"الفتح": ترصد جانبًا من الاعتداءات المتكررة من أنصار الإخوان المسلمين على قيادات وأعضاء حزب النور

  • 214
حزب النور

ظهرت في الفترة الأخيرة ظاهرة جد خطيرة، ألا وهي التحول الفكري والعقدي لأنصار الإخوان المسلمين، بعد خروج الكثير من حلفاء "الشرعية" التي ما زالوا يحلمون بها ويناودون بها، بالرغم من مرور ما يقرب من سبعة أشهر على أحداث 30 يونيو، وكأن لسان حالهم يقول من لم يكن معنا في الفكر والأيديولوجيات فهو خائن وعميل، رغم ما كشفه أعضاء وقيادات حزب النور عن موافقة أحد قيادات من "الحرية والعدالة" حضور اللقاء الشهير، ولولا موافقته ما تواجدنا.

فالأيام والليالي تمر ولا يتغير فكر "أنصار الإخوان المسلمين"، فلا زالوا يعتقدون أنهم أصحاب حق وأنهم ظلموا، وتحملوا هموم الدين الإسلامي دون غيرهم، دون أن يعترفوا بأخطائهم التي وقعوا فيها وكبدتهم وكبدًت المجتمع خسائر لا حصر لها، وما زالوا يكابرون ويصرون على مواقفهم؛ فبعد مرور أكثر من سبعة أشهرعلى عزل الرئيس محمد مرسي، تغير خطاب الإخوان تماما وتحول إلى عنف موجه تجاه الدولة، بل تجاه إخوانهم من التيار الإسلامي بسبب مخالفتهم لهم سياسيا، بعدما كانوا يتشدقون بـ"الديمقراطية" "والرأي والرأي الآخر"، فوجئنا جميعا بتحول جذري في أفكارهم وأخلاقهم وتصرفاتهم؛ وليس ما حدث مع "النور" عنا ببعيد.

بداية الاعتداءات

فقد بدأت أول حلقات هذا المسلسل المشين بمحاصرة منزل "نادر بكار" نائب رئيس حزب النور لشئون الإعلام، يوم 7/12/2013، وتوجيه السباب والشتائم اللاذعة له ولحزبه وجماعته، واتهامه بالعمالة والخيانة هو ومن على شاكلته.
وفي يوم الخميس الموافق 2/1/ 2014 تجمهر أنصار تنظيم "الإخوان" أمام منزل الدكتور عبد الله سعد، نائب مجلس الشعب السابق عن حزب النور، بمركز الدلنجات، في محافظة البحيرة، وسبوه ورددا الهتافات المناهضة له ولحزبه وجماعته.

ثم زادت الاعتداءات بعد ذلك وأخذت شكلا آخر؛ حيث تحولت من التعدي بالكلام فقط إلى التعدي بالأيدي؛ ففي يوم السبت الموافق 4/1/2014 اعتدت جماعة الإخوان على أعضاء حزب النور بمركز ناصر، شمال بني سويف، بالصواعق الكهربية وحطموا سيارة ربع نقل واستولوا على أموال ركابها وموبايلاتهم.
وفي يوم الأربعاء الموافق 8/1/2014 ألغى الأمن مؤتمرَ حزبِ النور الداعم للدستور، والذي كان مقررا عقده باستاد القاهرة؛ نتيجة تهديدات الإخوان باقتحام ومحاصرة المؤتمر.
تحول فكري
وفي يوم الخميس الموافق 9/1/2014 اقتحم شباب الإخوان مقر حزب النور في المنزلة، بمحافظة الدقهلية، وحطموا محتوياته، وأخذوا "الهارد ديسك" الخاص بأجهزة الكمبيوتر، وكتبوا عبارات مسيئة للحزب ولقياداته على حوائط المقر، كما كتبوا عبارة "يسقط يسقط كلاب العسكر"؛ وبناء عليه تم تحرير محضر برقم 429 لسنة 2014 جنح المنزلة، وتوجهت قوة من مركز المنزلة لمعاينة المقر. وفي نفس اليوم أيضا اقتحم شباب الإخوان مؤتمرا للدعوة السلفية وحزب النور ضمن حملة "نعم للدستور"، بمحافظة الدقهلية، وألقوا على المحاضرين بيضا فاسدا، وحاولوا افتعال المشكلات؛ مما جعل الأهالي يطردونهم واستكملوا المؤتمر. وفي نفس اليوم أيضا حرق عدد من شباب جماعة الإخوان المسلمين لافتات الحزب الداعمة لمشروع الدستور بقرية طناح، التابعة لمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية. وفي نفس اليوم أيضا اقتحمت مجموعة كبيرة من شباب الإخوان المسلمين، مسجد شهاب الدين بمركز رشيد، في محافظة البحيرة، واعتدوا على ندوة للدعوة السلفية ضمن حملة "نعم للدستور"، ووجهوا السباب والألفاظ البذيئة للدعوة السلفية وحزب النور، وأطلقوا اتهامات التخوين والتكفير للشيخ محمد القاضي عضو مجلس شورى الدعوة السلفية ورئيس مجلس إدارة جريدة "الفتح".

وفي فجر يوم 10الجمعة الموافق 10/1/2014 انتظرت مجموعة من أنصار جماعة الإخوان المسلمين حسين عامر وكيل حزب النور بالمنزلة، في محافظة الدقهلية، وهو عائد من المسجد، وهاجموه وحطموا زجاج النوافذ بمنزله؛ مما سبب لزوجته وطفله ذعرا وخوفا، وسبوه هو ودعوته وحزبه، وكالوا لهم التهم بالخيانة والعمالة. وفي نفس اليوم أيضا هدد مصطفي مجدى لاشين، ابن أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالقناطر الخيرية، الأستاذ مجدى لاشين؛ هو وأصدقائه "نادر بكار" وشباب حزب النور، على صفحات "الفيس بوك"، حتى وصلت التهديدات إلى المطالبة بالقتل كي لا يتكاثر وينتشر.

وفي يوم الاثنين الموافق 13 يناير 2014 اعتدى بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لفظيا على أعضاء حزب النور بقرية هربيط، التابعة لمركز أبو كبير، بمحافظة الشرقية، وكتبوا عبارات مسئية للحزب على المدارس المقرر استفتاء المواطنين بها على التعديلات الدستورية.
وفي يوم الأربعاء الموافق 15 يناير 2014، وهو ثاني أيام الاستفتاء على الدستور، اعتدت مجموعة من أنصار جماعة الإخوان على الدكتور أحمد ربيع عضو الهيئة العليا بحزب النور، وحطموا سيارته، أثناء مشاركته وأعضاء من حزب النور، في مسيرة لدعم الدستور بـمنطقة المعصرة بحلوان.
هذه بعض الأمثلة الحية على تحول وتغير فكر جماعة الإخوان وانتهاجهم للعنف ضد مخالفيهم في الآراء السياسية، حتى ولو كانوا من أبناء التيار الإسلامي.

التمسك بالأخلاق
وعلى جانب آخر، نجد ردود أفعال قيادات الدعوة السلفية وحزبها تتسم بالعقلانية والحكمة؛ حيث حذر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، شباب الحزب والدعوة من سفك الدماء والانخراط في العنف؛ كما طالب الدكتور سيد حسين عفاني، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، أبناء الدعوة السلفية وحزب النور بالتمسك بالأخلاق الكريمة والحميدة، وعدم الانجرار إلى أخلاق من يسبونهم ويفترون عليهم بالسب والشتم والتخوين والتكفير، وأكد أن الأخلاق رأس مال أبناء الدعوة السلفية وحزب النور والتي يجب المحافظة عليها وعدم التنازل عنها أو الرد بالمثل على المسيئين، واتخاذ النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبراسا وقدوة في هذا الشأن.