طرق الموت تحصد أرواح الأهالي ...نحو 15 شخصًا يقتلون شهريًّا على طريق أبوالمطامير الصحراوي

  • 536
أرشيفية

 نسبة الرصف داخل المركز لا تتعدى 25%.. والمواطنون يتساءلون: أين عوائد "الكارتة"؟

برلماني: طالبنا بإنشاء محور يربط مدينة دمنهور بالطريق الصحراوي

"النور" ينجح في الحصول على موافقات بإحلال وتجديد ورصف عدة طرق

 

 

تنتشر حوادث الطرق في أرجاء المحروسة كافة، وتعاني منها أيضا محافظة البحيرة؛ بسبب عدم تأهيل معظم طرقها أو صيانتها وتجديدها؛ مما كان سببًا في تسميتها "طرق الموت" نتيجة زيادة أعداد الوفيات عليها.

 

ففي عزبة باغوص التابعة لقرية النمرية، مركز أبو المطامير، استيقظ الأهالي على حادث أليم حصد أرواح 5 أشخاص وإصابة العشرات غرقًا في مشروع الشيخ زايد بسبب انقلاب السيارة داخله، ولم يمر أقل من شهر على هذا الحادث المروع إلا واصطدم أهالي أبوالمطامير بحادث آخر  في قرية الحرية شمال التحرير؛ أدى إلى مقتل 5 أفراد وإصابة 14 آخرين على طريق البنجر؛ ولم يمض على المعاناة سوى أسبوع حتى تلقى سكان قرية نجع الحزين التابعة لمركز أبوالمطامير خبر وفاة 6 أشخاص من أبنائها في حادث أليم أيضا.

 

في هذا الصدد قال طارق محمد نبوي، سائق من البحيرة، إن أكثر حوادث الطريق الصحراوي تكون بسبب السائقين أنفسهم؛ نتيجة السرعة المفرطة، وعدم الانضباط والسير العشوائي، هذا يتطلب متابعة من رجال المرور.


وأضاف نبوي لـ "الفتح": أما عن طريق أبوالمطامير الصحراوي (71) فإنه يحتاج إلى نظرة من الدولة؛ لأنه غير صالح لسير أي عربة عليه خصوصًا النقل الثقيل، بجانب كثرة المطبات وحاجته إلى إحلال وتجديد منذ 15سنة؛ لذلك نعاني كل يوم من إهدار الأموال في السيارات والأروح على الطريق، وكل ما تقوم به الحكومة إحصاء عدد الموتى على الطريق، ويتراوح العدد ما بين 10 إلى 15 شخصًا شهريًا.


وتابع: وبخصوص طريق دمنهور/ أبوالمطامير فإن به منحنيات خطيرة جدًا تسبب حوادث وكوارث.

 

من جانبه، أوضح عماد عبد الصادق أبوهيبة، موظف بالمحليات، أن أهم المشكلات التي تواجهنا الآن هي عدم وجود طريق سليم بمركز أبوالمطامير، ولابد أن تكون الطرق مزدوجة؛ فبالنسبة للطريق الذي يربط  بين أبوالمطامير والصحراوي "71" هناك مشكلتان في الطريق السريع: الأولى مزلقان كومومبو،  والثانية دخلة المطار كيلو 60 .

ولفت أبو هيبة انتباه "الفتح"، إلى أن طريق كفر الدوار - أبوالمطامير بمنطقة الغيتة وأبوالعدى وكوم الفرج تقع عليه حوادث كثيرة، آخرها سقوط سيارة في دوران ترعة كوم الفرج مما أدى إلى وفاة السائق وأسرة كاملة، ولم يرهم أحد إلا في الصباح تحت الماء.

 

وأردف: هناك زحام شديد على طريق دمنهور – أبوالمطامير؛ لكثرة الحمل عليه وضيق الطريق خصوصًا بمنطقة الملهطاني، وكثرة المطبات في هذه الطرق وظهور بعض الحفر دون أي مراقبة؛ مما يؤدي إلى كثرة الحوادث من خلال مفاجأة السائقين بهذه المطبات التي ينشئها أصحاب العقارات، إضافة إلى عدم إنارة هذه الطرق رغم أن لها ميزانيات مخصصة لذلك.

واستطرد أبو هيبة أنه بشأن طريق بطورس الذي يربط بين مركز أبوالمطامير ومركز أبوحمص، فهو ضيق جدًا؛ بسبب انهيار المصرف الميري لعدم تحجيره؛ ما أدى إلى تآكل الطريق وسقوط بعض السيارات المارة عليه في المصرف، ويوجد كوبري فوق هذا الطريق اسمه "كوبري الحلاوجة" آيل للسقوط أيضا.

 

وتابع: فوق كل ذلك وسائل المواصلات على هذه الطرق التي ذكرناها غير آدمية بالمرة؛ حيث يتم نقل العمالة في سيارات ربع نقل مكشوفة، وتحميل السيارة أكثر من طاقتها للأفراد دون أي مسئولية على أحد سواء أكان السائق أو أهل العمال، ورغم ذلك فإن كل هذه الطرق المذكورة عليها أكثر من "كارتة" رسوم، تحصل مبالغ طائلة يوميًا.

 

بدوره، أكد خالد أبو خطيب، عضو مجلس النواب، زيادة معدلات الحوادث في الفترة الأخيرة مع سوء حالات الطرق بمركز أبوالمطامير؛ إذ أن المدينة تتوسط "طرق الموت" طريق الصـحراوي/ أبوالمطامير، وطريق أبوالمطامير/ حوش عيسي دمـنهور، وطـريق أبوالمطامير/ كفر الدوار، وقد تقدمنا بعمل طلبات لجهات عديدة لعمل محور يربط مدينة دمنهور بالطريق الصحراوي مرورًا بمدينة أبوالمطامير، وحتى الآن لم يُبدأ فيه رغم إدراجه بالخطة العام الماضي بحجة عدم توافر اعتمادات مالية!

وأضاف أبو خطيب لـ "الفتح"، أن المحور يعمل على زيادة التنمية والاستثمار حيث إنه سيربط بين محافظات البحيرة والإسكندرية وكفر الشيخ؛ منوهًا بضعف الطرق الداخلية في المركز سواء التابعة للوحدة المحلية أو مديرية الطرق؛ فنسبة رصف الطرق داخل المركز لا تتعدى 25%؛ ما أدى إلى كثرة الحوادث وضعف البنية التحتية .

 

يذكر أن خالد أبوخطيب ومحمد صلاح خليفة، النائبان عن حزب النور، نجحا في توفير اعتمادات مالية لرصف عدة طرق  بمركز أبوالمطامير من أهمها طريق أبوهديمة باعتماد مالي 1 مليون جنيه، وطريق الأندلس باعتماد مالي 1,3مليون جنيه، وطريق الحفاصوة باعتماد مالي 700 ألف جنيه، وطريق أبودراع الكفاح باعتماد مالي  500 ألف جنيه، ومدخل المهدية باعتماد مالي 300 ألف جنيه، وطريق السلطة.

 كما أن النائبين حصلا على الموافقة لازدواج طريق أبوالمطامير الصحراوي (71)، وصيانة ورفع كفاءة طريق أبوالمطامير/ كفر الدوار بطول 35 كم، وتمت الترسية على شركتين إحداهما من كفر الدوار حتى كوم البركة، والأخرى من كوم البركة حتى أبوالمطامير؛ من خلال طلبات ومذكرات قدماها للدكتور هشام عرفات، وزير النقل، لسرعة رصف الطريق، وتمت الاستجابة وجار العمل الآن.

 

بالإضافة إلى البدء في تنفيذ محور التنمية من كفر الشيخ حتى الطريق الصحراوي مرورًا بدمنهور، ثم حوش عيسى، ثم أبوالمطامير؛ وموافقة وزير النقل على البدء من القطاع الرابع (كوبري جناكليس حتى الطريق الصحراوي ) بطول 20كم.

كما حصل البرلمانيان على موافقة إحلال وتجديد ٤ كبارٍ هي (رأس الترعة، والحويحى، والتفتيش، والمدير) وينفذ ذلك خلال العام 2017/2018 بناء على الذكر والعرض على وزير الريّ والتخطيط بهذا الخصوص، على أن يتم تنفيذ إحلال وتجديد كوبري رأس الترعة في العام المالي الحالي.

 

ومن جهته، قال أنور يحيى أبو حديد، دكتور واستشاري في الجراحة العامة بمستشفى أبوالمطامير المركزي، إن ظاهرة الحوادث لا تخفى على أحد، ونحن نعاني داخل المستشفى من ضعف الإمكانات وعدم تحمل أعداد كبيرة من المصابين جراء الحوادث؛ فنضطر إلى تحويل بعض الحالات الخطيرة إلى مستشفى دمنهور أو الإسكندرية؛ مما يعرض أرواح المصابين للخطر، ومنهم من يموت بالفعل وهو في الطريق.


وأوضح أبو حديد لـ "الفتح"، أن ذلك يرجع إلى عدة أسباب منها: ضعف الخبرات في التعامل مع المصابين وإسعافهم؛ فنحن نحتاج إلى عمل دورات لأطباء وممرضي الاستقبال باستمرارعلى كيفية استقبال الحوادث والتعامل مع المصابين، خصوصا دورة أساسيات حفظ الحياة (ATLS) ، ودورة "الإنعاش الرئوي القلبي" المعمول بهما في معظم دول الخليج وعلى رأسهم السعودية، ونحتاج جراح مخ وأعصاب وأوعية دموية؛ لأن معظم المصابين يكون لديهم نزيف أو كسور في العمود الفقري؛ مما يضطرنا إلى تحويل المصابين إلى مستشفى دمنهور والإسكندرية.


وتابع: لا يوجد في المستشفى إلا أخصائي تخدير واحد، ونريد أكثر من أخصائي أو حتى نواب تخدير، كما نرجو سرعة تجهيز أجهزة الأشعة المقطعية التي أتت للمستشفى حتى لا تتلف وتصدأ، ونريد فنيين مدربين على التعامل مع هذه الأجهزة وقراءتها؛ وأخيرًا أنصح السائقين بعدم الإفراط في السرعة، ويجب على مباحث المرور منع ظاهرة نقل العمالة في السيارات ربع النقل المكشوفة التي تؤدي إلى كوارث على الطرق .