الزرافات ''4 أنواع'' وليست نوعًا واحدًا!

  • 76
أرشيفية

لطالما ساد الاعتقاد بأن هُناك نوع وحيد للزرافات يُدعى Giraffa camelopardalis، أو "جيرافا كاميلوپاردالِس"، وهو ما يعني حرفيًا "الجمل النمريّ" أو "الجمل الأنمر"، في إشارة إلى شكلها الشبيه بالجمل واللطخات المُلوّنة على جسدها التي تجعلها تبدو مُشابهة بالنمر.

بيد أن تحليلًا وراثيًا جديدًا للحامض النووي للزرافات كشف أن جنس "جيرافا" الأصلي يضم ما لا يقل عن أربعة أنواع مُتمايزة، وَفقًا لنتائج تم نشرها الخميس الماضي بمجلة Current Biology العلمية.

فيما يذهب آخرون إلى أن الثلاثة أنواع المُكتشفة: (الزرافة الجنوبية، زرافة ماساي، والزرافة الشبكيّة)، أنواعًا معروفة وليست بالجديدة، فكما تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فإن تلك الأنواع تُصنّف - حتى الآن- باعتبارها "سُلالات" فرعية تنحدر من السُلالة الأم - الزرافة الشماليّة- (جيرافا كاميلوبارداليس).

يُشير التعريف التقليدي لمفهوم النوع إلى "مجموعة من الحيوانات يُمكنها التكاثر مع بعضها البعض حال توافرت أجواء الخصوبة"، إلا أن تبحّر العلماء في دراسة الجينات والسلوك الخاص بمجموعات الحيوانات المُختلفة، نبّهتهم إلى أهمية الحاجة إلى إضفاء قدر من التميز والتخصيص على التصنيف الرسمي للزرافات، فيما يتعلّق بالسُلالات.

من منظور وراثي بحت، فإن الحيوانات التي يجمعها نوع واحد، ولكنّها تنحدر من سُلالات مُختلفة، يُمكنها أن تتزاوج وتتكاثر مع بعضها البعض، غيرَ أن هذا الأمر لا يحدث في العموم؛ لأسباب تعود في أغلبها عادة إلى عملية الانفصال الجغرافي التي تحدث بين حيوانات النوع الواحد، فتُشتّتها وتُفرّقها عن بعضها على مدى طويل، لتتربّى بعيدًا عن أقرانها لفترات طويلة بالقدر الذي يُضفي تغييرًا في جيناتها، بما يجعلها تبدو مُميّزة ومُغايرة عنهم.

في هذا الصدد، يقول أكسل جانكي، المُشرف على الدراسة والمتخصص في علم الوراثة بمركز سنكنبرغ للتنوّع البيولوجي، لشبكة (بي بي سي) الأمريكية: إن "السلالات الفرعية كانت منفصلة مختلفة وراثيًا تمامًا"، مُشبّهًا في الوقت نفسه الاختلاف بين نوع وآخر، فيما يتعلق بشفرتهم الجينية، كما الفرق بين الدب القطبي والدب البني.

يُذكر أن الـ 15 عامًا الأخيرة شهدت تناقُص في أعداد الزرافات بنحو 40 في المئة؛ إذ يُقدّر عددها الآن بنحو 90 ألف زرافة في البرية، لكن باعتبارها نوعًا واحدًا، فقد تم تصنيفها في قائمة الأقل مدعاة للقلق من قِبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

وخِتامًا أوصى الدكتور جانكي بأهميّة رفع الوعي بحماية الزرافات.