"السديس" محذراً الشباب: نواجه حرب لإسقاط القدوات والنيل من القيم الإسلامية

  • 337
الدكتور عبدالرحمن السديس

طالب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الشباب بعدم الانسياق نحو الأهداف الهدامة التي تعصف بفكر الشباب وتغير سلوكياته وتجعل منه لبنة غير فاعلة، مشيراً إلى أنه مع انتشار المواقع الإلكترونية أصبح لأرباب الفكر الضال بيئة لضخ سمومهم في أغلى ما تملك الأمم وهم الشباب، وذلك بالترويج للغلو والتضليل والانحلال والتغريب والعولمة المفضوحة وكل ما يهز ثوابت المجتمع، وهذه الشريحة هم أهل الباطل لأنهم قدوات سيئة ينبغي على المؤمن عموماً والشاب خصوصاً الابتعاد عنها.


وشدد في محاضرة ألقاها اليوم بعنوان "القدوة وأثرها في توجيه الشباب" نظمتها جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في عمادة شؤون الطلاب ضمن برامج الجامعة المشاركة في ملتقى مكة الثقافي تحت شعار "كيف نكون قدوة" بمركز الملك فيصل للمؤتمرات، على وجوب الالتزام بالمثل العليا المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف واتخاذ القرآن الكريم منهاجاً يسير عليه المرء في مختلف حياته موجهاً بالأخذ بالعلوم الشرعية وما هو مفيد في مختلف التخصصات العلمية والتطبيقية التي يتحقق معها تطور الوطن واستمرار حركة الرقي والتنمية.


وحذر من حرب تقنية لإسقاط القدوة والنيل من القيم والمبادئ الإسلامية الراسخة، وأشار إلى أن الانتماء للوطن هو أمر فطري، ويجب توعية الجيل الجديد باللحمة الوطنية والمشاركة في الدفاع عن الوطن وأن يكونوا سداً منيعاً عن الفكر الضال والفتن والتفريق، منوهاً بدور الأسرة في توجيه أبنائها وتنشئتهم النشئة الطيبة التي تعينهم على الخير وتحببهم في فعل المعروف والتنافس فيه.


ووجه طلاب وطالبات جامعة الملك عبدالعزيز بالحفاظ على الوقت، فهو أغلى ما يملك الإنسان واستغلاله فيما يعود عليه بالنفع والفائدة، موجهاً شكره للجامعة على إقامة مثل هذه المبادرات التي يتجسد معها مشروع "كيف نكون قدوة" الذي يعتبر من الوسائل النافعة في تحصين الشباب وحمايتهم من الانحراف والخروج عن نطاق القيم والمبادئ السامية.


واستطرد الشيخ السديس قائلاً: إن للشباب مكانة ومنزلة عالية فإنهم الروح المتوثبة والفكر المستنير والعزيمة الصلبة, وإن من آثار القدوة في توجيه الشباب التمسك بالقرآن والسنة وترسيخ العقيدة الصحيحة والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحقيق الوسطية والاعتدال والتحلي بمكارم الأخلاق والاهتمام بالعلم والمحافظة على البيت والأسرة والمحافظة على مكتسبات الوطن والرجوع إلى العلماء الراسخين والسعي في بناء الوطن وعمارته وغيرها من الآثار.


واختتم محاضرته بذكر التوصيات, التي شملت احترام القادة والعلماء وعمل موسوعة عن القيادات وأفلام تحكي مسيرتهم, والاهتمام بالإعلام الجديد، وبعد نهاية المحاضرة قدم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي وسام القدوة للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.


من جانبه رحب مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي بالأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في رحاب الجامعة ومشاركته أبنائه الطلاب في توجيههم نحو القدوة وتطبيق القيم والمبادئ الإسلامية، مفيداً أن الجامعة تهدف إلى تطوير سلوكيات الطلاب والطالبات من خلال تبني القدوات والأفكار الإيجابية، وتعزيز جوانب المسؤولية الاجتماعية واحترام النظام، وترسيخ مفهوم الوطنية وروح الانتماء للوطن، واحتواء الشباب والشابات من خلال القدوات المؤثرة علمياً وثقافياً وسلوكياً، انطلاقاً من منهج الاعتدال الذي تبنته دولتنا المباركة حفظها الله.


وقال: إن من أعظم واجبات الجامعات ومؤسسات التعليم أن تغرس في نفوس طلابها وطالباتها كل أنماط السلوك القويم والأخلاق الرفيعة وعمق الانتماء للوطن وغيرها من أنواع السلوك الاجتماعي المتحضر، ولا يكون ذلك إلا من خلال نماذج القدوة الحسنة بدءاً من رموز الإدارة العليا ومروراً بأصحاب السعادة العمداء وأعضاء الهيئة التعليمية، ووصولاً إلى القاعدة الطلابية أنفسهم، فكل له بصمة واضحة في سبيل نشر ثقافة القدوة الحسنة، وكل له دور حيوي في غرس تلك الثقافة في الآخرين.


وقدم وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور عبدالله بن مفرح الذيابي شكره للشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس على تقديمه هذه المحاضرة ذات الأثر الطيب على الشباب في تكوين القدوة، والتي تأتي ضمن برامج الجامعة المشاركة في فعاليات ملتقى مكة الثقافي تحت شعار "كيف نكون قدوة".


وبين عميد شؤون الطلاب بالجامعة الأستاذ الدكتور عبدالمنعم بن عبدالسلام الحياني وبتوجيهات من مدير الجامعة أنه يتم تنفيذ مثل هذه المشاريع والمبادرات التي تحقق عظيم الفائدة للطلاب والطالبات، لتكون الجامعة منارة علم ومعرفة، ولها الدور في مشاركة المؤسسات التعليمة في تقديم البرامج ذات القيمة المضافة على إصلاح الشباب وتوجيههم نحو ما ينفعهم تجاه دينهم ووطنهم.