أزمة إنفلونزا الخنازير والطيور تكشف فساد المؤسسات

  • 249
صورة أرشيفية

ومحمد عزالي
أزمة إنفلونزا الخنازير والطيور تكشف فساد المؤسسات
عبد الغفار طه: إنفلوانزا الخنازير كشفت درجة التردي في المنظومة الصحية بمصر
السهري: الداخل مفقود والخارج مولود في معظم المستشفيات الحكومية .. وأدعو المسئولين للاستقالة
رئيس شعبة الدواجن: لا بد من تطوير صناعة الدواجن .. والخروج من الوادي الضيق إلى الصحراء
أستاذ فيروسات: لا علاقة بين فيروس إنفلونزا الخنازير وفيروس إنفلونزا الطيور



صرح عبدالغفار طه، عضو اللجنة الإعلامية لحزب النور, أن أزمة إنفلوانزا الخنازير أوضحت درجة التردي في المنظومة الصحية بمصر من جهة ضعف فحص الحالات المشتبه فيها, وضعف تدريب الطاقم الطبي, والبطء في اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية ,منتقدا بشدة ما وصفه بـ"انعدام الشفافية في تصريحات الجهاز الإعلامي لوزارة الصحة".
فى السياق ذاته، أبدى الدكتور طارق السهرى، وكيل مجلس الشورى السابق، استغرابه من تعامل وزارة الصحة مع أزمة إنفلوانزا الخنازير، مشيرا إلى أن الوزارة لا تتعامل مع المشكلات إلا بعد وقوعها، ولا يوجد ما يسمى بـ"الاجراءات الوقائية"؛ لدرجة أن بعض الفيروسات والبكتيريا قد توطنت فى مصر بفعل الإهمال؛ إذ لا يوجد فى كثير من المستشفيات غرف عمليات معقمة ولا أجهزة كافية، بالإضافة لتدنى رواتب الأطباء، وإهمال موظفى الجهاز الإدارى، وأصبح الداخل مفقودا والخارج مولودا فى معظم المستشفيات الحكومية التى أصبحت مرتعا للفيروسات والميكروبات.
وأضاف السهرى، أن المنظومة الصحية فى مصر تحتاج إلى مشرط جراح لإعادة هيكلتها من جديد، وهذا يشمل المستشفيات والطواقم الطبية والإدارية.
ووجه مطالباته للمسئولين بوزارة الصحة للاستقالة من مواقعهم وإفساح المجال أمام غيرهم، مضيفا أنه لا يعقل أن تكون الحالة الصحية بهذا التردى فى بلد تريد أن تنهض اقتصاديا و تنمويا، مشددا على حاجة الجهاز الصحى بالدولة للاهتمام والرعاية أكثر مما هو عليه الآن.
وأكد السهرى أن الوصح الصحى بمصر أصبح مأسويا بعد انتشار فيروسى إنفلوانزا الطيور والخنازير؛ مما تسبب فى وفاة المئات من المواطنين "ولا حياة لمن تنادى" على حد قوله .

وفي سياق آخر، قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس الشعبة العامة للثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن التربية المنزلية غير مسموح بها، لكن المسوح به هو التربية الريفية بشروط معينة.
ونفى السيد وجود نفوق جماعي بين الطيور، موضحا أن إجمالي حالات الإبلاغ عن الإصابات بفيروس أنفلونزا الطيور كانت في التربية الريفية وبلغت 29 حالة، بينما لم يتم تسجيل أية حالات إصابة بالفيروس (H5N1) بين الطيور في التربية التجارية المنتظمة، وفقا للبيانات الواردة للإدارة المركزية للطب الوقائي.

وأضاف السيد، أن الحالات الموجودة بين التربية الريفية غير مؤثرة على سوق الدواجن؛ حيث إنها نظام قطاعي مغلق تعتمد عليها الأسرة الريفية لتوفير نوع من التغذية للأسرة، موضحا أن سوق الدواجن يتأثر بالتربية التجارية المنتظمة.
وعن آليات مواجهة الدولة للفيروس، قال إنه لا بد من تطوير صناعة الدواجن، مشيرا إلى أن هناك من سبق وتكلم عن هذا الأمر منذ عام 2006؛ فلا بد من عملية إحلال وتجديد لمنظومة إنتاج الدواجن، موضحا أن 70 % من إنتاج الدواجن يتم بطريقة عشوائية، ولا بد أيضا من الخروج من الوادي الضيق بالوادي والدلتا إلى إنشاء مجتمعات صناعية في المناطق الصحراوية الصالحة للتعمير؛ فهي بعيدة عن الكثافة السكانية والتلوث، مشيرا إلى أن عنصري الكثافة السكانية والتلوث يشكلان بيئة مثالية لانتقال العدوى.

وتابع رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية، أنه لا يوجد خطة علمية عملية واضحة المعالم طرحت لمواجهة هذا المرض وتداعياته على الاقتصاد والسوق، مؤكدا أنه لا بد من وجود دراسة علمية للأمر، مشيرا إلى أن هناك جهودا نظرية فردية تطوعية بُذلت لمواجهة هذا الأمر، لكن لا يوجد على مستوى السلطة من يأخذ الأمر على محمل الجد.
وأكد السيد أنه لا بد من وجود القدرة السياسية التي تتعامل بجدية وبواقعية مع الأمر، والتي تعي جيدا أهمية وخطورة الوضع، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى قرار بتبني خطة تحمل خطوات عملية لمواجهة المرض وتداعياته على السوق، موضحا أنه سبق وصدرت قرارات لكنها مجرد قرارات لا تحمل معالجة الأمر.

من جانبه، نفى الدكتور محمد أحمد علي، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، وجود تأثير لفيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1) على الطيور والدواجن، موضحا أنه لا علاقة بين فيروس إنفلونزا الخنازير وفيروس إنفلونزا الطيور.
وشدد أستاذ الفيروسات على ضرورة توفير اللقاح الخاص بالفيروس، مؤكدا توافر اللقاح في السوق العالمية والمصرية على حد سواء، مطالبا الدولة بإنتاج القدر الكافي منه لتوفيره بالسوق المصرية.

وقال أنه على الدولة أن تتحمل مسئوليتها تجاه المرض، وأن تصارح الناس بوجود الفيروس، مشيرا إلى ضرورة وجود حملات توعية بالمرض وطرق الوقاية منه.