المشرف العام للمركز المصري الإثيوبي للكلى: نسعى جاهدين لتطوير المركز

  • 85
صورة أرشيفية

أكد الدكتور جلال عبد السلام، استشارى جراحة المسالك البولية، والمشرف العام على المركز المصرى الإثيوبى للكلى والمسالك البولية، فى مستشفى "سان بولس" بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أنه يسعى جاهدا من أجل تطوير هذا المركز الذى فتح الباب للتعاون الطبى بين مصر وإثيوبيا.

وقال الدكتور عبد السلام: "كنت أشغل منصب المدير الأسبق للمعهد القومى للكلى والمسالك البولية بالقاهرة، ولكننى حاليا أمثل الجانب المصري فى الإشراف على مركز الكلى والمسالك البولية الذي تم إنشاؤه في مستشفى "سان بولس" بأديس أبابا، وأعمل مع الجانب الإثيوبي على إعداد الخطط والتجهيزات والبرامج التدريبية اللازمة للمركز، وأقوم بزيارات متقطعة لإثيوبيا من أجل ذلك".

وأضاف، أن المهمة الحالية خلال زيارتي لأديس أبابا هي مناقشة التطورات في مركز الغسيل الكلوي، وكيفية تطوير المركز وزيادة عدد ماكينات الغسيل الكلوي، وتسليم المناظير الطبية، وعمل خطة مستقبلية للمركز من عمليات تدريب على استخدام المناظير والتدريب في مصر على عمليات زرع الكلى، وتجهيز المستشفى بوحدة للرعاية المركزة، وتزويد كلية الطب التابعة للمستشفى بطاقم أساتذة جامعيين، وشراء المستلزمات والاحتياجات الطبية الخاصة بالمركز واحتياجات المستشفى بوجه عام من مصر".

وأوضح عبد السلام، أنه جرى خلال هذه الزيارة التجهيز لمد الجانب الإثيوبى، بأجهزة مناظير للجهاز البولى، وهى مجموعة كاملة للمناظير تشمل "مناظير جراحة الكلى، ومناظير جراحة الحالب، ومناظير جراحة المثانة والبروستاتا، ومناظير جراحة مجرى البول"، بالإضافة إلى مصدر الضوء وكابلات الإضاءة الخاصة بها، وهى من ضمن المنحة السابقة التى تم تسليمها لمستشفى أديس أبابا، منوها بأنه تم إعداد برنامج لتدريب الجانب الإثيوبي على استخدام هذه المناظير فى جراحة المسالك البولية، وذلك فى زيارات منفصلة.

وأشار إلى، أن هذه تعتبر ثانى زيارة يقوم بها لإثيوبيا، وأنه تم التجهيز لإمدادهم بجميع المستلزمات الطبية اللازمة التى يحتاجها المركز لمدة عام، موضحا أنه من خلال ذلك التعاون ونظرا للثقة فى الأطباء والمستلزمات المصرية، تم إعداد خطاب لشراء جميع احتياجات هذا المركز من مصر بالأمر المباشر من خلال وزارتي الصحة والمالية الإثيوبيتين، مؤكدا أن هذا شئ مفيد جدا للتعاون المصري الإثيوبي لأن الخدمة الطبية المصرية، سواء في القوى البشرية من الأطباء أو المستلزمات والأجهزة الطبية ذات الجودة العالية، أصبحت مطلوبة من الجانب الإثيوبي.

ونوه عبد السلام، بأنه سيتم في المرحلة المقبلة زيادة عدد وحدات ماكينات الغسيل الكلوي، من ست ماكينات تم التبرع بها من خلال صندوق التعاون الأفريقي بوزارة الخارجية، حيث سيقومون هم بشراء 12 ماكينة غسيل ومستلزماتها لمدة عامين من مصر، كما سيتم الشراء من الشركات المصرية بالأمر المباشر، مما يدعم الموقف والمنتج المصري.

أوضح استاذ المسالك البولية، أن فكرة إنشاء هذا المركز يرجع تاريخها إلى شهر يونيو 2011 ، حينما تم عمل عملية زرع كلى لمريض إثيوبي " طبيب أشعة"، وقد أجريت له هذه العملية بنجاح فى المعهد القومى للكلى فى القاهرة، وعلى نفقة وزارة الصحة المصرية دون تحمل أى نفقات من جانب المريض سوى ثمن الأشعة والتحاليل الطبية.

وأستطرد قالا:" إن هذه العملية كانت تمثل البداية للعلاقات الطبية بيننا وبين مستشفى "سان بولس" الإثيوبى، الذى يعمل فيه طبيب الأشعة الدكتور جاشو تانو، حيث كان هذا الطبيب يزور مصر خلال فترة ما بين مارس وأبريل 2011 لغرض إجراء عملية زرع كلى له نظرا لأنه كان مريض فشل كلوى ويعانى من الغسيل الكلوى منذ فترة، مؤكدا أنه من خلال الإصرار والإخلاص تم عمل عملية زرع كلى ناجحة له وهو يعيش حياة طبيعية الآن منذ ثلاث سنوات".

وأضاف " لقد كان هذا الموضوع بالنسبة لى موضوع تحدى وهو أن يتم إجراء العملية فى مصر، الرائدة فى زراعة الكلى فى أفريقيا والشرق الأوسط، وتمت العملية بنجاح، مشددا على أنه لاشك أن الإخلاص وحب البلد يدعو إلى الاستمرار فى التعاون مع إثيوبيا، فمن هذا المريض تم فتح الأبواب للتعاون الطبى بين البلدين، لافتا إلى أنه بعد نجاح العملية تم الاتصال به عن طريق السفير الإثيوبى لدى مصر ووزارة الصحة الإثيوبية لطلب المساعدة فى إنشاء مركز للكلى لإجراء عمليات الغسيل الكلوى خصوصا لأنها شبه منعدمة فى أديس أبابا.

وبين الدكتور عبد السلام أنه تم إعداد مذكرة لصندوق التعاون الأفريقى بوزارة الخارجية المصرية بمساعدة السفيرة منى عمر مساعدة وزير الخارجية للشئون الأفريقية، فى ذلك الوقت، والتى رحبت بالفكرة وجرى إعداد مذكرة لوزير الخارجية آنذاك ووافق على المبلغ المطلوب، كما تم إعداد مشروع لإنشاء مركز للغسيل الكلوى، ومركز مسالك بولية، وتم رصد المبلغ واليام بزيارة استطلاعية للمستشفى خلال شهر مارس 2012، وقابلت المسئولين المختصين وتم الإعداد لإنشاء هذا المركز.

وتابع "بدأنا فى شراء الأجهزة من خلال وزارة الخارجية، وكانت الأجهزة تشمل 6 ماكينات غسيل ومحطة مياه وفلاتر الغسيل ووصلات الغسيل والإبر، و تم شراء كل هذه الأجهزة من مصر، وهى صناعة مصرية وخاصة فلاتر الغسيل ومحطة المياه، وتم شحن كل هذه المعدات وتركيبها بأيدى مصرية فى المستشفى، مشيرا إلى أن كل ذلك كان منحة وتبرع من صندوق التعاون الأفريقى بوزارة الخارجية".

وأوضح، أنه تم إرسال فريق مهندسين لتركيب محطة المياه وتركيب ماكينات الغسيل، وتضمن المشروع كذلك مد المركز بطبيب مصري هو الدكتور عبد المنعم إبراهيم وممرضتين مصريتين يعملون لمدة عام بدعم من صندوق التعاون الأفريقي بوزارة الخارجية، وبذلك يكون المركز قد قام بعمل خدمة طبية للغسيل الكلوي المنعدم في إثيوبيا بصورة شبه مجانية، فجميع المعدات والفلاتر مستمرة في العمل لمدة عام مدفوعة الأجر من الصندوق، وتم العمل فى المركز خلال شهر مايو 2013، وتطورت العلاقات لتشمل تخصصات أخرى وطلب التعاون مع مصر فى مجالات أخرى.

ونوه عبد السلام، أنه تم الاتفاق على تشكيل مجلس إدارة للمركز وأنه سيقوم بتمثيل الجانب المصري في الإشراف على المركز مع بعض أعضاء طاقم مستشفى "سان بولس"، كما سيكون هناك اجتماع كل ثلاثة شهور، بالإضافة إلى حضوره لعمل عمليات جراحة مسالك بولية، وسيتم الاجتماع لدراسة أوضاع المركز وتطويره ومعالجة المشاكل التي قد تواجهه وطريقة حلها، مضيفا أنه تم إجراء حوالى 320 جلسة غسيل كلوى، كما سيتم إجراء جراحات بداية من شهر أبريل أو مايو.

وأعلن الدكتور عبد السلام أنه تم إعداد اتفاقية مبدئية للتعاون فيما يتعلق بهذا المركز وقام بالتوقيع عليها السفير المصري بأديس أبابا الدكتور محمد إدريس، وعن الجانب الإثيوبي الدكتور ذا ريهون عميد كلية الطب التابعة لمستشفى "سان بولس" التي تشرف عليها وزارة الصحة.

وأكد أن وزير الصحة الإثيوبي يرحب دائما بالتعاون المصري الإثيوبي في المجال الطبي، خصوصا بعد ملاحظته للخدمة الطبية المتميزة في هذا المركز التي يتم تقديمها أثناء عمليات الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى إدخال عمليات جراحات المسالك البولية بالمناظير إلى المركز.