مرصد الإفتاء: داعش منح الفرصة لخصوم الإسلام لتشويهه والنيل من أتباعه

  • 55
المفتى شوقى علام

أكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن ظهور التنظيمات التكفيرية والمتطرفة على الساحة منح خصوم الإسلام وأعداءه الفرصة للنيل منه ومن أتباعه وتشويه صورته لدى الرأي العام العالمي، ونشر وترويج الأكاذيب والافتراءات عن الإسلام والمسلمين.

قال مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية في بيان له اليوم، إن التنظيمات التكفيرية مارست العنف والقتل وسعت إلى شرعنة هذه الأعمال باجتزاء نصوص دينية من سياقها والتذرع بأقوال شاذة وغريبة، وهو ما منح خصوم الإسلام من الخارج الفرصة للنيل منه وترويج تلك الأباطيل ونشرها للتنفير من الإسلام وتشويه صورة المسلمين.

ودلل المرصد على ذلك ببعض الشواهد منها قيام السلطات الأمريكية في سبتمبر الماضي بإلقاء القبض على شاب يهودي أميركي يدعى "جوشوا راين غولدبيرغ" بولاية فلوريدا وذلك بتهمة انتحال صفة "جهادي" من تنظيم "داعش" يقيم في أستراليا، ويحرض على شن هجمات "إرهابية" وذلك بعد استجوابه من قبل مكتب التحقيقات الاتحادي ( و) وشرطة أستراليا الاتحادية، حيث تبين أنه يعيش بمنزل أبويه بولاية فلوريدا الأميركية، واتُّهم باستخدام اسم حركي بشبكة الإنترنت هو "أسترالي ويتنس" (أو الشاهد الأسترالي بالعربية) والتظاهر بأنه من أنصار تنظيم "داعش"، وظل يحرض الناس علناً على شن سلسلة من الهجمات ضد أفراد وفعاليات بالدول الغربية باعتباره جهادًا إسلاميًا ضد أعداء الإسلام، وهو ما كشف عن توجه خطير لخصوم الإسلام في تشويهه باستخدام حسابات ومنصات اجتماعية منسوبة لجماعات التكفير والتطرف لنشر الأيديولوجية العنيفة المتسترة برداء الإسلام.

وأكد البيان أن هذه الواقعة تشير إلى ترويج الكثير من خصوم الإسلام للمنهج التكفيري ومناهجهه المتطرفة للتنفير من الإسلام، وتصدير صورة مشوهة عنه وعن أتباعه، وترسيخ الصورة الذهنية عن الإسلام باعتباره دين الحض على العنف والقتل والذبح وسفك الدماء، كما أنها تكشف عن الاتساق التام بين الخطاب "الداعشي" وبين خطابات أعداء وخصوم الإسلام، بحيث لا يمكن التفرقة بين الخطابين شكلا ومضمونا.

وأضاف المرصد أن تصحيح صورة الإسلام وإزالة الصورة السلبية التي روج لها "داعش"، ومن على شاكلته هو عمل ضخم وكبير ويحتاج إلى تضافر جهود دولية ومجتمعية وتعاون مع المؤسسات الدينية الوسطية والمؤسسات الإعلامية الكبرى ذات الانتشار الواسع من أجل إزالة الصورة السلبية وبناء صورة إيجابية عن الإسلام والمسلمين حول العالم.