عاجل

يوسف زيدان.. قَصَّاصٌ بدرجة معمَّم!

  • 201
يوسف زيدان


                                                                                 اعتمد في الترويج لأكاذيبه على كتابات المؤرخ الشيعي "حسن الأمين"


 

كثيرة تلك التصريحات التي أدلى بها يوسف زيدان، القصاص الشهير بالروايات المزيفة، لكن أن تصطدم بوقائع تاريخية حفرها المؤرخون في صفحات التاريخ المجيد، فتلك كارثة.


 


عاد يوسف زيدان ليثير الجدل من جديد بقوله إن صلاح الدين الأيوبي "من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني"، على حد تعبيره.


 


وزعم زيدان في حواره مع برنامج "كل يوم"، إن "بعض الوقائع التاريخية تؤكد أن صلاح الدين الأيوبي حرق مكتبة القصر الكبير التي كانت إحدى أهم المكتبات في العالم بدعوى سياسية معتادة حتى الآن، وهي مواجهة الشيعة".


 


وقال أيضًا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن "صلاح الدين الأيوبي سمح لليهود بدخول القدس الشريف بعدما كانت العهدة العمرية تحظر دخولهم إليها".


 


لقاء يوسف زيدان الأخير الذي حمل هجومًا ضاريًا ضد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي محطم الأحلام الشيعية التوسعية، أعاد إلى الأذهان مشهد المعمم الشيعي المتطرف ياسر الحبيب الهارب في بريطانيا، خلال ظهوره على قناة "فدك" الشيعية وهو يلعن القائد العربي صلاح الدين الأيوبي.


 


كانت تلك حلقة الوصل لنبحث عن المصادر التي يتلقى منها "زيدان" معلوماته، خاصة أن التصريحات المثيرة التي أدلى بها تزامنت مع الحملة الممنهجة التي يقودها شيعة مصر ضد صلاح الدين الأيوبي عبر مواقع محلية، وعلى رأسهم طاهر الهاشمي.


 


مصادر التلقي عند يوسف زيدان


 


بالبحث عن مصدر المعلومات تبين أن "زيدان" يستقي معلوماته التاريخية المغلوطة عبر المراجع الشيعية خصوصًا كتابات المؤرخ الشيعي المعاصر حسن الأمين صاحب كتاب "حقائق حول التشيع ودور الإيرانيين فيه "، الصادر عام 1427هـ.


 


وذكر "الأمين" في كتابه صـ 74: (أن قصة صلاح الدين من زَيْف التاريخ، وأنه بحقيقته المجردة شيء تافه جدًا، بل وفوق التافه)، بحسب وصفه.


 


وقال أيضًا في صفحة رقم 80: "وصلاح الدين الأيوبي قضى أولًا على المكتبات كلها، أحرقها وأتلفها وأفسدها، وارتكب من الفضائح والأمور التي ينفر منها كل ضمير إنساني، ومنها تعطيل دراسات الشيعة في الأزهر، والقضاء على الفاطمية؛ فقد جمع صلاح الدين الأيوبي كل العائلة الفاطمية، وكل من ينتمي إليها، ووضع النساء في سجن والرجال في سجن آخر؛ ليموتوا جميعًا دون أن يتزاوجوا ويتوالدوا، وهذا شيء لم يفعله أي إنسان في التاريخ؛ فهذا من بعض أفعاله، فكيف يُحفظ التدريس الشيعي في الأزهر؟!)، بحسب وصفه أيضًا.


 


هذا بخلاف المقارنات الظالمة التي عقدها في كتاباته بين سيف الدولة الحمداني –الذي استقل عن الدولة العباسية ليكون دولته الشيعية- وصلاح الدين الأيوبي، فالمؤرخ الشيعي اللبناني المذكور كرس جهده وتنقل داخل بلاد الفرس لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي من وجهة نظر شيعية بحتة.


 


خيانات الشيعة لصلاح الدين الأيوبي


 


ويبدو أن "زيدان" و"الأمين" تناسيا التطرق إلى خيانات الرافضة عبر التاريخ إلى الأمة الإسلامية في الشام خلال فترة الحروب الصليبية (1097 – 1299)؛ فقد سجل التاريخ 4 محاولات لاغتيال صلاح الدين الأيوبي حيث تواطأ الشيعة مع الفرنجة بعد أن أزال دولتهم.


 


وقد كشف أبو العباس الحسيني العبيدي تقي الدين المقريزي في كتابه "الخطط والآثار" عن مخططات الرافضة ومكاتباتهم لقادة الفرنجة، ضد صلاح الدين الأيوبي.


 


وذكر "المقريزي" أن "صلاح الدين الأيوبي لما تولى وزارة العاضد الفاطمي -وكان قد ولاه لصغر سنه وضعفه كما ظن به- قوى نفوذه في مصر، وأخذت سلطة العاضد في الضعف، حتى ثقلت وطأة صلاح الدين على أهل القصر الفاطمي، وتجلى استبداده بأمر الدولة وإضعاف الخلافة الفاطمية، وحنق عليه رجال القصر ودبروا له المكائد، وقد اتفق رأيهم على مكاتبة الفرنجة ودعوتهم إلى مصر، فإذا ما خرج صلاح الدين إلى لقائهم قبضوا على من بقي من أصحابه بالقاهرة، وانضموا إلى الفرنجة في محاربتهم والقضاء عليه".


 


"وجاء الفرنجة إلى مصر وحاصروا دمياط في سنة (565 هـ)، وضيقوا على أهلها وقتلوا أممًا كثيرة، جاءوا إليها من البر والبحر رجاء أن يملكوا الديار المصرية، وخوفًا من استيلاء المسلمين على القدس، وأرسل إلى عمه نور الدين محمود بدمشق يستنجده فأمده، وبعث صلاح الدين جيشًا بقيادة ابن أخيه وخاله شهاب الدين وأمدهما بالسلاح والذخائر، واضطروهم إلى البقاء في القاهرة خشية أن يقوم رجال القصر الفاطمي وجند السودان الناقمين بتدبير المؤامرات ضده، فرد كيد الفرنجة والشيعة الفاطميين الذين كاتبوهم ففشلت هذه الحملة، وانصرف الفرنجة عن دمياط، وذلك لما تسرب إليهم من قلق جراء ما عانوه في سبيل تموين قواتهم، كما وقع الخلاف بين قوادهم على الخطة التي يتبعونها في مهاجمة المدينة، فضلًا عن ذلك بلغهم أن نور الدين محمود قد غزا بلادهم وهاجم حصن الكرك وغيره من نواحيهم وقتل خلقًا من رجالهم، وسبى كثيرًا من نسائهم وأطفالهم وغنم من أموالهم".


 


الهدف والغاية


المراقبون يرون أن حملة التشويه الممنهجة ضد المرجعيات الدينية والشخصيات التاريخية تحمل في طياتها دلالة واحدة هي إسقاط الرموز في الإرث الإسلامي؛ حتى يجعل انتماء المسلم لمثله الأعلى وبالتبعية انتمائه لدينه ولتاريخه موضع تشكيك.