بالصور.. مرور 47 عامًا على محرقة الأقصى المبارك

  • 73
أرشيفية- حريق الأقصى

لم تمرَّ على المسجد الأقصى والقدس عموما فترة عصيبة كالتي جرت في تاريخ 21 أغسطس 1969،  فكل ما حدث كان أقل وطأة من إشعال النيران في المصلى القبلي وتدمير أجزاء منه.


ففي يوم الخميس الموافق 21 أغسطس 1969، اقتحم الأسترالي مايكل دينس روهان المسجد الأقصى من باب المغاربة مع الوفود السياحية الصباحية التي كانت -وما زالت- تفد إلى المسجد الأقصى، ودخل المصلى القبلي حيث كان يسمح في حينه لغير المسلمين بالدخول إلى المصليات المسقوفة داخل الأقصى، وعندما وصل إلى منطقة المحراب ومنبر نور الدين زنكي -المعروف أيضا بمنبر صلاح الدين- سكب مادة حارقة شديدة الاشتعال وأضرم النيران فيهما وهرب.

 

خلال بضع ثوان نشبت النيران في زاوية المصلى الجنوبية، وأخذت تتجه شرقا في المصلى حتى وصلت مسجد عمر ومقام الأربعين ومحراب زكريا في زاوية المصلى القبلي الجنوبية الشرقية، كما أخذت تعلو حتى وصلت قبة المصلى القبلي المصنوعة من الفضة الخالصة.


كان مشهد الدخان الأسود الكثيف يتصاعد من المصلى القبلي موحيا بحجم الكارثة، فهُرع الموجودون في المسجد والقدس للمساعدة في إخماد النيران، فمنهم من استخدم ملابسه ومنهم من سارع إلى إخراج المياه من الآبار الموجودة في المسجد، إذ كانت سلطات الاحتلال في حينه قد فصلت المياه عن منطقة المسجد الأقصى ومحيطه.


أما سيارات الإطفاء التابعة للاحتلال في القدس فتباطأت في الحضور، حتى إن سيارات الإطفاء وصلت من مدينة الخليل جنوب الضفة ورام الله وسطها قبل إطفائيات الاحتلال.


وأثناء إخماد الحريق تفاجأ المشاركون أن النيران امتدت خارج المسجد إلى الزاوية الجنوبية، وبعد التحري والفحص تبين أن المادة الحارقة الشديدة الاشتعال رشت من داخل المسجد ومن خارجه.


وبعد عناء دام ساعات، استطاع الفلسطينيون إخماد الحريق ومنعه من الإتيان على جميع المصلى القبلي، ورغم ذلك فإن الأضرار كانت جسيمه، حيث أتت النيران على منبر نور الدين زنكي ولم يتبقَّ منه إلا قطع خشبيه صغيرة وضعت في المتحف الإسلامي، كما أكلت النيران زخارف خشبية كانت تزين أعمدة المصلى تعود للفترة الأموية.


ودمرت النيران القبة الخشبية الداخلية في المصلى القبلي وزخرفتها الجبسية الملونة والمذهبة، إضافة إلى جزء من السقف، ومحراب المصلى القبلي الرئيسي والجدار الجنوبي والتصفيح الرخامي الذي كان يزينه، و48 نافذة مصنوعة من الجبس والخشب والزجاج الملون، والسجاد العجمي وغير ذلك الكثير.


وفي نهاية المطاف، اعتقل الاحتلال الفاعل مايكل دينس روهن، وادعى أنه مجنون ومن ثم رحله إلى بلده أستراليا.


بعد عام واحد من حريق المصلى القبلي، بدأت أعمال الترميم فيه بتشكيل لجنة إعمار الأقصى، حيث وضع حاجز من الطوب يفصل ربع المصلى القبلي المحروق عن باقي الأروقة التي لم تتأذَّ.


ووضع بدل منبر نور الدين زنكي منبر حديدي، واستمرت أعمال الترميم حتى عام 1986، فأزيل الطوب واستؤنفت الصلاة في الجزء الجنوبي من المسجد، بينما بقي المنبر الحديدي حتى عام 2006، ريثما صنعت الأوقاف منبرا على شاكلة الذي حرق.