"الشوبكي": "النائب الصريف" سيطر على المشهد الانتخابي

  • 54
عمرو الشوبكي الباحث في مركز الأهرام

قال عمرو الشوبكي، نائب رئيس مركز الأهرام، إن نواب الخدمات انتقدهم كثير من الباحثين والكتاب لعدم امتلاكهم أي رؤية سياسية واكتفائهم بتقديم خدمات لأهالى دائرتهم، مضيفًا "كانوا هم أغلبية أعضاء البرلمانات السابقة حتى من انضموا منهم للحزب الحاكم فقد كانوا في غالبيتهم الساحقة من نواب الخدمات".

وأضاف "الشوبكي" في مقال له، أن هذا النموذج تراجع في العهد الأسبق مع تصاعد ظاهرة "أحمد عز" الذي روج لنموذج النائب الذي يمول ترشحه وحزبه ودائرته، خاصة بعد وفاة الراحل كمال الشاذلى الذي كان "مهندس" ظاهرة نواب الخدمات والعائلات والقوى التقليدية.

وأوضح الباحث في مركز الأهرام، أن مصر شهدت مع الانتخابات الأخيرة تكريساً لظاهرة النائب "الصريف" بعد أن اختفت تقريباً في انتخابات 2012، فرغم وجود مرشحى "الزيت والسكر" من الإخوان الذين أنفقوا أموالاً ضخمة في حملاتهم الانتخابية، إلا أنهم امتلكوا ماكينة انتخابية وسياسية محكمة التنظيم وموجودة على الأرض بجوار الصرف المالي، موضحًا أن نموذج "النائب الصريف" الذي سيطر على المشهد الانتخابي الأخير لم يكن لمعظمه أي موهبة أخرى سياسية أو تنظيمية إلا الصرف المالى.

وتابع: "الفارق بين نائب الخدمات والنائب الصريف يكمن في أن الأول رغم ثراء كثير منهم، إلا أنه اعتمد أساساً على تحويل جانب من أمواله لتقديم خدمات للناس (مدارس، مستوصفات، أنشطة خيرية)، أما الثانى فقد اعتمد بشكل أساسى على الرشاوى الانتخابية المباشرة التي وصلت في الساعات الأخيرة في بعض الدوائر الحضرية إلى ما يقرب من ألف جنيه للصوت الواحد، ووثقت حالات كثيرة تعاملت معها اللجنة العليا للانتخابات على طريقة شاهد ما شفش حاجة".

ونوه إلى أن هيمنة هذا النموذج في عدد كبير من الدوائر سيعنى أن "النائب الصريف" لن يكون مضطراً حتى لتقديم أي خدمات لأبناء دائرته، لأنه حسم الأمر بشراء الأصوات، لافتا إلى أن الملايين التي دفعها كرشاوى انتخابية مباشرة كانت هي الرصيد العملى الذي أوصل هؤلاء المرشحين لمجلس النواب.