هل باتت "المنامة" في بنك الأهداف الإيرانية؟

  • 152
أرشيفية

يسير النظام الإيراني منذ الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي بخطى ثابتة نحو نشر التشيع وتصدير الثورة الإيرانية الشيعية في الدول العربية، واستطاعت طهران باستخدام المال والسلاح والضغط على عنصر الطائفية تكوين ميليشيات شيعية نجحت في نشر الفوضى داخل لبنان وسوريا والعراق واليمن.


ولم تكتفِ إيران بما فعلته في العراق ولبنان، وقتل المدنيين من الشعب السوري، وتمويل الحوثيين للانقلاب على الشرعية اليمنية وإمدادهم بالصواريخ والسلاح ليتحول اليمن لساحة حرب، بل تسعى اليوم لتحقيق ما فشلت فيه أعقاب الربيع العربي داخل البحرين، وهو السيطرة على الأوضاع الداخلية هناك، وزعزعة الاستقرار في المملكة، وأظهرت تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني نوايا طهران نحو المنامة.


قال السفير سعيد كمال، نائب الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن البحرين بالفعل على قائمة أطماع إيران، وظهر ذلك في أحداث الفوضى التي قادها شيعة البحرين قبل ذلك، والتي قضت عليها قوات "درع الجزيرة"، مضيفًا: "تصريحات قائد الحرس الثوري الأسبق محسن رضائي تؤكد عاملين الأول أن إيران تسعى للسيطرة على كل دول الخليج وهي تنفذ ذلك خطوة تلو الأخرى، والثاني أن كل قادة وجنود الحرس الثوري لا يرون من دول الخليج والدول العربية إلا أعداء ينتظرون الفرصة للتخلص منهم".


وأوضح كمال لـ "الفتح" أن سعي طهران لزعزعة استقرار الدول العربية والخليجية ودعم وتسليح الجماعات قريبة الأيديولوجية منها لم يعد سرًّا بل إن الإيرانيين أنفسهم يعلنون ذلك بشكل دائم، وتصريح رضائي دليل على ذلك، مشيرًا إلى أن طهران واقعيًا تقود المواجهات في سوريا واليمن، وتأمل أن تفرض سيطرتها على الوضع في البحرين بعدما نجحت المملكة في غلق جمعية "الوفاق الشيعية" والحفاظ على الاستقرار والوضع الأمني.


وأكد أن إيران تستغل الضعف السياسي والاجتماعي وحالة الفرقة التي تمر بها الدول العربية، كما أن الدول العربية وتحديدًا دول الخليج صارت على دراية بمحاولات طهران في المنطقة.


وأضاف السفير أحمد القوسي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إيران لا تولي اهتمامًا كبيرًا بسياستها الخارجية بقدر ما تسعى لاحتلال دول الخليج وبسط نفوذها على أراضيها الخليجية، قائلًا؛ "طهران ترى من نفسها دولة عظمى وتسعى للتحكم بسياسات الشرق الأوسط، وإعادة الدولة الفارسية الممتدة حتى الغرب وجنوبًا لساحل المحيط".


ونوّه القوسي لـ "الفتح" بأن إيران كانت قريبة من تحقيق مخططاتها داخل البحرين لكن سرعة تخلص المنامة من مثيري الفتنة والمدعومين من طهران والقضاء عليهم بفضل مساعدات الرياض البشرية والعسكرية أزعجت طهران وجعلتها تسعى بأي شكل للنيل من المملكة وتحويلها لساحة حرب كما هو الوضع في اليمن.