزء كبير مِن الكتاب المدرسي للتدريبات، فضلًا عن إعداد مناهج تفاعلية على أسطوانات مدمجةCD يحصل عليها الطالب مجانًا، والدخول على موقع الوزارة للاطلاع على هذه المناهج سيكون لها أثر كبير على فهم واستيعاب الطلاب، كما أنها بمثابة نقلة تاريخية للتعليم في مصر.


وفى السياق ذاته، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن إعلان الوزارة عن تحويل "الحصص" إلى "محاضرات"، لم يمس إصلاح جوهر العملية التعليمة نفسها، خاصة أن النظام الجديد يحتاج إلى فلسفة معينة.


وتساءل: كيف تسعى الوزارة إلى إرغام الطلاب على الحضور الدراسي؟ وكيف يتم ربط الطلاب بالمدارس عن طريق الأنشطة وإصلاح نظام التقويم المدرسي؟ وكيف تسعى الوزارة للقضاء على الدروس الخصوصية؟


وأضاف مغيث، أن المدرسين يصل عددهم إلى نحو مليون و300 ألف معلم، بالإضافة إلى 18 مليون طالب، وأن الموضوع يحتاج أوًلا إلى تدريب المعلمين والطلاب عليه قبل تطبيقه، لافتًا إلى أن القرار غير واضح وغير محدد.


أكد شعبان محروس، معلم، أن مشكلة الدروس الخصوصية لن تحل إلا بعد أعوام وتحتاج مجهودًا كبيرًا من الوزارة، حيث يرى قرار الوزارة بضم مراكز الشباب وعمل دروس تقوية للطلاب حل مبدئي لمواجهة أباطرة الدروس الخصوصية، مشيرًا إلى أن قيمة المعلم متدهورة ولم تعد مرة أخرى إلا من خلال إعادة مستواه الاجتماعي وتحسينه صورته في البرامج.