• الرئيسية
  • الأخبار
  • معجزة آسيا النهضوية تجذب الرئيس السيسي مصر تبدأ تقدمها من حيث انتهت سنغافورة في مجالات الري والموانئ

معجزة آسيا النهضوية تجذب الرئيس السيسي مصر تبدأ تقدمها من حيث انتهت سنغافورة في مجالات الري والموانئ

  • 84
ارشيفية

كثيرًا ما تجتمع المفارقات خاصة فيما يتعلق بالأحداث التي قضى عليها الزمن ما قضى، حتى أن أحدهم اختصر ذلك في قوله "التاريخ لا يعيد نفسه إلا ساخرًا"؛ فسنغافورة الأمس هي قاهرة اليوم، حيث كانت الأولى غارقة في وحل الفقر والقمامة والفساد وحينها تُوِّجت القاهرة كأجمل بلدان دول البحر المتوسط، ثم ما لبثت سنغافورة أن صارت أكثر دول العالم نموًا وتقدمًا حتى تتبعها النظام في مصر بعد أن مرَّ على البلدين نصف قرن، ليبدأ من حيث انتهت، وينهل مما تعلمت ويكتسب من مهارات ما تؤهله للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم.


قال الدكتور صلاح هاشم، الخبير التنموي وأستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة حلوان، إن زيارة الرئيس السيسي إلى سنغافورة هامة جدًّا باعتبارها، قبل كل شيء، مدخل لقارة آسيا التي نغيب عنها ثقافيًّا واقتصاديًّا واستثماريًّا بالمقارنة، من حيث الاهتمام، بقارَّات أخرى مثل: أوربا وإفريقيا، مؤكدًا أن سنغافورة تتشابه مع مصر في أشياء كثيرة أهمها: العنصر السكاني؛ فالقاهرة تصل إلى 8 ملايين نسمة وسنغافورة تتعدى 5 ملايين.

وكشف هاشم، أن التحرك السياسي من خلال زياراته لسنغافورة في البداية ثم إلى إندونسيا الشهر المقبل، يتركز أهميته في الأساس في ثلاثة محاور حيث الاقتصاد والنواحي العسكرية والتكنولوجية، موضحًا أن سنغافورة قامت بنهضة اقتصادية يحترمها العالم أجمع ولديها تكنولوجيا مبهرة وهو ما يسعى السيسي إلى الاستفادة منه على نحو واسع.


وأشار إلى أن مصر تسعى للاستفادة من سنغافورة التي تتقارب نسبة سكان عاصمتها مع القاهرة، وبدأت نهضتها حوالي نصف قرن، وبمرور عشرين عامًا فقط من بداية النهضة السنغافورية في 1965 أصبحت البطالة أقل من ثلاثة بالمائة، مشيرًا إلى أن الاستثمارات السنغافورية ستفتح الباب لاستثمارات في نواحي جديدة مستخدمة تكنولوجيا حديثة.


وأوضح الخبير التنموي، أن سنغافورة أسرع دولة أحدثت انتعاشًا وتنمية في العالم حيث تطور معدل الانتعاش حتى وصل في الربع الأول من عام 2010 إلى 17.9%، مضيفًا أن مصر في هذه المرحلة تسعى لإحداث قفزات تنمية وليس معدل تنموي طبيعي؛ فهناك ضغوط سياسية وملفات اقتصادية ملحة ووضع سيئ، وكل ذلك يفرض على النظام الحالي تسريع عجلة التنمية، ولن يجد إلا في هذه التجارب ملاذًا وإرضاءً لغايته المنشودة .


ولفت الدكتور صلاح هاشم، إلى أن قوانين الاستثمار الخارجي تم تعديلها لتلبية حاجة الدولة في زيادة الاستثمارات وجلب مزيد منها، ولم يتم النظر في كثير من التشريعات الاقتصادية والاستثمارات الداخلية وتحسينها ودعمها وتسهيلها، موضحا أنه يجب الاستفادة منه أيضًا من دولة مثل سنغافورة، تستطيع بها فتح شركة مثل عمل حساب على موقع تواصل اجتماعي، وحصلت أكثر من مرة على لقب أفضل دولة تستثمر بها أموالك، وأفضل دولة تعيش بها لسهولة الاستثمار وضرواة القوانين التي تطبق على الجميع ولا تميز بين أحد.


بدوره، قال المهندس حسين خالد، رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب السابق، إن تحلية المياه فى مصر مشروع كبير يدر نفعًا كبيرًا على مصر ويجعلنا نستغل موادرنا بشكل أفضل ولا نهدر طاقاتنا ولا إمكانياتنا ولا ما نمتلكه، مؤكدًا أن المشروع يحتاج إلى مصدر طاقة، وحقل الغاز الطبيعى الذى اكتُشف مؤخرًا فى البحر المتوسط يعيد لمصر الأمل في استغلال ذلك في مشروعات أخرى لم يتم التطرق إليها كثيرًا مثل: التحلية وغيرها؛ مما يزيد حجم الصناعات والمزروعات وجودتها وكميتها ونوعيتها أيضًا، ويعطي دافعًا قويًا لجميع العاملين في الدولة؛ بأن مصر تبني وليس فقط يتم الكلام عن بنائها ومحاولة تطويرها.


وشدد خالد، على ضرورة أن تدخل طورًا جديدًا من الصناعات الحديثة المتطورة وهو ما تسعى إليه القيادة الحالية بمساعدة الجميع، معتبرًا زيارات الرئيس عبقرية ولا تصب إلا في مصلحة الدولة بخلاف كثير من سابقيه، وأن التكنولوجيا التي تستخدمها سنغافورة في شأن تحلية المياه متطورة جدًا وتتعامل بطرق حديثة سبقت فيه دولة علمية كبرى كالصين والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهما وهو ما يجعلها قبلة لمن أراد العمل بهذه العقلية التي تجمع بين العلم والتخطيط السليم، مثل مصر.


وأشار إلى أن مصر تزرع العديد من المحاصيل بالاعتماد على مياه النيل بشكل كامل، والذي يقل منسوبه بشكل تدريجي، بينما إذا تم اللجوء إلى حلول مثل تحلية المياه وإعادة استخدام المخلفات كدول أخرى رائدة في هذا الشأن بجانب سنغافورة كتركيا التي تستخدم النفايات في تحلية مياهها وفي إنتاج الطاقة وتزويد المواطنين بها في صورة كهرباء، مشددًا على ضرورة الجدية في التعامل مع هذه الملفات وليس مجرد الزيارات وبث مزيد من الأمل والإعلان عن مشروعات لا يتم تنفيذها.