"الفتح" تنفرد بنشر أسماء الفائزين بمسابقة "أم السعد الكبرى" لحفظ القرآن الكريم بمحافظات مصر

  • 87
ارشيفية

وأحمد أبو طايل
"يونس": 10 آلاف متسابق بمسابقة أم السعد هذا العام بعد التقدُّم الملحوظ في مستويات المتسابقين
"الأباصيري" يشيد بارتباط نجاح الأولاد في القرآن الكريم بالأدب والأخلاق
"السواح": معاني القرآن هي المُبَيِّنَة لمراد رب العالمين .. وتخصيص جزء تفسيري بالمسابقة هدفه حث أبنائنا على العناية بالنص والمعنى
"عبد المنعم": صمامات الأمان المجتمعي هم حفظة القرآن

قال الدكتور سعيد السواح، رئيس اللجنة القرآنية بالدعوة السلفية: "إن خير ما تُقام له المسابقات هو كلام رب العالمين"، مضيفًا: "إنه لشيء طيب أن نَحُضَّ أبناءنا على حفظ القرآن الكريم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين»، وقال أيضًا: «خيركم مَن تعلم القرآن وعلمه»".


وأشار "السواح" إلى أنه ينبغي ألا يَنْصَبَّ جُل اهتمامنا على الكلمات فقط، بل ينبغي أن نركز أيضًا على المعاني؛ لأن معاني القرآن هي المبَيِّنَةُ لمراد رب العالمين، مشددًا على ضرورة حث أبنائنا على العناية بالنص والمعنى، ومؤكدًا أن هذا هو السبب في تخصيص جزء تفسيري بالمسابقة؛ حيث إن الفهم هو ما يميز متسابقًا عن آخر.


وذكر "السواح" أنه أُجري اختبار تحريري في سورة الحجرات، مضيفًا أن بعض المقابلات الشخصية قد تمت؛ للتمييز بين متسابق وآخر تساويا في الحفظ، مما أبرز نماذج طيبة للغاية في فهم معاني سورة الحجرات، وهذا يدفعنا إلى الاهتمام في المسابقات القادمة بالألفاظ والمعاني وليس بالألفاظ فقط؛ حيث إن كلًّا من المتعلم والأمي يأتلفان ويجتمعان على القرآن الكريم.


وأوصى رئيس اللجنة القرآنية بالدعوة السلفية، المتسابقين وأهاليهم بقوله: "نقول لكل متسابق وولي أمره: جزاكم الله خيرًا على اهتمامكم بأولادكم، حتى لو لم يحققوا مركزًا متقدمًا في المسابقة، فلا تملوا من ذلك، بل عليكم الاجتهاد لتثبيت حفظ أولادكم".


فيما كشف الشيخ أسامة الأباصيري، مستشار اللجنة القرآنية بالدعوة السلفية، عن الإقبال الملحوظ الذي تشهده المسابقة في دورتها العاشرة، مشيرًا إلى أن متسابقي الأعوام السابقة لم يتوانوا عن اللحاق بهذه المسابقة، بل أقبلوا مندفعين ومعهم زملائهم وذويهم، مما يؤكد حرصهم الشديد على هذه المسابقة.


وأشار الأباصيري، إلى التقدم الملحوظ في مستويات المتسابقين، مضيفًا أن الأطفال قد أظهروا تفوقًا بارزًا، يلفت الأنظار ويجلب السرور، مشيدًا بارتباط نجاح الأولاد في اختبار القرآن الكريم مع نجاحهم في الأدب والأخلاق، وموضحًا أن اجتماع الإثنين ينتج لنا جيلًا فريدًا.


ودعا الأباصيري، إلى العلم والعمل بالقرآن، قائلًا: "ليس لنا مأرب في هذه الدنيا إلا حفظ القرآن والعمل به، قائلًا: "هذه نصيحة أوجهها لكل إنسان"، ومستشهدًا بقوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)، فمن نعم الله على نبيه: حفظ القرآن، وفهم القرآن، ونحن نسير على نهج النبي صلى الله عليه، فعلينا أن نحفظ القرآن ونعمل بالقرآن.


وأوضح الأباصيري، أن للقرآن فضل عظيم ومنافع جَمَّة، منها: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا فإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا»، والقرآن نور وسراج، ولا يحيا القلب إلا بالقرآن؛ قال تعالى: (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ)، والقلب الذي لا يسكنه القرآن هو قلب خرب، مؤكدًا أن حال القلب لا ينصلح إلا بالقران الكريم علمًا وعملًا، فهمًا وتدبرًا.


قال أسامة يونس، مسئول المسابقة بالمحافظات: "إن المسابقة قد حققت الهدف المرجو وفاقته، حتى بلغ العدد مايقرب من 10 آلاف متسابق، و37 فائزًا، كما أضيف جانب السنة والرد العملي على الطاعنين في السنة، وقد تم اكتشاف مواهب جديدة، حيث كان التفسير إجباري هذه السنة، فليس الهدف هو الحفظ فقط، وإنما التدبر والعمل والتفسير بجانب الحفظ، وقد توصلنا لهذا الهدف وكان ملحوظًا، كما تمت المشاركات بشكل واسع، وعلى نطاق كل محافظات الجمهورية، ونشكر أولياء الأمور الذين دفعوا بأبنائهم في المسابقة، ونحن نقدر المثابرة والجهد الذي بذلوه ونقول لهم جزاكم الله خيرًا، كما نقول لهم كفاكم فخرًا بأبنائكم الحفاظ لكتاب الله.


ووجه يونس، كلمة إلى كل المشاركين، مفادها أن الحفظ ليس النهاية ولكنه البداية، ونحن نريد من الحفاظ أن يكون القرأن منهج حياة وأن يخرج من السطور لنقف به على الثغور، ونتمنى لهم التوفيق والسداد والمزيد من التقدم، ليس في القرآن فقط، ولكن نريد علماء في السنة، ونريد علماء في العلوم الدنيوية بجانب العلوم الدينية، ونريد مشاركتكم، ويزيدنا فخرًا أن تتواجدوا بين الحفاظ لكتاب الله.


من جانبه، قال محمود عبد المنعم، نائب رئيس اللجنة والأستاذ بجامعة الأزهر: "إن المسابقة في هذا العام لها ميزات خاصة بالإضافة إلى الأمور التي جدت عليها من قبل اللجنة؛ وهي فرض التفسير، وتدور المسابقة حول 3 مستويات:

الأول: القرآن الكريم كاملًا.

والثاني: نصف القرآن.

والثالث: ربع القرآن.

مع تفسير سورة الحجرات، وكتاب مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة للإمام السيوطي، ولقيت قبولًا كبيرًا، وكانت التصفية النهائية الجمعة الماضية بالأسكندرية، ولقينا قبولًا واحتفاءًا من الأهالي في المنطقة، على عكس مايشاع من أن الأهالي يبغضون الإسلاميين، فقد وجدنا ما يدل على أن الدعوة لها رصيد قوي على الأرض.


وأشار عبد المنعم، إلى أن المسابقة هذه المره تختلف عن المرات السابقة، وكذلك فرق التوقيت وما تعيشه البلاد وما يُطرح على الساحة؛ فنجد هذا العدد الغفير والجمع الكبير يدل بوضوح على أن الدعوة تختلف عن أي شيء آخر، وأن الدعوة لها طابعها في نفوس الناس وهي موجودة على الأرض، وأن الناس لم ينظروا إلى حملات التشويه، ومع ذلك، وجدنا حفاوة من الجمهور والشارع؛ مما يثبت أن كلامهم عبارة عن لاشيء، ونحن على الدرب سائرون لن ولم نلتفت إلى المعرقلات.


ونوَّه نائب رئيس اللجنة، بأنه يجب على الآباء أن يدفعوا بأبنائهم لحفظ كتاب الله؛ لأنهم هم الزخر لهم وهم الادخار لهم يوم العرض أمام الله، فحريٌّ بنا جميعًا أن ندخر مثل هؤلاء الحفظة، حتى يكونوا من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وعلم ينتفع به من بعده»، وهؤلاء ممن سينفع الآباء بعد الممات، ونشكر من دفع بابنه في المسابقة، كما نتمنى المزيد من المتابعة، ووجه كلمة للحفظة أن من حفظ الربع ننتظر منك المزيد وهكذا النصف، ولمن ختم لا تقف؛ فأنت لم تنته بعد وإنما هي المقدمة، فالطريق يبدأ بعد ختم القرآن، ولابد من تعلم العقيدة، والفقه، والتفسير، وتبليغ الناس، وغير ذلك، وحافظ القرآن عليه عبء كبير؛ فلا ينبغي لحامل القرآن أن يلهو مع الذين يلهون؛ لأنه قدوة، ونحن ننتظر المساهمة الجادة من قبل المتصدقين والمتصدقات حتى يساعدونا في الجوائز، وتقديم جوائز قيمة تقديرًا لهذا الحافظ لكتاب الله، ونطالب المسئولين فتح المجال أكثر أمام المسابقة، فالقرآن وحفظته هم من صمامات الأمان المجتمعي والرقي والتقدم.

أسماء الفائزين بالمسابقة: