كاتب أمريكي يحذر: مياه الصرف الصحي بين الكيان الصهيوني والضفة قنبلة موقوتة

  • 121
الكاتب الأمريكي توماس فريدمان

خصص الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان مقالا للحديث عن مياه الصرف الصحي والمياه غير المعالجة الجارية أو الراكدة بين إسرائيل والضفة الغربية، قائلا "إنه لم يكن يتصور مطلقا أنه إلى هذا الحد يمكن أن تكون النفايات السياسية والمياه القذرة بما يؤكد أهمية إنجاز السلام في المنطقة".

ونوه فريدمان على الموقع الإلكتروني لصحيفة نيويورك تايمز عن عرض كانت ألمانيا تقدمت به لتمويل تدشين محطة لمعالجة المياه، لكن حال دون إنشائها اختلاف إسرائيل والسلطة الفلسطينية طوال عشرين عاما كاملة حول كيفية تقسيم المياه بعد معالجتها.. ولم يبق غير الطبيعة للتصدي لهذه المشكلة فبذلت هذه أقصى جهدها لتنقية المياه عبر تسييرها لتنتهي بالاستقرار في غور الأردن، حيث يستخدم المستوطنون اليهود بعضا منها بعد علاج طبيعي ضعيف لري أشجار النخيل، أما بقية المياه فينتهي بها المسير إلى البحر الميت، ولحسن الحظ أنه ميت بالفعل.

وقال الكاتب الأمريكي لقد خلصنا عبر الأعوام القليلة الماضية إلى الوقوف على حقيقة عدم تناغم الحدود الاستعمارية بمنطقة الشرق الأوسط مع الحدود العرقية والطائفية والقبلية، وأن هذا أحد أسباب تفكك بعض الدول العربية.. ولكن لا يوجد تناغم بين حدود النظم البيئية وأي حدود أو جُدر عازلة.. وحقيقة عجز الإسرائيليين والفلسطينيين عن التوصل لاتفاق حول تقسيم الموارد على نحو يؤهل الجانبين للتعامل مع النظام البيئي ككل لا تزال تلاحق كل منهما.

وعاد فريدمان بالأذهان إلى يناير من العام الماضي عندما هطلت على المنطقة ثلوج وأمطار غزيرة بسبب إعصار هائل لتنحدر المياه بقوة إلى مجرى ألكسندر المائي النابع من جبال السامرة القريبة من نابلس بالضفة الغربية متجهة صوب إسرائيل حيث فاضت وبدلا من أن يمض فيض المياه الجارف من أسفل الجدار الأسمنتي الذي نصبته إسرائيل حول الضفة الغربية للحيلولة دون مرور الانتحاريين الفلسطينيين، نسف جزءا من الجدار.. إنها الطبيعة أُمّنا تهزأ مما يقيمه أبناؤها من حدود أو كما تسمى "خطوط خضراء".

والتفت فريدمان إلى قطاع عزة تحت الإدارة الحمساوية التي وصفها بالبالغة السوء؛ مشيرا إلى أن القطاع يضخ كافة مياه شربه من مياهه الجوفية الساحلية بمقدار ثلاثة أمثال معدل الشحن المتجدد لخزان تلك المياه، ونتيجة لذلك تتسرب المياه المالحة.

وأشار الكاتب إلى تحذير أطلقته الأمم المتحدة العام الماضي بالقول إنه بقدوم عام 2016 لن يكون هناك مياه صالحة للشرب باقية في خزان المياه الجوفية الرئيسي في غزة.

ونوه فريدمان، عن عدم امتلاك غزة لمحطة ضخمة لتحلية المياه وحتى لو كان لديها فإنها لا تملك الكهرباء اللازمة لتشغيلها على أية حال، وقال إنه لا يريد أن يكون يبقى بالقطاع عندما يعاني 5ر1 مليون غزاوي العطش.

وأشار الكاتب الأمريكي، إلى أن جيش الاحتلال والفلسطينيين والأردنيين يمتلكون في الواقع كافة الموارد التي يحتاجونها لرعاية بعضهم البعض، لكن فقط إذا تعاونوا لتلك الغاية، قائلا "إن إسرائيل باعتبارها خبيرة في تحلية المياه المالحة ومعالجة مياه الصرف يمكنها استخدام غازها الطبيعي الرخيص جنبا إلى جنب مع الطاقة الشمسية المتولدة في الأردن بصحرائه المشمسة من أجل تحلية المياه ومعالجتها لنفسها ولغزة والأردن والسلطة الفلسطينية.

واختتم فريدمان، مقاله بتشبيه تلك المياه الملوثة بقنبلة موقوتة تتسرب تحت كل من الصهاينة والفلسطينيين على السواء، وحذر من أن هذه القنبلة سوف تنفجر ما لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق يتجاوران بموجبه كل على حدة ولكن في إطار عملي يستطيعان عبره العمل معا لحماية المياه والتربة والهواء وغيرها من الموارد التي يتقاسمانها ولا يمكن الحفاظ عليها إلا بالتعاون.