غضب النساء!

  • 181
أرشيفية


يقولون: المرأة عاطفية، وقد صدقوا؛ فإنها رقيقة المشاعر مرهفة الحس؛ تحزنها مجرد نظرة من زوجها وقد تسعدها، وكذلك تفرحها الكلمة منه أو تدميها، فى حين أن الرجل -في كثير من الأحوال- لا يتصور أن كلمة قالها أو نظرة منه قد تفاعلت معها المرأة وبلغت منها مبلغًا أبعد مما يتصور هو؛ لأنه باختصارلا يقيس بمقياسها ولا يزن الأمور بميزانها.
وإن ثارت المشاكل، فالمفترض عندما تهدأ الأمور يأتي العتاب ليزيد الود والقرب ويزيل الجفاء والبعد، خاصة مع رصيد المودة ومخزون الرحمة الذي جعله الله بين الزوجين عجبًا وآية.
 لكن الذي يحدث في أوقات غير قليلة عند العتاب تتزايد الأحزان وقد تتأزم الأمور ويذهب الزوجان كلًا في ناحية، كأنما شحنوا رصيد الهموم من جديد! وكما سبق، لأن الرجل يقيس بمقياسه لا بمقياسها فما يؤلمها قد لا يؤلمه، فإن صارحته بما أحزنها منه أو أبكاها يقول لها: "ياله من أمر تافه"، وهنا يزداد الطين بلة،أليس يعظم قدر الذنب باستصغاره؟، فيا أيها الرجل يا صاحب القوامة والقيادة :واسِها إن بثت إليك شكواها، وأوضح عذرك إن كنت ملامًا عندها، ودعك من المنطق والقياس "الرجولي" فقط، أَنْهِ المشكلة بكلمةٍ لطيفةٍ،أو نظرةٍ حانية؛ كما بدأتها بكلمة قاسيةأو نظرة حادة،وهكذا تنتهي المشكلة، ليست بأدلة ولا برهان،ولكن رفقًا بالقوارير.