الغلاء يسحق الفقراء.. والأهالي يرفعون شعار "التكافل الاجتماعي" في المنيا

  • 94
أرشيفية

يُسحق الفقراء دائمًا تحت عجلات الغلاء، لكن الأشد قسوة أن الطبقة المتوسطة في مصر باتت فقيرة، وزاد الفقراء فقرًا واحتياجًا؛ لأن الذين يحنون عليهم دومًا هم أبناء الطبقة المتوسطة، ورغم ذلك فمنذ قدوم شهر رمضان المبارك زاد الإنفاق الخيري على المحتاجين، لكن هل يستمر هذا العطاء طوال العام؟

 

في هذا الصدد، قال أحمد ممدوح أبو غنيمة، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف: يقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم:- "الساعي على الأرملة والمسكينة كالمجاهد في سبيل الله"، والكثير من الأدلة الشرعية تحث على الإنفاق والتكافل، لكن بحكم كثرة تعاملي مع الفقراء أرى أن الإنفاق يكاد يكون معدومًا في غير رمضان، بل إنه في رمضان يرتكز على الطعام، وننسى المرضى الذين يحتاجون إلى متابعات وأدوية.

 وأضاف أبو غنيمة لـ "الفتح"، أنه لو نظرنا إلى حالنا في رمضان لوجدنا أن الأكل قليل جدًا، فأقل ما في البيت يكفينا، لكن المريض أشد حاجة إلى من ينفق عليه؛ لذلك أدعو إلى تغطية جوانب الإنفاق المختلفة وعدم التركيز على جانب واحد منها.

 

ويرى حسام سعيد مصطفى، محامٍ، أنه لابد من تغيير نظرتنا للعمل الخيري، ونحول الفقير الذي يستطيع العمل من مستهلك إلى مرشد؛ فنجهز له مشروعًا ونتابعه، فمثلا يمكننا أن ندربه على مهنة السباكة ونشتري له عدة ونتركه وعمله.. إلخ.

 

من جانبه، أشار صلاح لطفي، داعية إسلامي، إلى أنه بسبب التدهور الاقتصادي كثر الفقراء؛ فقد نزلنا خطوة للأسفل فصار الفقير أشد فقرًا، وتحول أصحاب الطبقة المتوسطة إلى فقراء، لكن لابد أن نتعايش ويتدخل المصلحون ورواد الأعمال الخيرية لمساعدة هؤلاء الفقراء، وقد لامسنا ازدياد البذل في هذه الظروف، وإن قلت أحيانا فلن تنقطع.

 

في حين أكد محمد أحمد علي، أحد المسئولين في جمعية "الرحمة" الخيرية، أن التكافل ظهر في هذه الظروف الاقتصادية الحرجة، فالجمعية توزع 130 شنطة رمضانية يوميًا قابلة للارتفاع، وتوفر الكثير من أموال الزكاة للمرضى، وتجهز العرائس؛ ونحاول جاهدين مساندة الفقراء في هذه الظروف.

           

واستطرد محمد هاشم حسن، أحد المواطنين، أنه بعد رمضان لن يجد الفقراء لقمة العيش؛ لذلك لابد من توعية الناس أن الإنفاق يكون في رمضان وغيره، ونطالب برفع شعار "التكافل الاجتماعي الدائم".