إعلام الإثارة .. لتوجيه الرأي العام

  • 225
كاميرا


تطالعنا الصحف والمواقع يوميا بأخبار اعتداء على شخصية عامة من قبل الجمهور!
وعادة يأتي الخبر مصحوبا بفيديو مصور يظهر كيف تطاول أحدهم ونال من هذه الشخصية أو تلك !
في الواقع كل مجموعه تستطيع ان تصنع الحدث وتسوقه على أنه رأي عام, خاصة إذا كانت تمتلك آله إعلامية جبارة أو حتى متواضعة, مثال: إذا سلط أحدهم (أو شحن) عامي (متواضع التفكير أو ضيق الأفق) للتطاول والتشغيب على شخصية عامة في مؤتمرجماهيري، أو ندوة عامة ووقف شخص ثاني يحمل هاتفا محمولا بكاميرا ضعيفة الكفاء، ورفعه ثالث على you tube ثم تلقفته المواقع والصحف بالنشر بالسلب أو بالإيجاب !
هناك يحدث الحراك ونبدأ في التاثير على الرأي العام سلبا أو ايجابا، ولم تحتج سوى لثلاثة أشخاص على الأكثر وكاميرا متواضعة!

ما يعانيه المجتمع الآن من استقطاب حاد وغوغائية منفلتة تذكيه مثل هذه الصناعة الإعلامية المبتذلة!
هو إعلام بلا ضمير إذا، ومحصلته الأكيدة شعب بلا وعي ولا إدراك, هذه الحيلة الخسيسة استخدمها الإعلام الفلولي بامتياز لإسقاط الإخوان, لكن وبكل أسف يستخدمها الإخوان الآن أيضا للنيل من خصومهم السياسيين الذين حتى وإن اختلفنا مهم سياسيا أو أيدلوجيا؛ وجب علينا أن نعاملهم بأخلاقنا ومبادئنا الإسلامية, فالمسلم محكوم دائما بأخلاقه ودينه في معاملاته كلها, وإن تسليط سيف السفهاء والأطفال للنيل من أصحاب الأفكار والتوجهات لا أرى له شبها إلا كما فعل كفار قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم بإغراء السفهاء به للتطاول عليه!


الفكر يناقش بفكر لينتصر الحق ويزهق الباطل, بقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبقي الدين، وتبت يدا أبي لهب وصاحبته, ولم يضره صلى الله عليه وسلم من أساءوا إليه وخاضوا فيه؛ لأنه كان على المحجة البيضاء, الأراء السياسية في المجتمعات الصحية تقبل الشد والجذب في حدود النقاشات بدون فرض رأي أو احتكار الحقيقة، وما يعيشه المجتمع المصري الآن من انقسام علني يحتمل المزيد من التوتر والحدة، بل ينبغي معالجته بالمنطق والهدوء وتقبل الرأي الآخر؛ لأن هذه الموضوعات الإعلامية التي تتسم بالإثاره تلقي بظلال كئيبة على مجتمع منقسم في مرحلة تاريخية. دقيقه من عمر الدولة المصريه . .