العالم يستقل قطار الجيل الخامس ومصر لا تزال تبحث عن «الرابع»

  • 138
أرشيفية

فى عام 2012 نشر موقع «البى بى سى» مقالا بعنوان «حان الوقت لجنى ثمار الجيل الرابع»، بعد أن استفادت 40 دولة حول العالم من تشغيل تقنيات هذا الجيل من الشبكات، منها دول كبرى مثل الولايات المتحدة ودول أصغر حجما مثل تنزانيا.

فى 2014، نشر نفس الموقع مقالا بعنوان «كيف ستغير شبكات الجيل الخامس العالم؟»، بعد سباق محموم بين دول العالم على تطبيق هذه التكنولوجيا، والآن فى 2016، بعد أن تبقت 6 دول حول العالم فقط لا تستخدم خدمات الجيل الرابع، وغطى التشغيل التجريبى للجيل الخامس أكثر من 50% من سكان العالم.

والجيل الخامس، الذى يتم تجريبه حاليا فى الصين والهند وروسيا والولايات المتحدة واليابان، يوفر إمكانية تصفح الإنترنت لاسلكيا بسرعات تفوق بمائة مرة السرعات التى توفرها خدمات الجيل الرابع، وسيتمتع المستخدم بإنترنت بسرعة تصل إلى 800 جيجابت فى الثانية.

وستحقق شبكات الجيل الخامس ما يعرف بالوصل الفائق، أى سنصبح مجتمعا يتصل فيه الأشخاص والتجهيزات مع بعضهم البعض ويكون تدفق المعلومات سلسا ومستمرا مع تحقيق أعلى درجات التغطية والسرعة غير المحدودة.

كما سيوفر الاتصال الفائق بين المدن الذكية وإجراء العمليات الجراحية عن بُعد، واستخدام سيارات بدون سائق، «الأمر لا يرتبط فقط بإنهاء عصر التطبيقات الذكية والتحميل البطىء للأفلام، هذا جزء من الموضوع»، يقول رحيم تفازولى، رئيس مركز الابتكارات الخاص بالجيل الخامس فى جامعة سارى بإنجلترا، متوقعا أن يطور العلماء الجيل السادس من الشبكات فى عام 2040.

وبدأ السباق الحقيقى لتطوير شبكات الجيل الخامس فى عام 2013، حينما اختبرت شركة سامسونج الكورية الجنوبية، شبكات الجيل الخامس عند السرعة 1 جيجابت فى الثانية، وهو ما يعنى إمكانية تنزيل فيلم عالى الوضوح بأقل من دقيقة واحدة، وبعدها تطور الأمر حتى وصلنا إلى شبكات الجيل الخامس، الذى يتيح إمكانية تنزيل 33 فيلما عالى الوضوح فى ثانية واحدة.

وعلى الرغم من هذا الحماس فى تطوير واختبار شبكات الجيل الخامس إلا أنه من الصعب توفرها تجاريا للمستخدمين قبل عام 2020، فبحلول ذلك العام من المتوقع أن يتراوح عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت ما بين 50 إلى 100 مليار جهاز، لذا فلابد من توفر شبكات بنطاقات ترددية جديدة ومختلفة لسد هذا الطلب الواسع على الاتصال بشبكة الإنترنت.

وأعلنت كوريا الجنوبية نيتها استثمار نحو 1.5 مليار دولار فى تطوير شبكات الجيل الخامس، على أن يتم إطلاق الخدمة تجريبيا بحلول عام 2017، و تجاريا للمستخدمين بحلول عام 2020.

وتأمل شركة سامسونج فى توفير خدمة تجريبية من شبكات الجيل الخامس عام 2018 وذلك تزامنا مع دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التى ستستضيفها مدينة بيونج تشانج، أما اليابان فتسعى إلى توفير شبكات الجيل الخامس بصورة نهائية عام 2020 تزامنا مع الألعاب الأوليمبية الصيفية التى تستضيفها العاصمة طوكيو.

وتتولى شركة هواوى الصينية مهمة تطوير شبكات الجيل الخامس فى روسيا، لتوفيرها بحلول يونيو 2017، لتكون متاحة للاستخدام فى بطولة كأس العالم، المفترض إقامتها عام 2018.

ولم يخرج الاتحاد الأوروبى من المنافسة، فهو يعتبر أحد أهم المطورين فى هذا المجال، ويقوم بحشد ميزانية لمشروعات الجيل الخامس تقارب سبعة مليارات يورو، بمشاركة نحو 60 كيانا عاما وخاصا من قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تحت قيادة ما يسمى بالشراكة العامةــ الخاصة للجيل الخامس، ويتوقع بحلول عام 2020 الوصول لذروة المشروع، بحيث يتصل نحو 7 مليارات جهاز محمول بهذه الشبكات.

أما فى المنطقة العربية، من المرجح أن تصل شبكات الجيل الخامس إلى الإمارات، من خلال شركة هواوى الصينية أيضا، وقد أعلنت شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، فى الشهر الماضى، تأسيس بوابة الإمارات لابتكارات الجيل الخامس، بهدف تطوير الجيل المقبل من أنظمة شبكات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء.