• الرئيسية
  • الأخبار
  • هل تكفي لسد احتياجات مصر من الغاز؟.. إنتاج حقل ظهر "الحلم الذي ينتظره المصريين" في 2017

هل تكفي لسد احتياجات مصر من الغاز؟.. إنتاج حقل ظهر "الحلم الذي ينتظره المصريين" في 2017

  • 95
حقل ظهر من الغاز

هل تكفي لسد احتياجات مصر من الغاز؟

إنتاج حقل ظهر "الحلم الذي ينتظره المصريين" في 2017

خبير بترولي: يوفر 1.8 مليار متر مكعب مع حلول 2018..

 ويغطي 30% من احتياجات مصر من الغاز كمرحلة أولى


صاحب الإعلان عن اكتشاف حقل "ظهر" كثيرا من مشاهد الحفاوة والاحتفال، ووصف البعض الحقل بأنه الاكتشاف الأعظم لا على الصعيد المحلي فحسب بل وحتى على المستوى العالمي، وقد صاحب الإعلان عن اكتشاف الحقل حالة من الجدل وكثير من التساؤلات عن حجم إنتاجية الحقل ومدى قدرته على سد احتياجات مصر من الغاز الطبيعي.

 وأشارت البيانات الرسمية إلى أن العام 2017 سيكون بداية الإنتاج لحقل ظهر بمعدل إنتاج مليار قدم مكعب، وأن هذه الكمية تتزايد بشكل تدريجي حتى يصل حجم الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعب يوميا بحلول العام 2019، على أن توجه كل إنتاجية الحقل نحو السوق المصري المحلي.

الجدل عاد مجددا حول حقل ظهر؛ فالربع الأول من عام 2017 قارب على الانتهاء ولم تتمكن مصر من تغطية احتياجاتها من الوقود والبترول، علاوة على إعلان شركة "إيني" الإيطالية - المسئولة عن حقل ظهر واكتشافه - عن بيع 30% من حصتها في الحقل إلى شركة "روس نفط" الروسية".

الأمر يبدو عاديا وأنه مجرد صفقة عادية ومعتادة كما يحدث بين الشركات الكبرى، لكنه يثير الريبة والحذر عند الوقوف على ملابسات الصفقة، ليس لأن بعض التقارير قالت إن "إيني" باعت جزءا كبيرا من حصتها خوفا من حدوث خسائر وبخاصة مع تراجع أسعار النفط العالمية، بل لأن الشركة الروسية تضم مساهمين قطريين بنسبة غير قليلة، حيث تمتلك قطر حوالي 19.5% من أسهم شركة النفط الروسية.

من جانبها، نفت وزارة البترول المصرية وجود أي مخاوف من نية قطر وسعيها للسيطرة على نصيب مصر من الغاز في البحر المتوسط، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعدى كونه صفقة عادية وأن الاتفاق الذي تم بين الشركة الإيطالية والشركة الروسية التي تضم قطريين لن يضر مصر ولن يؤثر على مصالحها، موضحة أن صفقة البيع تمت من رصيد "إيني" وحصتها وليس من حصة مصر.

من جانبه، قال صلاح حافظ رئيس هيئة البترول، إن الشركة الإيطالية هي صاحبة الامتياز في حقل ظهر، ولا يمكن الممانعة في دخول أي شركاء آخرين معها، مشيرا إلى أن عملية البيع التي تمت إجراء طبيعي يتم في الاتفاقيات البترولية سواء بالبيع أو الشراء، مؤكدا أن الدولة المصرية سوف تتحصل على نسبة 10% من قيمة الصفقة بين الشركتين الإيطالية والروسية، واصفا تحصيل هذه النسبة بأنها تصب في مصلحة مصر وتخدمها.

وأضاف "حافظ" في تصريحات لـ "الفتح" أنه لا يعنينا إذا كانت شركة "روس نفط" التي اشترت حصة في حقل ظهر تضم قطريين أو حتى إسرائيليين، موضحا أن الأمر بسيط ولا سيما أن هذه الجنسيات لا سلطان لها على الحقل وأن الكلمة الأولى والأخيرة هي ‏للشركة الإيطالية، مشيرا إلى أهمية موافقة الدولة المصرية على عمليات البيع لكن بما أن مصر سوف تحصل على مقابل من عملية البيع والشراء فلا يعنينا إذا كان الذين اشتروا هم قطريين أو غير قطريين، مجددا تأكيده بأنه لا غبار على هذا الأمر وأنه إجراء طبيعي.‏

وأوضح رئيس هيئة البترول، أن حقل كبير مثل حقل ظهر يحتاج إلى تدخل شركاء وممولين كي يقوموا بدفع جزء من العمولة للبنوك والعملاء، ومن ثم تستطيع الشركة صاحبة الامتياز من الحصول على نسبة ربح عالية دون أن يدفعوا أموال بعد ذلك، بحسب وصفه.

وبين "حافظ" أن القدرة الإنتاجية لحقل ظهر قادرة على أن تحول مصر من الاستيراد إلا الاكتفاء الذاتي من الغاز بل وأكثر من ذلك، واصفا الاكتشاف بأنه يعد ‏أفضل حدث اقتصادي حدث لمصر في الـ 50 سنة الأخيرة، مؤكدا أن الحقل كبير جدا وإنتاجيته عالية ‏وأنه قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر بحلول أواخر عام 2017 بل قد نستطيع التصدير بعدها، فضلا عن احتمالية وجود اكتشافات أخرى بناءا ‏على الفكر الجديد في عملية البحث عن الغاز.‏

أما، الدكتور رمضان أبو العلا خبير هندسة بترول بجامعة قناة السويس، قال إن الحديث عن البيع التنازل لا علاقة له بنشاطات ولا كميات إنتاج الحقل، مشيرا إلى أن الحقل سوف يوفر حوالي 1.8 مليار متر مكعب مع بداية عام 2018، موضحا أن حجم الانتاج هذا سوف يغطي حوالي 30% من احتياجات مصر من الغاز، ثم بعدها بعامين يستطيع الحقل من تغطية احتياجات مصر بالكامل.

ويرى "أبو العلا" في تصريحات لـ "الفتح"، أن الانتاج من حقل ظهر لا علاقة له ببيع حصة منه، مشيرا إلى أن قطر تتدخل في الأمر بدوافع سياسية لكنها لن تستطيع التأثير على مصر بشيء والأمر طبيعي حتى ولو كان به نوعا من التداعيات السياسية بتفكير قطري ساذج.

وأكد خبير هندسة البترول بجامعة قناة السويس، أن الإشارة إلى تخوف الشركة الإيطالية من التعرض لخسائر بسبب تراجع أسعار النفط هو كلام غير صحيح، وأن أسعار النفط سوف تتزايد في الفترة المقبلة، مبينا أن بيع ايني لجزء من حصتها في حقل ظهر يأتي لأن حجم الاستثمارات في الحقل أكبر من إمكانيات الشركة، ومن ثم فهي فضلت وجود شركات أخرى لأنها بحاجة إلى استثمارات باهظة التكاليف، وأن أحد الحلول كان بيع جزء من الحصة.

وفي السياق ذاته، أكد النائب حسن عمر، عضو مجلس النواب، أن الاكتشافات البترولية تعطي ضمانًا اقتصاديا كبيرًا، سيما وأنه يوفر لمصر مليارات الدولار بسبب الاستيراد من الخارج، وأنه على الحكومة أن تعمل بجدية في الاكتشافات البترولية وكيفية استغلالها جيدًا.

وأوضح "عمر"، في تصريح خاص لـ "الفتح"، أن مجلس النواب، يشجع اي استثمارات بل ويساندها سواء في الاكتشافات البترولية أو غيرها من الاستثمارات الأخرى، مشددًا على ضرورة وجود رؤية حكومية واضحة وحقيقية تضمن للشعب المصري احتياجاته وعدم اعتماده على الاستيراد الخارجي.  

وأكد عضو مجلس النواب، أن مصر بها خيرات كثيرة وكبيرة، كما توجد بها حقول بترولية لا بأس بها ومنها غاز المتوسط لكنها تحتاج إلى رؤية وسرعة في التنفيذ.