حلب في الصحف الألمانية.. "أيها الصامتون اخجلوا من أنفسكم"

  • 40
أرشيفية

علقت صحف ألمانية على الوضع في حلب التي تدور معارك طاحنة للسيطرة عليها. وانتقدت بعض التعليقات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن و"ريائها" حول الوضع في سوريا، فيما تعاطفت تعليقات أخرى مع الأوضاع الإنسانية السيئة في حلب.

 

وجه غيرد أبينتسيلر من صحيفة "تاغيسشبيغل" انتقادات شديدة اللهجة ضد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وأضاف الناشر السابق للصحيفة في تعليقه قائلا:

 

"يضم مجلس الأمن الدولي خمسة أعضاء دائمين، من ضمنهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، وهم مشاركون بصورة غير مباشرة في الحرب الدائرة في سوريا. وتقوم طائراتهم بقصف المدن ومواقع ما يسمى "بالدولة الإسلامية" وهو الطرف الثاني في الحرب. وحتى الاتحاد الأوروبي، وفرنسا وبريطانيا من أعضائه، يؤيد دعوات الأمم المتحدة.

 

وحجم الرياء أصبح لا يمكن تحمله، وخاصة عندما تعمل دول ذات قوة عسكرية على تدمير دولة وجعلها تحت الأنقاض، وفي الوقت نفسه يطالب دبلوماسيها في نيويورك بوقف إطلاق النار(...). فيما يتركون بكل الأحوال العمل القذر على الأرض والموت بين الحطام لمساعديهم من السعودية أو إيران لإنجازه. وعلى الدول الأربعة المذكورة عدم خداع العالم من جديد عبر محاولاتهم اليائسة لإيجاد داعمين للسلام، لأن من يقدم على احتجاز سكان المدن كرهائن صار فاقدا لجميع الحقوق الأخلاقية لتقديم نفسه كشخص جيد وأن الشخص المقابل له هو شخص سيئ".

 

 

أما في صحيفة "فيلت" فعلق كاتب العمود الثابت فيها هينريك م. برودر قائلا:"

 

بالنسبة لي حلب هي أسوء من أوشفيتس (أوشفيتس أحد معسكرات الإبادة النازية). وأوشفيتس هو جزء من التاريخ الذي دونت كل تفاصيله. ولا يمكن تكرار أوشفيتس، وسيبقى وصمة التاريخ الأوروبي في القرن العشرين. أما حلب فهي الحاضر.

 

والقتل والموت يتم نقله بصورة مباشرة. (...) ولا يمكن لأحد القول فيما بعد إنه لم يشاهد أو يعرف ماذا جرى في حلب، أو أنه لم يكن بالإمكان وقف الذي يجري عبر العمليات العسكرية، وكأن حلف الناتو جمعية تقليدية ترسل القوات المسلحة بملابس تقليدية للاحتفالات الشعبية فقط".

 

وأنهى الكاتب برودر مقاله بدعوة للسياسيين الألمان والأوربيين، وكذلك لممثلي المنظمات الاجتماعية والدينية، بالقول:

 

"إلزموا الصمت واخجلوا من أنفسكم!"

 

فيما قدم محرر شئون الشرق الأوسط في الموقع الإلكتروني لـ"دير شبيغل" كريستوف سيدوف تحليلا للوضع في حلب جاء فيه:

 

"تدخل عسكري من جانب الغرب لا يمكن أن يعطي ضمانًا للاستقرار وتطور الديمقراطية في بلد ما. ومثال على ذلك ليبيا. وغرقت ليبيا في حرب أهلية بعد تدخل الناتو فيها، وتحاربت الميليشيات المتنافسة في ليبيا على كسب السلطة لصالحها. لكن الوضع في سوريا اليوم مأساوي وبصورة أكبر بكثير مما كان عليه الحال في حالة تدخل عسكري من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. (...)

 

والتدخل العسكري الروسي جعل الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة تتجه إلى الأسوأ. والتدخل الروسي جعل مئات آلاف السوريين في شرق حلب محاصرين من قبل القوات الحكومية. ولا يمكنهم هذه المرة أيضا تأمل أي تدخل عسكري من جانب الغرب".