مسلمو ميانمار جرح نافذ في قلب الأمة مأساة عمرها نحو 60 عامًا ولا تزال تبحث عن طوق نجاة

  • 110
ارشيفية

في ظل سكوت العالم اليوم عن هذه القضية كما سكت بالأمس، فإن البوذيين لن يتوانوا عن إعادة مسلسل جرائهم من جديد الذي بدءوه قبل 60 عامًا حين أيقنوا أن العالم في سبات عميق تجاه ما يقترفونه في حق المسلمين في إقليم أراكان.


لابد من موقف إسلامي عربي لهؤلاء الذين يعانون الأمرين، فلا وطن يأويهم، ولا يجدون مَن يضمن لهم الحياة، ووفقا للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للاجئين التي تشير إلى أن المسلمين يتعرضوا إلى أبشع أنواع العنف على يد البوذيين الذين يقومون بعمليات إخلاء قسري وأعمال بشعة واغتصاب النساء المسلمات وهدم منازلهم وإحراق القرى والبيوت التي يسكنها المسلمون, كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 22 ألفًا من المسلمين الروهينجيين نزحوا من بيوتهم التي أحرقها البوذيون.


ندعو لتدخل الجامعة العربية لمطالبة المجتمع الدولي بالتدخل السريع لدى حكومة ميانمار بما يضمن حماية المسلمين واتخاذ إجراءات سريعة تكفل الحد من الظلم والتمييز العرقي الذي يمارس ضد الأقلية المسلمة الفقيرة جدًّا التي تحتاج إلى مساعدة ونجدة إنسانية من الدول العربية، وعلى الجامعة العربية باعتبارها الجهة المعنية ومنظمة التعاون الإسلامي ممارسة دورها بما يضمن حقوق المسلمين المشروعة في العيش الكريم ومنحهم الجنسية الكاملة وعدم السماح للطائفة البوذية بإحداث المزيد من تفاقم المشاكل مع الطائفة المسلمة, ودعوة الجميع إلى التزام الهدوء والاستقرار والتسامح، وفي حالة عدم قيام الحكومة بإجراءات قوية وصارمة تلزم الطائفة البوذية من الكف من السياسة العدوانية ضد المسلمين، فإن إجراءات عربية ستنال ميانمار من خلال منظمة آسيان ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.

وللعلم فإن المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين، أعلنت مؤخرًا أن المخيمات التي تؤوي عشرات الآلاف من المسلمين الذين غادروا منازلهم وقراهم بسبب أعمال العنف الذي نشب بين الطائفتين المسلمة والبوذية في غرب بورما تخطت حدود قدرة المخيمات الاستيعابية وتأمين المواد الغذائية لهم, وذكرت الأمم المتحدة أن نحو 800 ألف من الروهينجيا المسلمين هي إحدى الأقليات الأكثر تعرضًا للاضطهاد في العالم.


أما حكومة ميانمار، فإنها تعتبر هؤلاء المسلمين مهاجرين غير شرعيين أتوا من بنجلادش، لذلك هم بدون جنسية، ومن هذا المنطلق على منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية أن يعربا عن قلقهما الشديد وأن يطالبا الأمم المتحدة بوضع نهاية سريعة لمأساة الأقلية المسلمة في هذه البلاد وعدم إتاحة الفرصة لحكومة ميانمار للتخلص التدريجي بشكل دائم من هذه الطائفة.


هذا وقد أنقذت فرق خفر السواحل التركية، نحو 300 مهاجر غير شرعي، قبالة السواحل الغربية لبحر إيجه كان أغلبهم من الجنسية الميانمارية، عقب غرق قوارب كانوا على متنها، أثناء توجههم إلى الجزر اليونانية.


بينما قررت اللجنة العليا للانتخابات في ميانمار منع "شوي مونغ" النائب المسلم عن ولاية أراكان (من أصول روهنجية) من الترشح في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.


وقال محمد أيوب السعيدي، الناشط الروهينجي، إن هناك عدة لجان حكومية في أراكان يقوم أعضاؤها المنتشرون في المدن والقرى بتنفيذ سياسة التضييق على الروهينجا.


وأوضح السعيدي، أن التضييق يتخذ أشكالًا عديدة، منها الاعتقال التعسفي والابتزاز المالي وانتزاع الوثائق الرسمية ومصادرة الممتلكات عنوة.
وأضاف أن السلطات تكثف حملتها مؤخرا ضد مستخدمي الجوالات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي لمنعهم من التواصل مع الجهات الإعلامية وتزويدها بأخبار القمع والاضطهاد التي قال إنها "تقع بصفة يومية وعلى نطاق واسع".


يُذكر أن مراقبين محليين يرون أن حكومة ميانمار فشلت في فرض تعتيم إعلامي رغم كل سياساتها القمعية التي تصل إلى مستوى الوحشية في ظل قدرة بعض الجهات الإعلامية على اختراق المنظومة الأمنية وتسريب الأخبار من الداخل بصفة شبه يومية.