أدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" الحظر الذي فرضته السلطات العراقية مؤخرا على طبع وتوزيع الجريدة اليومية السعودية "الشرق الأوسط".
وذكرت المنظمة ومقرها باريس – فى بيان صحفى أصدرته اليوم الجمعة - أن داهم أفراد قوات الأمن العراقية داهمت قبل ثلاثة أيام مكاتب الشركة المكلفة بطباعة الصحيفة وتوزيعها في مختلف أرجاء البلاد، وذلك تحت ذريعة تعارض ظروف إصدار اليومية وتوزيعها مع مقتضيات القانون العراقي، كما صدر أمر يفرض على الشركة إيقاف نشاطها، بينما صادرت الشرطة أيضا جميع نسخ "الشرق الأوسط" المطروحة للبيع في الأكشاك العراقية.
وقالت مراسلون بلا حدود أن "إصرار السلطات العراقية على سحب جميع نسخ الصحيفة من السوق بشكل كامل يؤكد أن الأسباب المقدمة ليست سوى أعذارا واهية"محذرة من إن الحظر المفروض على صحيفة الشرق الأوسط لفترة مازالت غير محددة حتى الآن.
وأضافت انه في سياق التوتر السياسي السائد حاليا بين السعودية والعراق، فإن حظر الجريدة يمثل سابقة مقلقة جدا بالنسبة لمستقبل حرية الإعلام في البلاد..معتبرة أن "هذا القرار السالب للحرية إنما يأتي ليعزز الانطباع بأن حكومة نوري المالكي تسعى إلى فرض رقابة صارمة على نشر المعلومات المتعلقة بالأحداث الراهنة، كما أنه يتعارض مع ما تنص عليه المادة 36 من الدستور، والتي تضمن حرية الصحافة والطباعة، كما يتناقض مع التزامات العراق على الصعيد الدولي".
ودعت منظمة "مراسلون بلا حدود" السلطات ببغداد إلى العدول عن قرار الحظر هذا واحترام حرية الإعلام، التي تعتبر أساسية لقيام ديمقراطية فعلية فى الوقت الذى بدأت مفاوضات بين السلطات العراقية ومسؤولي مكتب الشرق الأوسط للترخيص من جديد لطباعة الصحيفة، لكن تلك المحادثات لم تسفر بعد عن أية نتيجة.
وأشارت إلى انه يلاحظ تزايد على مستوى العداء الذي تكنه الحكومة لبعض وسائل الإعلام الناقدة، حيث لا تزال مؤشرات التوجس تلقي بظلالها على المناخ الصعب الذي يسود مشهد حرية الصحافة في العراق منذ مدة، ولاسيما في ظل الهجمات العديدة التي تشنها الجماعات غير الحكومية على الصحفيين.
