العربي يؤكد على ضرورة جمع وإحياء الوثائق الفلسطينية للحفاظ عليها من عبث الاحتلال

  • 111
نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية


نظم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم "الإثنين" الاحتفال الخاص بـ"اليوم العربي للوثيقة"، بحضور الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور محمد صابر عرب - وزير الثقافة المصري، وعبد الله بن محمد العويس ، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، والدكتور عبد الله حمد محارب - المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، إضافةً إلى ممثلى الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، والمندوبون الدائمون للدول الأعضاء بجامعة الدول العربية أو ممثليهم.


وأكد الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية، في كلمته أنه لشرف كبير أن تحتضن الأمانة العامة للجامعة العربية فعاليات يوم الوثيقة العربية لأول مرة في ديسمبر، والذي كان مبادرة من "النادي العربي للمعلومات" وتبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لتعمد بعد ذلك يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يومًا للوثيقة العربية.


وتوجه بالشكر والتقدير إلى الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، على كل ما يقوم به من جهود مقدرة لرفع شأن الثقافة العربية ودوره الفعال في تشجيع التفاعل والحوار لثقافي على الساحتين العربية والدولية، ولما له من مبادرات هامة لدعم دور الوثائق والمكتبات وخاصة دعمه للمجمع العلمي المصري الذي اتشرف بعضويته والذي تعرضت مقتنياته من وثائق ومخطوطات تاريخية نادرة للحرق والتخريب.


ووجه العربي الشكر والتقدير لدار الوثائق المصرية على الجهود المقدرة التي بذلتها بالتنسيق مع الأمانة العامة للجامعة لإقامة هذه الاحتفالية وعلى معرض الصور الوثائقية الذي يجسد ببراعة صورة العالم العربي في الوثائق المصرية، آملين في أن تمتد جسور التعاون بين جامعة الدول العربية ودار الوثائق المصرية في مجال حفظ وصيانة الوثائق التاريخية التي تعكس اسهامات الحضارة العربية.


ووجه تهنئته إلى الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري على فوز مصر الأسبوع الماضي ولأول مرة بعضوية "لجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالات النزاع" بمنظمة اليونسكو، وهي بذلك الدولة العربية الوحيدة في هذه اللجنة، متمنيًا أن تدعم هذه العضوية حماية مواقع التراث العالمي بالمنطقة العربية، خاصةً في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات، مشيرًا على وجه الخصوص الى ما تتعرض له المواقع الأثرية والمكتبات في سوريا من مخاطر وأعمال حرق ونهب تتطلب التدخل السريع والعاجل لإنقاذها وحفظها من الخراب والدمار باعتبارها من كنوز الحضارة الإنسانية.


وأعرب العربي عن كل التقدير لدار الكتب والوثائق العراقية التي نهضت من الرماد بعد أعمال النهب والتخريب التي تعرضت لها في عام 2003، واستطاعت إعادة جمع ما فقد من التراث الوثائقي العراقي والعربي، قائلا :"لا ننسى الإشارة إلى أن هذا العام يحتفل العالم العربي بمدينة بغداد عاصمةً للثقافة العربية لعام 2013، وقد نجحت الحكومة العراقية في تنظيم فعاليات ثقافية هامة خلال هذا العام بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها بغداد".


وأضاف: يأتي الإحتفال بيوم الوثيقة العربية لما تحمله الوثيقة من أهمية في حفظ الوقائع والشهادات الحضارية على الإسهامات العربية في مجال العلوم، في مجال الآداب، في مجال المعرفة الإنسانية وفي الحفاظ على الهوية العربية وذاكرة الشعوب وتاريخها، ولنعبر عن اعتزازنا بما برع فيه علماؤنا في مجال التوثيق، في مجال البحث العلمي وحفظ ونقل التراث العالمي عبر الأجيال.


ولفت إلى أن مواثيق الأمم المتحدة ومنظماتها والجامعة العربية ومنظماتها تدعو إلى تطوير الإنتشار الحر للأفكار وتبادل المعلومات بأنواعها وأشكالها المختلفة، وذلك لرفع جهود التنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان العربي، ومكافحة الجهل ومكافحة التخلف ومكافحة العنصرية، خاصة فى ظل الظروف والأوضاع الخطيرة الراهنة التي تشهدها المنطقة.


وسلط العربي الضوء على ما تتعرض له الآن ومنذ فترة مدينة القدس من انتهاكات إسرائيلية وسياسات عنصرية لطمس معالمها الحضارية، وسرقة للوثائق وتزوير للحقائق بهدف تغيير ملامحها وهويتها العربية وتهويد مقدساتها، مشددًا على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لجمع وإحياء الوثائق الفلسطينية، وإعادة نشر هذه الوثائق الكترونيًا بما يحقق المحافظة على التراث الوثائقي والحضاري الفلسطيني وسهولة تداوله، لأنه الأكثر عرضة للسرقة والتزوير والتدمير، وعلى توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب العربي الفلسطيني.


وقال العربي: علينا جميعا واجب مقدس بضرورة إثارة هذه القضية في الإعلام العالمي وفي المحافل الدولية وأناشد الفرع الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيف لاتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لعرض هذا الموضوع الهام على جدول أعمال المؤتمرات السنوية للمجلس الدولي للأرشيف بهدف منع إسرائيل من الاعتداء على وثائق الشعب الفلسطيني وتشويهها، هذه الوثائق التي تمثل جزء من كيانه القومي وتاريخه اليومي على الأرض وتراثه.


وأكد على أنه لمن المهم أن نتذكر دائمًا يوم الوثيقة العربية للعمل معًا على صون التراث العربي المادي والمعنوي للحفاظ على هويتنا العربية، ومن هذا المنبر أدعو كافة الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال الوثائق والتوثيق للعمل على ترسيخ أسس علمية وعصرية لتبني السياسات الكفيلة لتوحيد الجهود العربية في مجال التوثيق والمعلومات للإرتقاء بالوثيقة العربية بما يخدم أهداف الأمة العربية والوصول بها إلى المكانة الجديرة بها على خريطة العالم المعاصر ولإبقاء التراث العربي حيا للأجيال القادمة للوصول إلى المجتمع العربي الحر للمعلومات.


وشدد على ضرورة إستمرار الإحتفال بيوم الوثيقة العربية بصورة مؤسسية، وترسيخا لهذا المبدأ الهام يسعدني أن يحتضن "بيت العرب" هنا بمقر الجامعة العربية هذه الإحتفالية الهامة في السابع عشر من أكتوبر في الأعوام القادمة، ودعا ممثلي الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف لوضع آلية محددة لاقامة هذا الإحتفال تتضمن معارض وثائقية ومحاضرات وندوات حول أهم الموضوعات والأطروحات والمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالوثيقة وحفظها وصيانتها وتكريم المؤسسات والشخصيات العربية الفاعلة في هذا المجال. كما دعا بعثات ومراكز جامعة الدول العربية في الخارج إلى تخصيص هذا اليوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام للإحتفال بيوم الوثيقة العربية.


وتوجه بالشكر والتقدير إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لما لها من جهود كبيرة في الإهتمام بالوثائق العربية بكافة أشكالها وأنواعها، وهو ما ينعكس في استراتيجياتها المقررة في هذا المجال، كما يسعدني أن يشهد ختام هذا الإحتفال التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومكتبة الإسكندرية لتعزيز التعاون بين المؤسستين في مجال المعلومات والمكتبات. وأن أشيد بالدور الهام الذي يقوم به الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة الذي نجح بفضل رؤيته وجهوده في أن تصبح مكتبة الاسكندرية من أهم معالم الثقافة في مصر وفي العالم العربي.


من جانبه قال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى الإماراتي حاكم الشارقة، بمناسبة تكريمه في "اليوم العربي للوثيقة" والتي ألقاها نيابة عنه عبد الله بن محمد العويس – رئيس دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، على أن هناك مسؤولية وأمانة تاريخية اليوم أكبر في الاهتمام بالوثائق التي أصبحت لها أهمية قصوى في ظل تلك الظروف الدقيقة التي يمر بها وطننا العربي واختلاط الحقائق وظهورها بأوجه مختلفة وما نشهده من تحولات ومواءمات وما يحاك حولنا من مؤامرات.


ووجه القاسمي تحية ملؤها المحبة والإخاء للمجتمعين، شاكرًا هذا التكريم المقدر والمحبب لنفسه لأنه يأتي في أحد المجالات التي شكلت مبكرا جدا هاجسا شخصيا له.


وقال القاسمي: الوثيقة هي الحجر الذي تتكيء عليه الأجيال القادمة في حفظ هويتها ودحض أي محاولات لتشويه وتزوير حاضرها أو سرقة ماضيها من قبل أي منتفع أو مغرض.


وشدد على أن الماضي والحاضر والمستقبل أمانة بين أيديكم، عبر الوثائق والتوثيق تتواصل الأجيال وتتقدم الحضارة الإنسانية وتتطور رسالتها، وباختفاء الوثائق والتوثيق يصبح العالم بكل قوته وآلاته يصبح العالم لا يملك شيئًا من ماضيه.


وشكر القاسمي، كل الجهود المخلصة في هذا المجال قائلا: انتهز تلك المناسبة لتكون دعوة لاتباع الطرق العلمية الحديثة في حفظ وحمايته الوثائقية والتحول إلى نظام الحفظ الرقمي لضمان حفظها إلى ما شاء الله.


كما قدم الشكر على هذا الاحتفاء الذي يشير إلى الوعي بأهمية التوثيق وتقدير دوره وخطورته ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً، مؤكدًا للحضور دعم الشارقة الدائم في هذا المجال الذي ما غاب يومًا عن توجهاتنا.