"عودة المدارس".. في مواجهة الأمراض الموسمية والأعمال التخريبية

  • 112
صورة ارشيفية

بعد توقف دام أكثر من شهر، استأنفت الدراسة عملها منذ الأسبوع الماضي، وكانت وزارة التربية والتعليم قد أرجأت عودة الدراسة؛ نظرا لوجود إصلاحات بالمدارس، وكذلك انتشار الأمراض الموسمية "الإنفلونزا".

ووسط الكثير من التخوفات حول عودة الدراسة، والحرص على طلاب المدارس من انتشار الأمراض، واستهداف المنشآت التعليمية من قبل العناصر التخريبية؛ قررت وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي استئناف الطلاب لدراستهم، لاستكمال عامهم الدراسي الثاني، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والصحة؛ لحماية الطلبة أمنيا وصحيا.

وأكدت الداخلية استعداداتها الأمنية لتأمين المدارس، على أن تؤمن قوات الجيش المدارس الموجودة في المحافظات الحدودية.
وقال عدد من خبراء الأمن، إن عودة الدراسة جاءت بعد الاستعداد التام والتأمين الكامل للمنشآت من قبل وزارة الداخلية، ووضع الخطط الأمنية السليمة لحماية المنشآت من الاعتداء عليها.

بينما أكد خبراء الصحة، أن وزارة الصحة وافقت على استكمال الترم الثاني من العام الدراسي بعد التأكد من انحصار الأمراض الموسمية "الإنفلونزا"، وإعداد جميع المستشفيات بالتجهيزات اللازمة للتصدى لتلك الأمراض.
من جانبه، قال اللواء علاء عز الدين، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن المظاهرات تناقصت بدرجة كبيرة عما كانت عليه خلال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى أن الأمن بدأ في استرداد عافيته رويدا رويدا، ويستطيع التصدي لكل أعمال العنف والشغب الطلابي، مطالبا بضرورة تفعيل القانون بكل حزم مع المشاركين في أعمال الشغب.

وأكد عز الدين، أن محاولات تصدير الرعب للشعب، من خلال زرع المتفجرات حول المنشآت بالأماكن المكدسة بالمواطنين فاشلة، مطالبا الجهاز الأمني باتخاذ كل سبل الحيطة والحذر في تأمين طلاب المدارس، مع تشديد الرقابة الأمنية وعمل دوريات تفتيشية حول المدارس، فضلا عن معاونة المواطنين بالإبلاغ عن أي أجسام غريبة.

ومن جانبه، أكد اللواء عبد اللطيف البديني، مساعد وزيرالداخلية الأسبق وأستاذ إدراة الأزمات، أن الحالة التي تمر بها البلاد حيث تردي الوضع الاقتصادي، وانتشار البطالة، والظروف المعيشية الصعبة؛ عوامل مساعدة لانتشار المظاهرات والإضرابات، مؤكدا أنه من المتوقع استمرار المظاهرات بعد عودة المدارس بصورة أكبر مما كانت عليه في السابق، لافتا إلى أن المدارس ليس لها تأثير بشكل كبير في المظاهرات مقارنة بالجامعات، خاصة بعد فشل استخدام القمع الأمني في مواجهة مظاهرات الطلاب.
وأوضح البديني، أنه بالرغم من الإجراءات الأمنية والاستعدادات اللازمة لتأمين المدارس، إلا أن ذلك لا يمنع من زرع قنابل ووجود حالات من العنف، فضلا عن أن الجهاز الأمني منهك للغاية في تلك الفترة، مشيرا إلى أن الأمن "في وضع لا يحسد عليه".
وأضاف، أن حجم التكليفات التي يؤديها الجهاز الأمني أعلى بكثير من إمكانياته واستطاعته، موضحا أن كل المقومات الأساسية للدولة " الاقتصاد، والحالة السياسية، والسياحة" تقع على عاتق الشرطة.

فيما أكد الدكتور عصام مغازي، مساعد وزيرالصحة الأسبق لشئون الأمراض والأوبئة، أن مرض الإنفلونزا الموسمي في انحصار، مشيرا إلى أنه ينتشر منذ الفترة ما بين شهر أكتوبر حتى نهاية شهر مارس.
وأضاف، أن أطباء الصحة المدرسية حصلوا على دورات عملية متخصصة مكثفة للتعامل مع الحالات المصابة، فضلا عن التوعية الصحية عن إرشادات الصحة العامة.

وأوضح مغازي، أنه يجب على المدرس أن ينمي الوعي بالإرشادات الصحية لدى الطلاب، ومتابعة تلاميذ الفصل، وفي حالة ظهور أي أعراض للإنفلونزا على الطالب، لا بد من إبلاغ أطباء الصحة المدرسية، وإعطاء الطالب أجازة حتى اكتمال شفائه، مضيفا أن هذا الأمر ينطبق كذلك على أولياء الأمور في حالة إصابة الطفل بأعراض المرض، لا بد من حجزه بالمنزل والذهاب به إلى المستشفى.

وأشار مساعد وزير الصحة الأسبق إلى أن وزارة الصحة أعطت تعليماتها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم للتصدي لانتشار هذا المرض، والحفاظ على سلامة الطلاب؛ من خلال منع التكدس الطلابي.
تابع، الأمصال الوقائية محددة لفئات معينة، خاصة كبار السن والحوامل والأطفال في سن أقل من خمس سنوات؛ لضعف مناعتهم.

وأجرى الدكتور عادل العدوي وزير الصحة، ووكلاء الوزارة عدة زيارات تفقدية لعدد من المدارس للاطمئنان على الاستعدادات الصحية بالمدارس.
ومن جانبه، أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أن قطاع المعاهد يتابع عن كثب سير الدراسة وانتظامها، ولا توجد أي مشكلات حتى اللحظة، مضيفا أنه سيتم التعامل الفوري مع أي مخالفات يتم رصدها في المعاهد العامة أو الخاصة التي يشرف عليها الأزهر.

وتقدم شومان بالشكر لوزير الصحة ووكلاء الوزارة بالمحافظات لمتابعة الأمور الصحية، مطالبا وزير الصحة بتزويد المعاهد الأزهرية ببعض التجهيزات والأدوات الصحية البسيطة، ووسائل الوقاية كالكمامات؛ للحفاظ على صحة بناتنا وأبنائنا الطلاب.