الإخطبوط الشيعي يهدد باب المندب صادرات النفط الخليجية ومنتجات دول شرق آسيا تقع في مرمى طهران

  • 75
ارشيفية

لا تكاد تخلو أزمة في الشرق الأوسط من كلمة "إيران"، فهي كالشيطان تلعب بأذرعها كما يحلو لها؛ فإذا نظرنا إلى سوريا نجد طهران تتربع وسط الحرب الدائرة هناك بميليشياتها المتمثلة في "الحرس الثوري"، وفي العراق سيطرت إيران على مقاليد الحكم برجالها المطيعين أمثال العبادي ومعصوم والمالكي من قبلهم، وفي لبنان يعيق "حزب الله" اكتمال النصاب القانوني لانتخاب مجلس النواب ورئيس البلاد، وفي اليمن كاد الحوثيون أن يتمكنوا من كل شيء بدعم إيراني لولا انطلاق "عاصفة الحزم".


ورغم أن الوجود الإيراني في بعض الدول العربية يمثل تهديدًا، فإن سيطرة إيران على اليمن بشكل عام وعلى مضيق باب المندب بشكل خاص يمثل تهديدًا أكبر للدول العربية وكذلك لدول العالم؛ ففور بدء عاصفة الحزم لتحرير اليمن من إيدي الحوثيين "الغزاة"، ترقب الجميع الموقف من مضيق باب المندب، والذى يعتبر أحد أهم الممرات المائية فى العالم، فضلًا عن أنه طريق لعبور ما يزيد على 4 ملايين برميل نفط يوميًّا وبما يشكل 30% من نفط العالم، بحيث يبلغ عدد سفن النفط التي تمر فيه 21000 قطعة بحرية سنويًّا، وبما يعادل 57 قطعة يوميًّا، وتمر منه كل عام 25.000 سفينة (نفط وحاويات). ويصل عرض القناة التي تمر خلالها السفن 16 كم من 32 كم إجمالى عرض المضيق، وعمقها بين 100 و200 متر.


لذلك فإن سيطرة إيران على المضيق تمثل خطرًا داهمًا على صادرات النفط الخليجية والمنتجات الواردة من دول شرق آسيا إلى أوروبا وأمريكا، والتي تمر جميعها عبر قناة السويس، حيث يربط مضيق باب المندب خليج عدن والبحر الأحمر بالمحيط الهادي والمحيط الهندي وبحر العرب، وما يشكله ذلك من أهمية استراتيجية بالنسبة للكثير من الدول على صعيد نقل النفط والبضائع، وبمثابة الأنبوب الذي يتدفق البترول عبره من الدول المنتجة للنفط في الخليج إلى الدول المستهلكة له في أوروبا وأمريكا، والبديل عن المرور في مضيق باب المندب في حالة إغلاقه أمام الملاحة الدولية، وبالتالي تعطل قناة السويس، أن يتحول مسار الإبحار حول الطرف الجنوبي لإفريقيا (طريق رأس الرجاء الصالح)، وحيث تستغرق الرحلة 40 يومًا على الأقل، وبالتالي تكون مصر المتضرر الأكبر، وكذلك يؤدي ذلك لزيادة تكاليف النقل، بما يوازى نحوا 3 أضعاف.


بناءً عليه جاءت سيطرة الحوثيين على عدة موانئ يمنية مهمة على البحر الأحمر، مثل الحديدة، وميدى، والمخا، وموانئ أخرى على خليج عدن أبرزها عدن، وزنجبار، وشقرة، لتزيد من مخاوف الدول العربية المشاركة في حوض البحر الأحمر، خاصة مصر، ليس فقط من تحكم الحوثيين في هذا الممر الملاحي المهم، ولكن أيضًا من تحكم إيران الداعمة للحوثيين فى باب المندب؛ لأن تحكمها في هذا الممر الملاحي الدولي المهم، مع تحكمها القائم في ممر هرمز الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب والمحيط الهندي، يعني تحكم إيران بأخطر وأهم ممرين بحريين في العالم.


وبالتالي فإن مجرد تفكير إيران في التحكم في مضيق باب المندب يعد تهديدًا صارخًا للاستقرار في المنطقة، حيث أكد اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي، أن المضيق يربط المحيطين الهادي والهندي وبحر العرب بخليج عدن ومن خلاله تتدفق صادرات نفط الخليج إلى العالم، وأن القوى الكبرى لن تقبل بسيطرة مجموعة مرتبطة بإيران على باب المندب.


وأضاف سويلم، أن طهران المستفيد الرئيسي من الانتشار الحوثي في الأراضي اليمنية، وأن التهديد الإيراني للمضيق يهدد أمن الاحتلال وميناء إيلات على البحر الأحمر، مضيفًا أن المشروع الأمريكي الجيبوتي وجسر القرن الإفريقي ومدينة النور كلها مشاريع تقف ضد أحلام طهران في المنطقة.
وقال الدكتور أحمد مهدي فضيل، محافظ مدينة "لحج" اليمنية، إن هدف ميليشيات الحوثي، يتمثل في الوصول إلى باب المندب للمساس بمصالح الجيران، وبالذات امتداد القوة الإيرانية إلى باب المندب لتصبح هي المتحكم الرئيسي، وهذا الأمر لا يضر اليمنيين وحدهم، وإنما يضر كل المنطقة والعالم بشكل عام.


وحذَّر رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني، من إمكانية وجود نفوذ لإيران داخل اليمن على غرار وجود حزب الله في لبنان حفاظًا على استقرار منطقة مضيق باب المندب حفاظًا على ممرات الملاحة الدولية، مطالبا مصر والدول العربية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بمساعدة بلاده في إعادة الإعمار والبناء في اليمن وتجنب حدوث ذلك. مشيرًا إلى أن تأجيل موضوع القوة العربية المشتركة هو تأجيل مؤقت.


وأكد ياسين، عقب اجتماعه بالقاهرة مع نظيره المصري سامح شكري، أنه سيتم تحرير صنعاء في القريب، ونعتبر أن ما يحدث الآن استعادة كاملة لليمن، ولم يتبقَ إلا بعض المدن ومنها صنعاء، ومعظم أراضي اليمن باتت الآن تحت يد القوات الشرعية.