علماء الفلك يرصدون مراحل نشأة الكواكب فى الفضاء الخارجي

  • 113

أعلن علماء الفلك فى بحث نشرت نتائجه، أمس الأربعاء، أنهم التقطوا أول صور لجرم فضائى كوكبى لا يزال فى طور التكوين، وهو اكتشاف قد يسلط مزيدا من الضوء على المراحل الأولية لنشأة الكواكب العملاقة.

واستعان العلماء بتلسكوب فى أريزونا لرصد الجرم الكونى الوليد الذى يبعد مسافة 450 سنة ضوئية ضمن كوكبة الثور، والسنة الضوئية هى المسافة التى يقطعها الضوء فى سنة كاملة بسرعة 300 ألف كيلومتر فى الثانية الواحدة.

والنجم الذى يطلق عليه اسم (ال كيه سى ايه-15) قريب الشبه بالشمس لكن عمره مليون سنة فقط. وعلى خلاف الشمس التى يقدر عمرها بنحو 4.6 مليار سنة فإن هذا النجم لا يزال محاطا بقرص غازى وغبار كونى، وهى المواد الأولية لنشأة الكواكب وتوجد فجوة ضخمة داخل هذا القرص الغازى يتجاوز قطرها المسافة بين الأرض والشمس بواقع خمسين مرة.

كان العلماء يشكون من قبل فى أن كوكبا عملاقا يتخذ مدارا له داخل هذه الفجوة، وأكد البحث الذى نشر فى دورية (نيتشر) الأسبوعية هذا الاكتشاف بالاستعانة بصور ملتقطة للكوكب بالأشعة تحت الحمراء ويبدو إلى جانبه كوكب أو كوكبان صغيران قيد التكوين.

وقالت ستيفانى سالوم خريجة قسم الفلك بجامعة أريزونا التى أشرفت على البحث، إن العلماء اكتشفوا لأول مرة البصمات الكيميائية لغاز الهيدروجين الذى ينطلق من القرص الغازى والغبار الكونى نحو الكوكب، وهى أدلة على أن الكوكب لا يزال فى طور التكوين. وقالت سالوم وزملاؤها فى دورية (نيتشر) "تطرح هذه المجموعة الوليدة أول فرصة لدراسة نشأة الكواكب والتفاعلات المباشرة بين الكوكب والقرص الغازى".

وفى تعليق على البحث نشرته الدورية أيضا قال تشاو هوان تشو عالم الفلك بجامعة برنستون، إن هذا الاكتشاف سيساعد العلماء فى وضع نظرياتهم عن نشأة الكواكب وتطورها. وعلى سبيل المثال فإن الأمر يستلزم جهودا مكثفة لتفسير مواضع الكواكب العملاقة وسبب استمرار نموها، كما أن العلماء فى حاجة للوقوف على كيفية نشأة المجال المغناطيسى العملاق. ويمثل الاكتشاف أيضا أسلوبا للتعرف على الكواكب الأصغر من خلال البحث عن مصادر الانبعاثات الغازية الهيدروجينية.