• الرئيسية
  • الأخبار
  • مدير مشروع سد النهضة: علاقاتنا عريقة مع أشقائنا في مصر .. ولن نفعل أبدًا شيئًا يضرهم

مدير مشروع سد النهضة: علاقاتنا عريقة مع أشقائنا في مصر .. ولن نفعل أبدًا شيئًا يضرهم

  • 113
صورة أرشيفية

أكد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبى المهندس "سيمينيو بيكيلى"، أن مشروع هذا السد لا يهدف لإلحاق أى ضرر بالشعب المصرى.

جاء ذلك فى تصريحات خاصة أدلى بها مدير مشروع سد النهضة لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى موقع إنشاء السد، الذى يقع على مسافة تبعد عن العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" بحوالى 909 كيلومترات.

وقال "سيمينيو بيكيلي": "إن الرسالة التى أود إرسالها إلى الشعب المصرى، هى أننا تربطنا علاقة عريقة بأشقائنا وأخواتنا فى مصر؛ لذلك فإننا لم نحاول ولن نحاول أبدا فعل أى شىء يلحق ضررا بهم، ولن نسعى للتسبب فى إلحاق ضرر بآخرين".

وأضاف قائلا: "إننى أود أن أوضح أن الحكومة لدينا والمواطنين فى إثيوبيا يسعون من أجل إنجاز مشروع السد على اعتبار أنه يمثل أداة لمكافحة عدونا المشترك الذى يتمثل فى الفقر؛ ولذلك فإننا نبحث عن وسائل عملية لمكافحة الفقر، ويتعين علينا مكافحته حتى يتم استئصاله، وأعددنا استراتيجيات مختلفة للتنمية، وننفذ مشروعات للتنمية فى مختلف المجالات بهدف تحسين مستوى معيشة مواطنينا".

وردا على سؤال عن مخاوف المواطنين فى مصر من أن يؤدى إنشاء السد إلى التقليل من تدفق مياه نهر النيل إلى مصر والتأثير على معيشتهم، قال مدير مشروع سد النهضة الذى يعمل بهيئة الطاقة الكهربية الإثيوبية: " أود طمأنة أشقائنا فى مصر بأن محطات توليد الطاقة بالقوى المائية فى هذا المشروع لن تستهلك مياه؛ حيث إن"التوربينات" المستخدمة فيها لتوليد الكهرباء مصممة بطريقة تجعلها لا تستهلك مياه".

وأضاف قائلا: "إن مسئولين مختلفين فى الحكومة وزملائى أوضحوا فى مناسبات عديدة أن هذا المشروع سيفيد الدول الأخرى، خاصة دول المصب، مثلما سيفيد إثيوبيا، وستكون هناك فائدة متساوية".

وشدد مدير مشروع سد النهضة الإثيوبى قائلا: " ستكون هناك كثير من الفوائد لمصر من هذا المشروع، من حيث توفير المياه وإدارة المياه واستخدامه لأدوات تساعد على التحكم فى مياه الفيضانات وفقا لحقائق علمية، وسيؤدى أيضا إلى التقليل من معدل تبخر المياه؛ مما يساعد على توفيرها وتدفقها، وسيؤدى إلى إطالة أمد الملاحة النهرية التى تحتاج إلى استمرار تدفق المياه، وذلك إذا تم الأخذ فى الاعتبار أن طرق الملاحة النهرية تتوقف فترات طويلة أثناء موسم الجفاف؛ حيث ينخفض منسوب المياه وتتسبب الرواسب وتجمعات قطع الأحجار بقاع النهر فى عرقلة الملاحة واضطرار الجهات المختصة إلى تقصير الرحلات الملاحية، وأعتقد أن الأشقاء فى مصر يعانون من ذلك أثناء الجفاف، ولكن السد سيؤدى إلى توفير المياه اللازمة وإتاحة الفرصة لإطالة أمد فترات الملاحة؛ ولهذا فكر الإثيوبيون فى إنشاء هذا المشروع، ونحن نستثمر فيه الكثير لأن النتيجة ستفيدنا".

وتابع مدير مشروع سد النهضة، قائلا: "إن الجيل الحالى من المصريين والسودانيين والإثيوبيين عليه مسئولية تسليم كوكب الأرض إلى الجيل القادم وهو فى حالة صحية، وذلك يتم عن طريق التنمية وتطوير البنية الأساسية، ونحن نعتقد أن الاستثمارات قادمة، والطاقة الكهربية هى بمثابة العمود الفقرى للاستثمار؛ ولذلك فإنه بمجرد أن نبنى السد لتوليد الطاقة الكهربية فإننا سنحافظ على سلامة البيئة حيث إنه سيؤدى إلى توليد الطاقة بطريقة نظيفة، وبالتالى يمكن أن يساعد على مكافحة انبعاثات الكربون الذى يتسبب فى تلوث البيئة من جراء استخدام وسائل أخرى لتوليد الطاقة تكون ملوثة للبيئة؛ لذلك فإنه سيفيد إثيوبيا ومصر والسودان على قدم المساواة، وستمتد هذه الفائدة لتشمل المنطقة أيضا؛ فتوليد الكهرباء وتحقيق التكامل سيؤديان إلى الحفاظ على الاستقرار، وإذا تحقق الاستقرار سيمكننا تحقيق التنمية المستدامة، وإذا تحقق ذلك فإن مستوى معيشة مواطنينا سيتحسن؛ لذلك يتعين علينا العمل معا لتحقيق هذا الهدف حتى يمكننا المشاركة فى الفائدة بصورة متساوية".

وقال سيمينيو بيكيلي: "إن هذه بعض الفوائد التى يمكننى إلقاء الضوء عليها، ولكن ستكون هناك كثير من الفوائد الضخمة التى سيحققها مشروع هذا السد لأشقائنا وأخواتنا فى مصر والسودان والمنطقة بسبب الآثار الإقليمية والقارية لهذا المشروع".

وأضاف قائلا: "هذا المشروع صديق للبيئة، وهناك خطوط ربط كهربى بين إثيوبيا والسودان وجيبوتى، وبمجرد إنجاز هذا المشروع سيتم مد شبكة الكهرباء لمسافات بعيدة، وهذا سيؤكد مدى فعالية مشروع السد فى سوق الطاقة العالمية؛ لذلك فإنه سيكون مفيدا لنا وسيساعد على تحسين مستوى معيشتنا، ومن أجل هذا فإننا أعربنا فى كثير من المناسبات عن حرصنا على التعاون، ونحن نقدر علاقاتنا التاريخية العريقة مع مصر".

واختتم مدير مشروع سد النهضة تصريحاته لوكالة الأنباء الشرق الأوسط بقوله: " إنه فى إطار شعورى الشخصى بالمسئولية وشعور الحكومة الإثيوبية أيضا بالمسئولية، نبني هذا المشروع بطريقة احترافية عالية وبمسئولية كبيرة، ولقد أنشأنا كثيرا من المشروعات المماثلة، ولدينا خبرة طويلة، ونعرف كيف نبنى السدود بطريقة آمنة، والذى أود أن أقوله هو أن هذا السد سيفيدنا جميعا حقا".

جدير بالذكر، أن الرحلة إلى موقع السد قطعهتا الحافلة فى يومين ونصف يوم، وتم خلالها الاستراحة فى أربع مدن هى مدن " أمبو، ونيكيمبت، وجيمبى، وأسوسا "، حتى تم الوصول إلى موقع السد بمنطقة جوبا ويردا الجبلية فى ولاية بينيشانجول جومز الإقليمية الإثيوبية القريبة من الحدود السودانية ، وذلك فى رحلة نظمها بطريقة جيدة المكتب الحكومى الإثيوبى لشئون الاتصالات بمناسبة قرب حلول الذكرى الثالثة لتأسيس مشروع سد النهضة الذى تم وضع حجر أساسه فى الثانى من شهر أبريل عام 2011 ، وشارك فى هذه الرحلة ثلاثون صحفيا من الصحفيين الإثيوبيين والمراسلين الأجانب.

من جانبه ذكر مركز "والتا" الاعلامى الاثيوبى اليوم أن المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الاثيوبية السفير دينا مفتى قال"إنه على النقيض من ذلك، فإن إثيوبيا ستستمر فى إبلاغ شعب وأصدقاء مصر بأن سد النهضة لن يفيد إثيوبيا فقط ، بل سيفيد مصر أيضا".