نكشف الوجه الآخر لـ"علي الجفـري".. من جبـال اليمن إلى دهاليـز السياسة ! "ملف"

  • 1055
الداعية الصوفي - علي الجفري

"وحدة الأديان" سلاح الغرب لاختراق المجتمعات محليًا وعالميًا

مؤسسة "طابة" مملوكة للحبيب الجفري.. وتدعمها "راند" التابعة للبنتاجون

باحث أردني: الجفري شخصية سياسية.. ووالده رئيس حكومة سابق في اليمن

أستاذ جامعي: أرباب الطرق لا يعارضون المُحتل ويعتقدون أنه أتى بإرادة الله

 

تُشكل الصحوة الإسلامية بجميع أطيافها المختلفة -خاصة المعتدلة منها- خطرًا كبيرًا عند دوائر صناع القرار في العالمين الشرقي والغربي؛ خشية سحب البساط من تحت أقدامهم، لاسيما وأن ما يُزعج قادة الغرب من أصحاب الأيديولوجيات المعادية للفكرة الإسلامية أنهم يعلمون جيدًا أن الإسلام "منهج حياة" مُصلح لكل زمان ومكان، وحتى عوام المسلمين مستمسكون بهذا المنهج القويم، بل ويُمثل لهم نبراس حياة.

ومن أكثر ما يزعج هؤلاء هو "السلفية المعتدلة"، التي تمثل "الإسلام الحقيقي"، وهي الفطرة الخالصة التي خلق الله الناس عليها؛ إذ أن المنهج السلفي يتمسك بأحكام ومفاهيم ومقاصد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بفهم أعلم الناس بالكتاب والسنة من الصحابة -رضي الله عنهم- ومن سار على طريقهم من التابعين وتابعيهم.

ولمّا علم الغرب قيمة هذا المنهج، بدأت الحرب الممنهجة بخطط مدروسة لإسقاط الصحوة الإسلامية بشكل عام، والسلفية بشكل أخص، وإيقاف المد "السلفيّ" الذي يرونه عائقًا رئيسًا لإنفاذ مرادهم؛ فظهرت إيران بشكل قوي وواضح كـ"شرطي المنطقة" المدعوم من جهات غربية، حيث يعلم الغرب تمامًا أن "الشيعة" كانوا شوكة في حلق الإمبراطورية الإسلامية التي انفرط عقدها على يد "كمال أتاتورك" بالتعاون مع اليهود، ولا زالوا حتى هذه اللحظة يمثلون خطرًا على الصحوة الإسلامية وبلادها السُنية.

والتصوف وليد التشيُع، فالصلة بين الطائفتين وطيدة، سيما أن التصوف في الأصل منبته فارسيّ شيعيّ، والطرق الصوفية والخوارق والكرامات "المُبالغ فيها" تُشبه في نشأتها فكرة أطياف الشيعة ومرجعياتهم، وأقطاب الصوفية عندهم نفس صفات أئمة الشيعة الاثنى عشرية التي منها بعض صفات الرب سبحانه وتعالى.

وكان من ضمن المحاولات لدعم التوجه الصوفي ونشره في دول العالم خصوصا عبر إدارات وقيادات الدول نفسها، إنشاء العديد من المراكز البحثية والمؤسسات، أبرزها مؤسسة "طابة" الإماراتية المملوكة للداعية الصوفي اليمني "علي الجفري".



"طابة" مؤسسة صوفية مقرها في "أبو ظبي" أسسها ويديرها علي الجفري، والمؤسسة جاءت لتصبغ النشاط السابق لعدة سنوات للجفري ومن معه بصبغة رسمية.

تُعرِفُ المؤسسةُ نفسها في موقعها الإلكتروني بما يلي: "مؤسسة طابة هي مؤسسة غير ربحية تسعى إلى تقديم مقترحات وتوصيات لقادة الرأي لاتخاذ نهج حكيم نافع للمجتمع، بالإضافة إلى إعداد مشاريع تطبيقية تخدم المثل العليا الخالدة لدين الإسلام وتبرز صورته الحضارية المشرقة؛ ومن خلال ذلك نضع مقاييس جديدة ومعايير قِيَميّة لأنظمة العمل المؤسساتي".

ورؤية المؤسسة تنص على: "إعداد الدراسات والكوادر والمؤسسات لتطوير خطاب إسلامي واضح وإيصاله للعالم بأسره بطريقة تؤدي للإدراك".

يتضح من تعريف المؤسسة بنفسها ومن موقعها أنها تهتم بقادة الرأي وصنّاع القرار، وذلك على مستوى الدول؛ مما يوضح الغرض المقصود من إنشاء المؤسسة.

أستاذ بجامعة الأزهر: عندي علامات استفهام عديدة حول "الجفري" وأرى أنه يخدم أجندات أجنبية

قال الدكتور محمود عبد المنعم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف، إن التصوف هو الأرض الخصبه للتشيّع؛ وبالتالي  فإن الغرب يدعم هذا التوجه بكل قوة.

وأضاف عبد المنعم لـ "الفتح" أن الخطر الأكبر يكمن هذه الأيام في أن ينحى التصوف منحى علميًا، فقديمًا كان التصوف عبارة عن "حلقات ذكر، وموالد، واحتفالات"، لكن الآن تغير الوضع كثيرًا حيث بدأ التأصيل العلمي؛ متابعًا: أن هذا التوجه مدعوم من جهات معينة، وهدفه التمهيد للتشيع وإتاحة الفرصة لوجود النفوذ الغربي، فالصوفية لا يعارضون المحتل، ومن عقيدتهم أن المُحتل أتى بإرادة الله، ولا يصح أن نعارض إرادته سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أنه ينصح الدعاة المصلحين أن يجتهدوا في الدعوة إلى الله، وتعليم الناس العقيدة الصحيحة حتى لا ينجرف الناس مع هذه الأفكار المنحرفة.

وعن مؤسسة طابة المملوكة للجفري، قال عبد المنعم: توجهها معروف، والجفري رجل يمني، مفتوحة له وسائل الإعلام، ويتم التمكين له بشكل غير عادي دون تصريحات ولا حتى شهادة أزهرية، ومع ذلك تُطلق يداه؛ وأنا عندي علامات استفهام عديدة، وأرجح أنه يخدم أجندات خارجية، بل ويغلب عليه التشيّع حسبما أرى، والله أعلم.

 باحث أردني: "مؤسسة طابة" المملوكة للجفري مدعومة من مؤسسات غربية لوضع بديل عن الإسلام الصحيح

من جانبه قال أسامة شحادة، الباحث الأردني المتخصص في الشأن الشيعي، إن مؤسسة "طابة" المملوكة للجفري مدعومة من مؤسسات غربية مثل مؤسسة "راند" التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، ومركز "نيكسون" الداعم للتصوف، ومركز "كارنيجي"، وغيرهم؛ وهي تقوم على فكرة وضع بديل عن تهديد الإسلام السُني الحقيقي، وهو "التصوف" بعقائده المختلفة، ومن أهم عقائده وحدة الأديان التي تساوي بين  المسلم والمسيحي واليهودي والملحد وتجعلهم جميعًا واحدًا، باعتبارهم أوجه للحق نفسه، مما يضيع الحق.

وأشار شحادة في تصريحه لـ "الفتح" إلى أن هذا الفكر يضرب الإسلام؛ لأنه يساوي بين من يعبد الحجر ومن يعبد الله عز وجل؛ فهو بمثابة تدمير للمنظومة الإسلامية، وتضييع لعقيدة الولاء والبراء وغيرها؛ فهو ضرب للعمل الإسلامي بشكل عام.

وعن سؤال البعض عن ظهور الداعية الصوفي المثير للجدل "علي الجفري" في الفترة الأخيرة، قال شحادة: الجفري في الأصل شخصية سياسية، ووالده رئيس حكومة سابق في اليمن، ووالده كان مع فكرة الانفصال وضد الوحدة اليمنية، ولابد أن نستحضر ذلك فهو ليس مجرد شاب صوفي نشيط فقط، بل هو سياسي قبل أن يكون صوفيًا، وهو من عائلة معارِضة ولها أطماع سياسية ترفض الانسجام وتتبنى منظومة اشتراكية؛ وهذا يوضح لنا لماذا يتحالف مع بشار الأسد حاليًا، ولا يدين الحوثيين في اليمن، ويحاول أن يسوي بين الحوثي والتحالف العربي.

وأوضح الباحث الأردني أن المؤسسة بها العديد من الباحثين الأجانب الذين لهم علاقات وامتدادات غربية، والمؤسسة تركز على تقديم سياسات بمواصفات غربية علمانية للساسة العرب؛ لذلك جمعت قيادات الصوفية في العالم لأنها تستهدف تكوين سياسات للدول، وليس مخاطبة الشارع والأفراد، فهي استراتيجيات أكبر من الجفري، وإنما هي استراتيجيات غربية.

مما سبق يتبين لنا وجود توجه سياسي غربي معلن بدعم التصوف كبديل عن الصحوة الإسلامية، وكحليف مضمون الولاء للمصالح الغربية، ويتبين لنا أن صوفيًا نشيطًا -وهو علي الجفري- أقام مؤسسة صوفية تجمع أقطاب التصوف وتسعى للوصول لقادة الرأي وصناع القرار والتأثير فيهم من جهة، وتعمل على بناء كوادر متخصصة لذلك من جهة أخرى.

واستطرد: بمتابعة بعض نشاطات المؤسسة والبارزين فيها تبين لي وجود علاقات لهذه المؤسسة مباشرة وغير مباشرة مع الغرب والدوائر السياسية فيه تحديدًا، والسعي الحثيث لترسيخ وجهات نظر ومفاهيم تصب في صالح المصالح الغربية، ووجود ممارسات شاذة عن الخط الإسلامي يفرح بها الغرب، بالإضافة إلى دعم الأنظمة القمعية ضد شعوبها، وشرعنة التطبيع السياسي والديني مع إسرائيل.

 

نشاطات مشبوهة للمؤسسة والقائمين عليها:

1- مشاركة الجفري في المؤتمر العالمي للطرق الصوفية، مؤتمر (سيدي شقير) بالمغرب عام 2004 بحضور مندوب أمريكي، فقد كان الجفري رئيسًا للوفد الحضرمي في هذا المؤتمر الذي يتزعمه اللبناني النقشبندي هشام قباني الذي يعد حلقة الوصل الأساسية بين الإدارة الأمريكية والأوساط الفكرية الغربية، وبين الطريقة النقشبندية الصوفية التي يتزعمها (ناظم الحقاني) المقيم في قبرص.

2- خرق الجفري قرار علماء المسلمين في العديد من الدول بمقاطعة الدنمارك بسبب الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، فرغم اتفاق العلماء على مقاطعة الدنمارك للضغط عليها لتقديم اعتذار عن الإساءة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسوم الكاريكاتيرية، فإن الجفري شارك مع عمرو خالد وطارق السويدان بخرق ذلك وزيارة الدنمارك وعقد مؤتمر حوار معهم عام 2006م.

3- إقامة مركز الدكتور عبد الله بن بيه والمركز العالمي للتجديد والترشيد مؤتمر "ماردين دار السلام" بتاريخ 27-28/3/2010 في مدينة ماردين بتركيا، وكان هدف المؤتمر إيجاد وصف جديد للعلاقة بين الدول الإسلامية وغيرها بدلًا من الوصف القديم الوارد في كتب الفقه (دار سلام، ودار حرب)، سماه بـ "فضاء سلام" أو "فضاء للتسامح والتعايش".

4- دعم البوطي، عضو المجلس الاستشاري للمؤسسة، وكذا الجفري للمجرم بشار الأسد، وظل البوطي إلى أن مات على موقفه، فهو يُجرّم الثورة السورية ويصطف مع نظام بشار، ولا يكترث بآلاف القتلى وسواهم من الجرحى والمهجرين.

6 – زيارة القدس برضى الجيش الإسرائيلي، حيث فاجأ الجفري المسلمين بزيارة مدينة القدس في 4/4/2012 دون سابق تمهيد؛ مما أثار ردود أفعال قوية ضده وضد زيارته، وتساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي: لماذا يقبل الجيش الإسرائيلي بزيارة الجفري وعلي جمعة للقدس في الوقت الذي يمنع فيه غيرهما من أهل السنة، ويمنع فيه غالب الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن الخمسين، وتمنع قوافل المؤيدين لفلسطين والقدس من نشطاء العالم من تجاوز صالة المطار بتل أبيب؟ وكيف يصح القول بعد ذلك إن هذه الزيارة دعم لفلسطين والقدس وأهلها؟، ومن اللافت للنظر أن الشيعة و"حزب الله" وقناتي "المنار" و"العالم" لم تنتقدا الجفري في هذه الزيارة.

8- مؤتمر "نصرة القدس" بدمشق 10/4/2012، وهو اليوم الذي كان يفترض فيه بدء وقف إطلاق النار بحسب مبادرة كوفي عنان، فقد عقد هذا المؤتمر من قبل رابطة علماء الشام برئاسة وزير الأوقاف السوري ومشاركة البوطي، وكانت أبرز توصياته تأييد بشار الأسد ضد الثورة السورية، وإنشاء اتحاد لعلماء الشام برئاسة البوطي!


سياسي إماراتي: تلاميذ الشيخ الألباني لهم دور دعوي إصلاحي بارز في الإمارات
قال نزار عبد الله، الخبير الإماراتي، إن مؤسسة "طابة" تقع  في أحد ضواحي العاصمة أبوظبي، لكنني لم أسمع عنها في وسائل الإعلام المحلية ولا مجالس الناس.
 

وأضاف عبد الله لـ "الفتح" أن الجفري منذ سنوات ليس له ظهور إعلامي في الإمارات أو إعلانات محاضرات، وبعض المتصوفة من أهل البلد وبعضهم من الأصول الحضرمية هم الذين يحتفون بالجفري وابن حفيظ فقط.

وتابع: وحاليًا أغلب الدروس والمحاضرات للعلماء للسلفيين أو بعض علماء المالكية أو الحنابلة من الأوقاف فقط، ومؤخرًا كانت هناك محاضرة للشيخ سعد السحيمي من علماء المدينة، وقبله للشيخ سليمان الرحيلي.. وهكذا، والناس يثقون في أبناء الدعوة السلفية بشكل أكبر، خاصة أن تلاميذ الشيخ الألباني لهم دور دعوي وإصلاحي بارز ومشكور في الإمارات منذ الثمانينيات.