وداعاً "علي حاتم".. الشيخ المُربّي "ملف"

  • 270
الشيخ علي حاتم - رحمه الله

"الشيخ.. الوزير.. القائد" بهذه الكلمات وصف أحمد الشريف عضو مجلس النواب عن دائرة العامرية وبرج العرب، الشيخ علي حاتم –رحمه الله- أحد أعمدة "الدعوة السلفية" بمصر، الذي لبى نداء ربه يوم الأحد الماضي.

قال الشريف: "الشيخ علي حاتم ظل يزور بلده وأهله في محافظة البحيرة مركز إيتاي البارود أسبوعيًا وفاء لهم، كما عُرف بتميزه وأدبه في معهد الفرقان، إلى أن أصبح معلمًا ناجحًا في المعهد نفسه".

وأضاف الشريف لـ"الفتح" أن الشيخ علي كان وزيرًا وقائدًا ناجحًا ترك بصمته عند قيادات الدولة زمن عاطف عبيد، وكان رئيسًا للشركة القابضة للأخشاب التي أنقذها من الخسارة والديون حتى جعلها رابحة.

وتابع: "أخبرني أنه كان يبحث بين ألواح الأخشاب، فإذا وجد تلفًا في الشحنة قدّم اعتراضاته إلى الجهاز المركزي للمحاسبات لكي يتم رد الشحنة كاملة، ثم يُكتشف بعد سنتين من قيادة الشركة أن راتب الشيخ علي حاتم كان ٣٠٠٠ جنيه مصري فقط، فأرادت الجمعية العامة أن تمكر بالرجل الذي كشف كل لص وسارق، فأنقذه الله منهم بصدقه، وبتقارير الجهاز المركزي، وشهادة رئيس الوزراء له في ذلك الوقت، وبعد أن نصره الله عليهم قدّم استقالته ورُفضت".




وأردف عضو مجلس النواب: "كان الأخ الصديق والرفيق والشيخ المتواضع الذي طلب مني أكثر من مرة أن نسجل  تاريخ الدعوة وأعمال المشايخ كتابةً قبل وفاتهم، وكان يقول لي: أتمنى أن أنقل خبراتي في العمل الحكومي والدعوي لشباب الدعوة"، و"كان أسدًا في الدفاع عن دعوته وإخوانه بأدب وحسن خلق.

قال الشيخ محمود عبد الحميد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، إن الشيخ علي حاتم رحمه الله، كان له بذل وعطاء في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، كما شارك في الدعوة تعلُماً وتعليماً، فتعلم في معهد الفرقان، وكان من أوائل دفعته في كل السنوات تقريبًا،

وأضاف عبد الحميد في مقطع مرئيّ نشره موقع أنا السلفي، كان هو العضو السابع في مجلس إدارة الدعوة السلفية، بعد الشيوخ ال6 المؤسسين للدعوة، كما كان يشارك في التدريس في مناطق غرب الإسكندرية فترة طويلة جداً، إلى أن شارك في مجلس إدارة الدعوة المؤقت، ثم مجلس إدارة الدعوة العام، إلى أن أصيب بشيء من المرض، ولانه مخلص لدعوته فرأى أن هناك من يقوم بالدور بدلاً منه، وتنازل عن الترشح للدورة الثالثة لمجلس إدارة الدعوة.

وتابع: ظل يدرّس مع إخوانه بمنطقة المندرة، كالشيخ سعيد محمود، وكان يعمل في الدعوة إلى الله إلى أنفاسه الأخيرة، كان رجلاً مخلصًا وكان وفياً ودمث الخلق، فكل من كان يعرفه كان يحبه، وكان متواضعاً رغم أنه وصل إلى منصب رئيس مجلس إدارة الشركة التجارية للأخساب، وكان مرشحاً للشركة القابضة ووكالة الوزارة، نسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه، وان يسكنه فسيح جناته، وأن يعوضنا عنه خيراً


قال الدكتور أحمد حمدي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالقاهرة، كان الشيخ -رحمه الله- يجمع بين الهيبة والوقار لكل من يراه، ومع ذلك كان بشوشًا ودودًا يبدأ إخوانه بالدعابة ويتبسط إليهم؛ فكان سهلًا لينًا قريبًا من الناس.

وأشار حمدي في تصريحه لـ"الفتح" إلى أن الشيخ علي كان عضوًا بمجلس إدارة الدعوة العام قبل عام 1994 ضمن 7 أفراد كانوا يقودون الدعوة آنذاك، وبعد ثورة 25 يناير كان له دور بارز ومؤثر في وضع لائحة الدعوة السلفية من خلال خبرته الإدارية في المؤسسات والجمعيات، وكان له دور كبير في تنظيم أنشطة ولجان الدعوة في محافظة الإسكندرية خصوصًا أنه كان مسئولًا عنها بعد ثورة يناير مباشرة.


جنازة مهيبة للشيخ علي حاتم.. بحضور أبو إدريس وبرهامي وفريد والمقدم

شيّع الآلاف من أبناء "الدعوة السلفية" ومحبيها جنازة الشيخ علي حاتم أحد رموز الدعوة وعضو مجلس إدارتها السابق، بحضور العديد من قيادات الدعوة ورموزها مثل: المهندس محمد عبدالفتاح أبوإدريس رئيس مجلس إدارة الدعوة، والدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والدكتور محمد إسماعيل المقدم، والدكتور أحمد فريد، والشيخ شريف الهواري، والشيخ محمود عبدالحميد والشيخ مصطفى دياب، والمهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة، والدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، والمهندس جلال مرة الأمين العام للحزب.



الدعوة السلفية تنشر بياناً للتعزية في الشيخ علي حاتم

نشرت "الدعوة السلفية" على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بيانًا للتعزية في وفاة الشيخ علي حاتم، سائلين الله أن يتغمده برحمته.

وقالت الدعوة في بيانها، تتقدم الدعوة السلفية، بخالص العزاء للأمة الإسلامية عامة، ولأبناء الدعوة السلفية خاصة، في وفاة فضيلة الشيخ علي حاتم، عضو مجلس إدارة الدعوة السابق، والذي وافته المنية صباح اليوم.

كما تُقدم الدعوة خالص التعازي، لأسرة الشيخ علي، وعائلته، وأبنائه وطُلابه، سائلين الله عز وجل أن يُلهمهم الصبر والاحتساب، وأن يتغمد الشيخ برحمته، وأن يجعل عمله في الدعوة إلى الله طيلة حياته في ميزان حسناته، وأن يجمعنا وإياه بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، اللهم آمين.

 

وفاء للشيخ علي حاتم.. شباب الدعوة السلفية يحفرون بئراً كصدقة جارية في "بنجلاديش"

في لمسة للوفاء، قام بعض شباب الدعوة السلفية، بحفر بئر في بنجلاديش، كصدقة جارية للشيخ علي حاتم، أحد شيوخ الدعوة، والذي وافته المنية صباح الأحد الماضي.

وذكر أحد الشباب القائمين على حفر البئر، أنه جاري تجهيز البئر كصدقة جارية للفقراء، وذلك بجمهورية بنجلاديش، داكا، منطقة دامرائي، قرية نياتشر.

 

هاتفته بالليل.. وفجعت فيه بالنهار

الشيخ علي حاتم "رحمه الله"

بقلم- أحمد جميل

هاتفته بالليل لأطمئن عليه، فقابلني بحفاوته المعهودة، ومازحني كعادته:  "لست أسوأ سائق بالإسكندرية".

شخصية مرموقة من الرعيل الأول لهذه الدعوة المباركة -الدعوة السلفية-، ومن الرواد الذين شاركوا في العمل الإداري لها، "علي حاتم" -بقدر هيبته- ينفذ إلى قلبك رغمًا عنك، وبدون استئذان؛ ربما لتواضعه وسجيته وبساطته، تشعر حين تقابله للمرة الأولى كأنك تعرفه من سنين.

وفي المكالمة الطويلة شرح لي تفصيلًا حالته الصحية وتطورات ما طرأ عليه مؤخرًا، ثم كانت كلماته في آخر المكالمة التي تلخص حال الرجل فقال لي ما نصه: "حينما وُضعت على جهاز التنفس الاصطناعي كان يلجم فكي ولساني فلا أستطيع الكلام، وكنت في مكان وفي موقف مع الله، أقسم لك يا أحمد -ولا ينبغي لأحد أن يتمنى أن يبتلى هذا الابتلاء- أنا ما رأيت أمتع من هذه اللحظات التي كنت فيها مع ربي، وأنا أعرف أن هذا النفس ربما يكون الأخير، وأنا أقول له -أي للمولى عز وجل- أنا بحبك خذني في أحسن حالاتي، ارض عني، لا تضيعني أنا بين يديك".

ويقول: "أناجي ربي بالقلب وليس باللسان: يارب يارب أنت اللطيف، أنت الودود، أنت العفو، أنت الكريم، أنت الحنان، أنت المنان، خذني إن أردت ذلك في أحسن حالاتي، أنا أشتاق إلى رؤيتك يارب، أنا أشتاق إلى رؤيتك يارب.

واختتم كلامه لي: لم أفكر في ابن ولا في بنت ولا في حاجة ولا في مرض حتى سمعت استشاري القلب يقول "لقد عبرنا منطقة الخطر"، ثم أخبرني بلزوم عملية القلب المفتوح.  

ثم سألني والأخوة الدعاء، ودعته على أن اتصل به لاحقًا بعدما يراجع الطبيب خلال هذا الأسبوع قبل العملية، مازحته لأخفف عنه..

أنهينا المكالمة، وفي العاشرة صباحًا يدق هاتفي: "مات الشيخ"، اللهم ارحمه رحمة واسعة واجمعني به في الجنة.. آمين.