عاجل

مُترجَم: أحداث سوريا واليونان تكشف عن تراجع الدور الفرنسي في أوروبا

  • 118
ارشيفية


في ظل تفاقم أزمتي اللاجئين السوريين والقروض اليونانية، وهيمنة ألمانيا على زمام المبادرات فيهما، ظهر تراجع الدور الفرنسي جليًّا بين دول الاتحاد الأوروبي نظرًا لضعفها الاقتصادي.


وحسب مقال نشره موقع "كابكس" للخبير الاقتصادي الفرنسي، نيكولا بوزو، فإن أزمتي المهاجرين واليونان ولَّدتا شعورًا بقيادة ألمانيا للاتحاد الأوروبي وتأثيرها في سياسته، بسبب ضعف الاقتصاد الفرنسي والتنافر بين الشعوب الأوروبية، مشيرًا إلى أن الاتحاد تقوده حفنة من أكبر الدول، ووفقًا لأهميتها الاقتصادية فإنها يجب أن تكون: ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا.


ذهب بوزو إلى أن الأزمة اليونانية كان من الممكن معالجتها تمامًا في ظل أوروبا الدولة وليس في ظل أمم فيدرالية، وهي ابتكار سياسي غير مستقر، كما أنه ضمن ما يسمى بالأمة الأوروبية كان من الممكن وضع اليونان تحت وصاية مثل حكومة محلية، وإعادة تنظيم خدماتها العامة من قبل أعضاء حكومة متحمسين في بروكسل.


ذكر الخبير الاقتصادي الفرنسي، أن أوروبا لن تكون ديمقراطية على نحو تام، لكنها ستحترم نوعًا من التوازن الأيديولوجي، ومع ذلك فإن المملكة المتحدة ليست مندمجة بالقدر الكافي لتكون واحدة من بين هؤلاء القادة وفرنسا ضعيفة جدًا، لافتًا إلى رغبة فرنسا في تولي مسئوليات أكبر في إدارة الشئون الأوروبية لكنها لا تستطيع، ليصبح أمام ألمانيا خيار واحد، وهو ملء الفراغ المتروك من قبل فرنسا وبريطانيا.


ورغم أن بوزو، يرى أن فرنسا لم تتنازل عن قيادتها السياسية الأوروبية، فإنها فقدت مصداقيتها السياسية؛ حيث لم تحترم التزاماتها تجاه المالية العامة وأظهرت عجزًا في إجراء إصلاحات بسيطة.


وأقر بوزو، بأن فرنسا ليست اليونان لكن اقتصادها يعاني من بعض المشكلات على وجه التحديد وهي: ضرائب مفرطة بسبب إنفاق اجتماعي مفرط لا سيما في المعاشات، سوق عمل غير كفء بشكل لا يُصَدّق، أفول النظام التعليمي.


أوضح بوزو، أن تلك المشاكل لا يصعب معالجتها من الناحية التقنية، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في المجال النفسي، واصفًا الفرنسيين بأنهم يعانون مما أسماه بـ "قمع كبير" حيث لا يستطيعون تجاهل الإصلاحات المرجوة، لكنهم لا يريدون القبول بأن عليهم أن يجعلوا من أنفسهم أناسًا راغبين في بقاء بلادهم مزدهرة، لكنهم اختاروا الانحدار بدون وعي.


برهن بوزو، على تلك الحالة بمشكلة البطالة الجسيمة التي تواجهها فرنسا؛ حيث أثبت سهولة معالجتها تقنيًّا بنتائج إيجابية واضحة سريعة: اعتماد عقد عمل مرن جديد، وانخفاض الحد الأدنى للأجور، وتقليص فوائد البطالة بطريقة معقولة، وتركيز الجهود في التعليم الممتع للعاطلين، مشيرًا إلى أنه بذلك تعالج مشكلة البطالة، وأن تلك الإصلاحات قابلة للتنفيذ من الناحية الفنية إلا أن الفرنسيين يرفضونها.


ومن خلال ذلك الإطار حلل بوزو، سلوك الفرنسيين تجاه أزمة المهاجرين؛ حيث رأى أطروحة مجنونة تحت مسمى"الاستبدال الكبير" تهيمن على النقاش حول الهجرة إلى فرنسا؛ حيث يعتقد كثير من الفرنسيين أن المسلمين-الذين يمثلون أقل من 5% من سكان فرنسا- سيحلون تدريجيًّا محل الكاثوليك واليهود من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في خلال أعوام قليلة، كما أن معظم الفرنسيين يعتقدون أن المهاجرين يسرقون وظائف المواطنين الأصليين؛ مما دفعهم لمعارضة الترحيب باللاجئين السوريين مع الشعور بالذنب، حتى أطلقت وسائل الإعلام صورة جثة الطفل السوري آلان كوردي على شاطئ البحر.