"الطيب": الأزهر يعرف هدفه.. ولا يهمنا الظهور الإعلامي

  • 77
الدكتور أحمد الطيب

أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن الهجوم على مؤسسة بحجم الأزهر الشريف يصب في مصلحة "داعش" ومَن على شاكلتها بشكل مباشر؛ لأن الذي يقف في مواجهة هذه التنظيمات هو الفكر والفقه والعقل الأزهري، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم في الحقيقة هجوم على الأمة المصرية، ويخدم أجندات موجهة من مصلحتها التشغيب على الأزهر وعرقلته عن أداء دوره في النهوض بالأمة.

 

وأوضح الطيب في حديثه الأسبوعي الذي سيذاع اليوم الجمعة، على الفضائيَّة المصرية، أن مؤسسة الأزهر راجعت مناهجها واستحدثت مقررات تتعامل مع المفاهيم المغلوطة التي شاعت، وتتردد في الساحة الفكرية وتؤثر سلبا على توجهات الناس وتفكيرهم، ومع ذلك لا يلتفت إلى تلك المراجعة والتطوير، وإنما يلتفت إلى عبارة في كتاب من كتب التراث القديم يقاطعونها من سياقها ليدينوا تاريخا كاملا من العلم والعطاء الذي حافظ على الأمة وتاريخها.

 

ورأى «الطيب» أن الهجوم على مؤسسة بحجم الأزهر الشريف، يدل على أن الأزهر بدأ يأخذ دوره الحقيقي في توعية الناس، وفي إظهار الثقافة الحقيقة للإسلام.

 

كما أوضح فضيلة الإمام الأكبر أن الجولات الخارجية التي يقوم بها إلى العديد من الدول في أفريقيا وأوروبا، والمنطقة العربية وجنوب شرق آسيا مخطط لها ضمن خطة الأزهر الشاملة في البحث عن السلام، وإقرار السلام والتعايش السلمي بين الناس جميعًا وهو هدف الإسلام، لأن الأزهر هو الجهة التي تعبر تعبيرًا أمينًا وصادقًا عن الإسلام وثقافته وعلومه وشريعته منذ أكثر من ألف وستين عامًا.

 

وذكر في حديثه أن مراجعة المناهج الأزهرية لا يعني أن تلك المناهج - كما يقال ويساء إلى الأزهر - مناهج تخرج المتشددين والمتطرفين، بدليل أن كل زعماء وقادة الحركات المتطرفة المسلحة التي تتمسح بالإسلام سواء في مصر أو في خارج مصر لم يتخرج من قادتها أحد من جامعة الأزهر؛ لأنه يصعب جدًّا على الأزهري الذي درس التراث أن يستقطب في هذه التخندقات الفكرية العسكرية، فالمنهج الأزهري منهج إسلامي رشيد، يربى الطالب على السماحة والاعتدال والتعددية واحترام الآخر.

 

كما نوه الإمام الأكبر لمشروع ببيت العائلة الذي آتى ثماره، حيث تم إنشاء فروع كثيرة له في محافظات الوجه البحري والوجه القبلي وننتظر منه المزيد، وبدايته كانت طيبة ومباشرة وناجحة إلى أبعد الحدود، لكن الإعلام لا يلقي الضوء عليه، وهذا مقصود؛ لأن كل مفيد لهذا الوطن مقصود هدمه، لكن الأزهر لا يلقي بالًا لهذا، متابعا: «فنحن نعرف هدفنا ولا يهمنا سواء ظهرنا في الإعلام أو لم نظهر، فمعاذ الله أن نعمل لغير وجه الله».

 

وأردف فضيلته: «أما على المستوى الإقليمي فمهمة الأزهر أنه مؤسسة تجمع المسلمين وتوحدهم، وتكافح الفرقة والشقاق والنزاع، والإسلام يسعنا، وقد وسعنا بالفعل طوال أربعة عشر قرنا من الزمان وأكثر، فالأزهر يعمل على لم الشمل أو الجمع»، مشيرًا إلى اهتمامه منذ رئاسته لجامعة الأزهر لنقد المذاهب المتشددة أينما وجدت.