ورشة عمل الأربعاء حول تطوير العمل الإنساني في المنطقة العربية

  • 125
الجامعة العربية


انطلاقًا مما تواجهه المنطقة العربية حاليًا من عدد كبير من الأزمات التي أدت إلى تفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية وازدياد الحاجة إلى تقوية نظم الاستجابة الإنسانية، تنظم الجامعة العربية بأحد فنادق القاهرة الجديدة ورشة عمل حول " العمل الإنساني في المنطقة العربية – التحديات والخطوات التالية"، وذلك بعد غدًا الأربعاء، وعلى مدى يومين متتاليين، بمشاركة ممثلون على مستوى رفيع من حكومات الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وممثلو المنظمات الإنسانية العربية والدولية الحكومية وغير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة ذات الصلة، والجهات المانحة في المجال الإنساني وممارسون من ذوي الخبرة في هذه المجالات.


يعقد هذا المؤتمر في إطار التعاون بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (إدارة غرفة الأزمات – إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية) والمكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA ROMENA)، المستند على توصيات الاجتماع القطاعي العاشر لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة (UN-LAS) حول "التعاون في مجال المساعدات الإنسانية في المنطقة العربية" الذي عُقد في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة عام 2012، وفي إطار الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي(UNDP)، والمفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (ECHO).


نماذج عربية


وقد وزعت جامعة الدول العربية ورقة مفاهيمية حول تلك الورشة، أشارت إلى أن أكثر من نصف السكان في اليمن يعاني من غياب الأمن الغذائي، أما الصراع في سوريا فقد أدى إلى نزوح أكثر من 6.5 مليون شخص في الداخل، ولجوء أكثر من 2.3 مليون شخص إلى الدول المجاورة ودول شمال أفريقيا، وعلاوة على ذلك هناك أكثر من 4 مليون شخص في السودان، و3.8 مليون شخص في الصومال بحاجة ملحة وماسة إلى المساعدة، الأمر الذي يتطلب منا مواجهة هذه الأزمات بفاعلية من خلال الاستمرارية في الاستجابة السريعة كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وتقديم المساعدات الإنسانية المادية والعينية للحفاظ على أرواحهم والتخفيف من معاناتهم.


وتستجيب هذه الورشة إلى توصيات اللقاء الذي تم بين السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية وفاليري آموس وكيل الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شؤون الإغاثة في حالات الطوارئ في نيويورك سبتمبر2013، حيث تعهدت الأخيرة بمساعدة الجامعة من أجل وضع استراتيجية عربية للشؤون الإنسانية، كما أن الموضوعات المقترحة والتوصيات التي ستخلص إليها الورشة سوف تثري المشاورات الإقليمية في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني المقرر في عام 2016.


تحديات جسيمة


وأكدت الجامعة، أن حجم وتعقد الأزمات يمثل تحديات جسيمة للجهات العاملة في الشأن الإنساني، والتي لا تكون دائما قادرة على الاستجابة بفاعلية وفي الوقت المناسب وعلى النحو المنتظر منها، وخاصةً في ظل المستويات العالية من انعدام الأمن، إلى جانب شواغل الحماية وغيرها من القيود التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين وتظل الدول المنكوبة والدول المضيفة على حد سواء تعاني هاجس عدم قدرتها على تلبية احتياجات السكان المتضررين واللاجئين، بسبب نقص التمويل، كما تفتقر بعض الجهات العاملة في الشأن الإنساني إلى القدرات اللازمة للاستجابة بفعالية للأوضاع الإنسانية المختلفة.


التحسين والارتقاء


ولفتت إلى أنه ورغم تعدد الشبكات الإنسانية العربية والدولية الساعية لمواجهة الأوضاع المأساوية في بعض الدول العربية والتي لا تدخر جهدًا في سبيل أن تقدم ما أمكن من المساعدات وتعمل على الحد من مخاطر وأثار هذه الأزمات، إلا انه بإمكان المنطقة العربية أن تعمل على التحسين والارتقاء بأدائها في هذا الشأن وذلك من خلال منبر يعمل على تعزيز التعاون بين الدول العربية ومنظماتها الإنسانية، ويكون بمثابة آلية تُسهل وتُطور رؤى واستراتيجيات مشتركة للأزمات الإنسانية والكوارث، وتوحيد الجهود بين المنظمات والجهات العاملة في الشأن الإنساني على كافة المستويات.


كما يمكن أيضًا لهذا المنبر أن يعمل كآلية فعالة للتعاون والتنسيق مع المنظمات الإنسانية لتعزيز العمل العربي المشترك من جانب، والتواصل مع المنتديات الإنسانية الإقليمية والعالمية الأخرى من جانب آخر عن طريق تبادل المعلومات والمبادرات ذات الاهتمام المشترك وأفضل الممارسات التي ستساهم ولا شك في النهوض بالعمل الإنساني في المنطقة العربية.


الأهداف والمحاور


تهدف الورشة، إلى تحسين فعالية العمل الإنساني وبحث السبل الكفيلة والممكنة للمضي قدمًا في هذا الاتجاه وفق عمل ممنهج ومؤسسي، ومناقشة التحديات التي تواجه تنسيق الشؤون الإنسانية في المنطقة العربية، والإطلاع على الدروس المستفادة وأفضل الممارسات في مناطق أخرى لتحسين التنسيق في التدخلات الإنسانية وإنشاء شبكات إنسانية، ومناقشة تصور حول أهمية العمل الإنساني في الدول العربية وفق نمط ممنهج ومؤسسي مشترك.


ومن المقرر أن تركز الورشة في محاور مناقشاتها وعلى مدى يومين، على ثلاثة محاور رئيسية لبحث السبل الممكنة لتطوير العمل الإنساني في المنطقة العربية (حكومات ومنظمات المجتمع المدني) والنهوض به، من خلال متحدثين يتناولون المحاور التالية: التحديات الرئيسة للتنسيق الاستراتيجي والميداني بين الجهات النشطة في المجال الإنساني في المنطقة العربية، إنشاء شبكات تنسيق للشؤون الإنسانية ـ الدروس المستفادة والممارسات الفضلى، مقترح جامعة الدول العربية لإيجاد آلية تنسيق مشتركة للشؤون الإنسانية في المنطقة العربية.