مدارس مطروح مقابر الطلاب .. والأهالي: أولادنا في خطر!

  • 107
ارشيفية

جدران مهشمة .. حجرات آيلة للسقوط .. أعمدة اغتالتها الشروخ .. فناء الضحك واللعب يقترب من الدموع والدم .. هكذا الحال في مدارس مدينة الضبعة في محافظة مطروح.


بعض المدارس تشهد كوارث تهدِّد حياة الطلاب لوجود العديد من الشروخ والتصدعات داخل جدران المباني، وهو الأمر الذي يحدث الرعب في قلوب الأطفال وأولياء الأمور، خوفًا على حياة التلاميذ.


قال محمد بدر، مدرس في إحدى مدارس الضبعة، إن المدارس على وشك السقوط بالفعل، ونفتقر إلى الميزانية، فقد تقدمنا بالكثير من الشكاوى إلى الوزارة، والجواب: "ننتظر الميزانية"، كما أنه لابد أن تعاود الوزارة النظر في المسئولين بالمحافظة؛ لأن الأمر قد فاق الوصف.


وأشار بدر، إلى أنه لابد من تعاون الأهالي بالتبرع لإنشاء مدارس حتى يستقبلوا فيها الطلاب، خاصة أن مدرسة الضبعة التجارية امتنعت من قبول دفعة جديدة من الطلاب؛ نظرًا لعدم وجود أماكن، والأماكن الموجودة غير مؤهلة إلا أن تكون حظيرة مواشٍ وليست مدارس تعليمية للطلبة.


وزاد بسيوني مهدي، مدير مدرسة الضبعة التجارية، أنه تم بالفعل إرسال التقارير للجنة التابعة للوزارة، كما أن الوزارة تتخذ الإجراءات بخصوص عدم اتساع المدرسة لقبول دفعة جديدة، نظرًا إلى تهالك المبنى في المقام الأول، وعدم وجود أماكن لاستقبال طلبة جدد.


وفي السياق نفسه، قالت عائشة محمد، إحدى المدرسات، بدلًا من أن تكون المدارس مكانًا آمنًا يستطيع الطلاب أن يتعلموا فيها ويزدهروا، أصبحت مصدر قلق للمواطنين خوفًا من سقوطها.


وأضافت محمد، أنه مما يضاعف الأزمة دور المسئولين، فهم غائبون عن المشهد بشكل تام، فقد تقدم العديد من الأهالي والمدرسين وكنت واحدة معهم، بالشكاوى لإزالة أو صيانة هذه المدارس أو توفير بديل لحين ترميمها، لكن الصمت خير رد على ذلك.


وتابعت: نموذج ذلك مدرسة جلالة وفصولها، حيث بها العديد من الشروخ والتصدعات في الجدران والأسقف للفصول ودورات المياه، كما أنها معدومة من أقل الإمكانيات التي تتوافر في أقل المدارس من الكهرباء والأثاث، وعدم وجود أماكن للمعلمين، حيث بها 5 كراسٍ فقط، يحاولون الحفاظ عليها ليجلس عليها الزائرون للمدرسة، والطالب لا يجد أقل حقوقه، لا مكتبة، ولا أنشطة، والتكدس يغطي الفصول، والازدحام يملأ الأركان، ورغم كل ذلك نجد أنَّ المدرسة تحتل مركزًا متميزًا علميًّا على مستوى الإدارة التعليمية.


وبسؤال الموجودين بالمدرسة وبعض أولياء الأمور، قال أحد أولياء الأمور عبد الرازق فتح الله، سائق: "نحن نتطلع لمعالجة المشكلة من الجذور وليس تلوين القشور، ولماذا لا يتم عمل إزالة أو إحلال وتجديد للمدرسة؟ أنا أخاف على ابني الذهاب للمدرسة خوفًا من الانهيار، وسأنقله إلى مدرسة أخرى أكثر أمانًا".


وقال سعيد جوية، موظف: "هل أرواح الأطفال أصبحت رخيصة لا قيمة لها؟ أليسوا جيل المستقبل؟ أم ننتظر حتى تقع الكارثة؟! ثم نلطم الخد ونهرول يمينًا ويسارًا".


وقال سعد إبراهيم، أحد أولياء الأمور: "منذ سنوات وهذه المدرسة قديمة المباني وبها تشققات، لماذا لا يتحرك المسئولون إلا بعد وقوع الكارثة؟ لماذا يتعلم أبناؤنا في مدارس متهالكة ولدينا مدارس خمس نجوم في أماكن أخرى هل الموضوع محتاج إلى واسطة؟".


بدوره، اعترف أحد المسئولين في إدارة مطروح التعليمية رفض ذكر اسمه، بأن المدارس على وشك السقوط؛ لافتقار الإدارات التعليمية في محافظة مطروح إلى الميزانية، مؤكدًا أنه قام بتحرير العديد من الشكاوى إلى الوزارة، لكن المسئولين هناك لم يحركوا ساكنًا، مكتفين فقط بالتحجج بعجز الميزانية!


وأوضح المسئول، أن مدرسة الضبعة التجارية امتنعت عن قبول دفعة جديدة من الطلاب؛ نظرًا لعدم وجود أماكن ملائمة للعملية التعليمية.