• الرئيسية
  • الأخبار
  • بعد أن كشفت عنها في عددها السابق "الفتح" تواصل الكشف عن ري 78 ألف فدان بمياه الصرف الصحي والزراعي

بعد أن كشفت عنها في عددها السابق "الفتح" تواصل الكشف عن ري 78 ألف فدان بمياه الصرف الصحي والزراعي

  • 99
ارشيفية

تواصل "الفتح" في عددها الثاني على التوالي كشف ملابسات توقف أكبر محطة ري مسئولة عن ري أكثر من 17 قرية جنوب الإسكندرية، وهي القرى التي تضم أكثر من 78 ألف فدان مهددة بالبوار بعد توقف الري بالمياه الصالحة للزراعة ولجوء المزارعين إلى ري تلك المساحات بمياه الصرف الصحي والزراعي.


قال المزارعون بقطاع مريوط، إنهم يعانون بالفعل من نقص المياه ووعود المسئولين لا تنفَّذ، والإهمال متراكم منذ سنوات بل يزداد الأمر سوءًا، بعد انقطاع مياه الري عن 78 ألف فدان مما يهدد تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة بالبوار وتضرر المزروعات وتوقف تنوع المحاصيل الزراعية الأمر الذي أزعج المزارعين وتهرب من مسئوليته الجسيمة المسئولين.


قال عبد الرحمن سيد أحمد، مزارع، إن عدد المحطات التي تغطي قطاع مريوط 4 محطات، تبدأ من محطة رقم 2 وتنتهي بمحطة رقم 1 وذلك بغرب الصحراوي، وتشتمل هذه المنطقة بقطاع مريوط على ثماني ترع رئيسية حيث إن محطة 2 تقوم برفع المياه لمحطة 3 والتي تضخ المياه إلى 3 ترع رئيسية، ترعة الركازة التي تصل إلى قرية الجزائر، وترعة أبو خليفة التي تصل إلى قرية أحمد عرابى، وترعة منطقة دليمة التي تروى قرية مصطفى كامل، ثم محطة الرفع رقم 4 التي تضخ المياه إلى 3 ترع رئيسية: ترعة الركازة وبغداد التي تخرج منها تفريعة لأراضي منطقة ترعة 36 ونهايتها إلى قرية 45.


وتابع: محطة رقم 5 التي تضخ المياه إلى ترعتي رحيم ونهايتها بنجع المطار الشرقي وترعة منطقة أرض الجليسات ونجع كاتب، وقد كانت الأدوار المقسمة في هذه الترع الثمانية من 25 يومًا حتى 30 يومًا وهذه فترة الإغلاق وفترة الرى بالنسبة للدور من 5 أيام إلى 7 أيام، وهذا التقسيم استمر من 2006 حتى الأزمة الموجودة حاليا من عام 2015، وقد تم ضخ المياه إلى ترعة 36 وذلك منذ أسبوع مضى ثم ترعة أبوبكر والركازة، وما زالت المشكلة مستمرة بباقى الترع التي لم تصلها المياه في التقسيمة الجديدة.


وأوضح أحمد، أن المياه عادت بالفعل إلى الأراضي فور نشر التحقيق في "الفتح"، ورغم وصول مياه الري إلى المزارعين بهذه الترع الثلاث ما زلنا نعاني من مشكلة خلط مياه الري بمياه الصرف الصحي والزراعي نظرا لوجود محطة مياه الشرب التي تضخ المياه لمنطقة برج العرب والساحل الشمالى؛ مما يؤثر سلبًا على منسوب مياه الري.


ولفت إلى أن "مصرف تعمير الصحاري" هو المصرف الرئيسي الذى يتم فيه صرف مياه الصرف الزراعي والصحي، وبالتالي يتم الاستعانة بمياه هذا المصرف لتعويض العجز في مياه الري هناك.


في المقابل أوضح عدد من المزارعين أنه يتم سحب كميات كبيرة من مياه هذا المصرف ليتم خلطها بعد ذلك مرة أخرى بمياه الري النظيفة بترعة مريوط وبدون أية معالجات لهذه المياه الأمر الذى ينذر بكارثة حقيقية خطيرة ".


تهدئة الأوضاع:


قال محمد صبحي محمد، مزارع، إنه بالفعل تم ضخ المياه إلى ترعة الركازة ولكنه يخشى من عدم استمرارية وصول مياه الرى في مواعيدها وأوقاتها المحددة.
وأبدى عدد آخر من المزارعين تحفظهم من ضخ مياه الري الآن، مؤكدين أنه من باب تهدئة الأوضاع في خلال هذه الفترة، وهناك مشكلة أخرى وهى أن نسبة مياه الرى النظيفة هي 35 % فقط والباقى بنسبة 65 % وهى عبارة عن مياه صرف زراعي وصحي مختلط، مشددين على أن المنطقة بالكامل ليس بها شبكات للصرف الصحي، ويتم التخلص من مياه الصرف الصحي بمصرف تعمير الصحراء الزراعي الذي يعاد مياهه مرة أخرى إلى المزارعين في صورة مياه مختلطة بمياه الري النظيفة؛ مما يؤثر في خصوبة التربة ويؤدى إلى تبوير الأرض تدريجًا وانتقال الأمراض للمواطنين والحيوانات.


النور في قلب الحدث:


بدوره، قال هشام بسيوني، أمين شياخة فلسطين بحزب النور، إن المشكلة أكبر من مجرد عطل لماكينات الري، وإنما أصل المشكلة يكمن في وجود نحو 65 % مياه صرف صحي وذلك لوجود 15 قرية بمنطقة قطاع مريوط، وليس بهذه القرى أية شبكات للصرف الصحى وبالتالي فإنه يتم التخلص من مياه الصرف الصحى عبر المصرف الزراعي والذي يتم خلط مياهه بمياه الرى مرة أخرى حيث تعود هذه المياه مختلطة بمياه الري من جديد، وهذا في انتشار فيروس "سي" والفشل الكلوي لجميع الأعمار.


وأوضح بسيوني، أن المشكلة الثانية أدت إلى توقف تنوع المحاصيل الزراعية وتبوير مساحات كبيرة من الأراضي، علمًا بأن منطقة مريوط تنتج أكثر من 33 % من الإنتاج الكلي للجمهورية من محصول القمح؛ ولذلك ربما يتسبب في انتشار الأمراض المتراكمة لدى أغلب المواطنين في شتى أنحاء الجمهورية، مطالبًا الرئيس بالتدخل الفوري لحل هذه المشكلة الضخمة وحماية المواطنين من انتشار الأمراض وتدهور الاقتصاد حيث إن قطاع مريوط يشمل 73000 ألف فدان تم القضاء على معظمها بشكل كبير.


وأكد المهندس إبراهيم عبد العظيم، مدير الميكانيكا بمحطة رفع" 2"، أنه تم تصليح وحل المشكلة بالمحطة؛ وبناءً عليه فقد تم تشغيل وحدة رقم 1 و 2 بمحطة 2، وتم ضخ المياه إلى ترعة مريوط ومنها إلى باقي الترع حسب دورها المقرر.