ظهرت في الفترة الأخيرة ظاهرة جد خطيرة، ألا وهي
التحول الفكري والعقدي لأنصار الإخوان المسلمين، بعد خروج الكثير من حلفاء
"الشرعية" التي ما زالوا يحلمون بها ويناودون بها، بالرغم من مرور ما
يقرب من سبعة أشهر على أحداث 30 يونيو، وكأن لسان حالهم يقول من لم يكن معنا في
الفكر والأيديولوجيات فهو خائن وعميل، رغم ما كشفه أعضاء وقيادات حزب النور عن
موافقة أحد قيادات من "الحرية والعدالة" حضور اللقاء الشهير، ولولا موافقته
ما تواجدنا.
فالأيام والليالي تمر ولا يتغير فكر "أنصار الإخوان المسلمين"، فلا زالوا يعتقدون أنهم أصحاب حق وأنهم ظلموا، وتحملوا هموم الدين الإسلامي دون غيرهم، دون أن يعترفوا بأخطائهم التي وقعوا فيها وكبدتهم وكبدًت المجتمع خسائر لا حصر لها، وما زالوا يكابرون ويصرون على مواقفهم؛ فبعد مرور أكثر من سبعة أشهرعلى عزل الرئيس محمد مرسي، تغير خطاب الإخوان تماما وتحول إلى عنف موجه تجاه الدولة، بل تجاه إخوانهم من التيار الإسلامي بسبب مخالفتهم لهم سياسيا، بعدما كانوا يتشدقون بـ"الديمقراطية" "والرأي والرأي الآخر"، فوجئنا جميعا بتحول جذري في أفكارهم وأخلاقهم وتصرفاتهم؛ وليس ما حدث مع "النور" عنا ببعيد.
وفي يوم الخميس الموافق 2/1/ 2014 تجمهر أنصار تنظيم "الإخوان" أمام منزل الدكتور عبد الله سعد، نائب مجلس الشعب السابق عن حزب النور، بمركز الدلنجات، في محافظة البحيرة، وسبوه ورددا الهتافات المناهضة له ولحزبه وجماعته.
ثم زادت الاعتداءات بعد ذلك وأخذت شكلا آخر؛ حيث تحولت من التعدي بالكلام فقط إلى التعدي بالأيدي؛ ففي يوم السبت الموافق 4/1/2014 اعتدت جماعة الإخوان على أعضاء حزب النور بمركز ناصر، شمال بني سويف، بالصواعق الكهربية وحطموا سيارة ربع نقل واستولوا على أموال ركابها وموبايلاتهم.
وفي يوم الأربعاء الموافق 8/1/2014 ألغى الأمن مؤتمرَ حزبِ النور الداعم للدستور، والذي كان مقررا عقده باستاد القاهرة؛ نتيجة تهديدات الإخوان باقتحام ومحاصرة المؤتمر.
وفي فجر يوم 10الجمعة الموافق
10/1/2014 انتظرت مجموعة من أنصار جماعة
الإخوان المسلمين حسين عامر وكيل حزب النور بالمنزلة، في محافظة الدقهلية، وهو
عائد من المسجد، وهاجموه وحطموا زجاج النوافذ بمنزله؛ مما سبب لزوجته وطفله ذعرا
وخوفا، وسبوه هو ودعوته وحزبه، وكالوا لهم التهم بالخيانة والعمالة. وفي نفس اليوم أيضا هدد مصطفي مجدى لاشين، ابن أحد قيادات جماعة
الإخوان المسلمين بالقناطر الخيرية، الأستاذ مجدى لاشين؛ هو وأصدقائه "نادر
بكار" وشباب حزب النور، على صفحات "الفيس بوك"، حتى وصلت التهديدات
إلى المطالبة بالقتل كي لا يتكاثر وينتشر.
وفي يوم الاثنين الموافق 13 يناير 2014 اعتدى بعض أعضاء جماعة الإخوان
المسلمين لفظيا على أعضاء حزب النور بقرية هربيط، التابعة لمركز أبو كبير، بمحافظة
الشرقية، وكتبوا عبارات مسئية للحزب على المدارس المقرر استفتاء المواطنين بها على
التعديلات الدستورية.
وفي يوم الأربعاء الموافق 15 يناير 2014، وهو ثاني أيام الاستفتاء على
الدستور، اعتدت مجموعة من أنصار جماعة الإخوان على الدكتور أحمد ربيع عضو الهيئة
العليا بحزب النور، وحطموا سيارته، أثناء مشاركته وأعضاء من حزب النور، في مسيرة
لدعم الدستور بـمنطقة المعصرة بحلوان.
هذه بعض الأمثلة الحية على تحول وتغير فكر جماعة الإخوان وانتهاجهم للعنف
ضد مخالفيهم في الآراء السياسية، حتى ولو كانوا من أبناء التيار الإسلامي.