جبهة "الإبداع" تتحدى الأزهر بفيلم "نوح".. و"علماء الأزهر" مصرون على حفظ وكرامة أنبياء الله

  • 109
الأزهر

داعية سلفي يشدد على ضرورة احترام فتوى الأزهر.. ويؤكد حرمة تمثيل شخصيات الأنبياء

صعد المخرج خالد يوسف وما يسمى "جبهة الإبداع" من هجمتهم على الرموز الدينية المتفق عليها كمرجعية أصيلة للدين الإسلامي، وواصلوا بث تصريحاتهم غير اللائقة تجاه الأزهر الشريف وعلماء الدين بعد إصرارهم على عرض فيلم "نوح" الأمريكي في دور العرض المصرية، وتطاولهم على الأزهر ووصفهم له بـ"قامع الحريات والأفكار"، مطالبين إياه بالانضمام إليهم ضد ما وصفوه بـ"الأصوات المتطرفة التي تنادي بمنع الفكر"، على حد تعبيرهم.

مشددين على ضرورة عرض الفيلم، بدعوى منح المشاهد الفرصة لأن يرفضه أو يقبله.

يأتي هذا في الوقت الذي تمسك فيه الأزهر الشريف وعلماء الدين برفض الفيلم ومنعه من العرض، لما يمثله من اعتداء صارخ على حرمة الأنبياء والرسل وامتهان سيرتهم العطرة.

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن كثيرا من صفحات الجرائد والمواقع والشاشات بأنواعها والإذاعات فيها ما لا يرضي الله ولا الرسول، وبالتالي لا يرضي العلماء في الأزهر وخارجه، مضيفا أنه لا يمكننا ملاحقة كل هذه السخافات التي تصل إلى حد الابتزال في كثير من الأحيان، لافتا إلى أن الأزهر الشريف لا يتعرض لكتابها أو قائليها بأعينهم؛ حيث إن الأزهر أكبر من أن يدخل في مهاترات مع هؤلاء، وإن كنا ضد كل ما يخالف تعاليم الدين الحنيف، ويفتقد الضوابط الشرعية، مشددا على أنهم في الأزهر يتركون هؤلاء لغيهم بعد ذكر الحكم الشرعي.

وعبر شومان، عن استغرابه من انتفاض هؤلاء وإعلانهم الحرب على الأزهر لمجرد أنه مارس حقه وقام بواجبه وأعلن أن عرض الأعمال الفنية التي تجسد فيها شخصيات الأنبياء لا يجوز؛ متساءلا: هل يريد هؤلاء من الأزهر أن يقول ما يزينه لهم الهوى ويتفق وثقافاتهم التافهة وأقوالهم المريضة؟

وتابع وكيل الأزهر، عموما أصواتهم لا تزعجنا، والعقلاء فقط يقتنعون بسلامة موقفنا، ولن نقول إلا ما يرضي ربنا، ولتذهب هذه الأصوات وأصحابها إلى الجحيم في الدنيا قبل الآخرة.

هذا، وأصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بيانا جددت فيه، فتواها بأن الأنبياء والرسل لا يجوز شرعا تجسيدهم في الأعمال الفنية، لأنها تسعى لتجسيد الواقع، بينما حياة الأنبياء وسيرهم فيها من الوحي والإعجاز ما يستحيل تجسيده وتمثيله، ومن ثم فإن التجسيد فيه إساءة محققة إلى سيرهم وحيواتهم.

وأوضحت الهيئة أن الأزهر، بنص الدستور، هو القائم على بيان الرأى الشرعى فيما يتعلق بالفكر والثقافة والاجتماع والاقتصاد. وشدد البيان على أن الأزهر ليس سلطة منع ولا مصادرة، فهو يقوم بواجبه في إبداء الرأى الشرعي؛ استجابة لتطلع الأمة إليه كمرجعيةٍ أولى للشريعة في عالم الإسلام، وإن ما تردده بعض الصحف من أن بعض علماء الأزهر نادى بحرق السينما التي تعرض فيلم "سيدنا نوح"، أمر يرفضه الشرع والأزهر بكافة هيئاته العلمية.

وأكدت الهيئة أن ما سبق يمثل موقف الأزهر، كي لا يسترسل البعض في إثارة اللغط، أو محاولة تشويه رأى الأزهر والتطاول عليه.
فيما وجه الشيخ زين العابدين كامل، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، نصيحة للمخرج خالد يوسف وما يسمى "جبهة الإبداع"، بأن يحترموا فتوى الأزهر الشريف وعلماء الأمة وكذلك فتاوى المجامع الفقهية المختلفة التى أجمعت على تحريم تمثيل أدوار الأنبياء، فهذه الأفلام والمسلسلات، يحرم ترويجها والدعاية لها واقتناؤها ومشاهدتها والإسهام فيها وعرضها في القنوات؛ لأن ذلك قد يكون مدعاةً إلى انتقاصهم والحطّ من أقدارهم وكراماتهم، وذريعة للسخرية منهم، والاستهزاء بهم.

وأضاف كامل، "أن الذين يمثلون أدوار الأنبياء يحرفون في السيرة عبر كتابة السيناريو وغيره وهذا سير على درب اليهود في الإساءة للأنبياء، وتمثيل شخصيات أنبياء الله يفتح أبواب التشكيك في أحوالهم والكذب عليهم؛ إذ لا يمكن أن يطابق حال الممثلين حال الأنبياء في أحوالهم وتصرفاتهم وما كانوا عليه من سمت وهيئة وهدي، وقد يؤدّي هؤلاء الممثلون أدوارًا غير مناسبة، سابقًا أو لاحقًا، فينطبع في ذهن المتلقي اتصاف ذلك النبي بصفات تلك الشخصيات التي مثلها ذلك الممثل".

ودعا الداعية السلفي، الأئمة لأن يقوموا بواجبهم الشرعي في الذبّ عن الأنبياء والمحافظة على مكانتهم، والوقوف ضد من يتعرض لهم بشيء من الأذى، لافتا إلى أن الفن والإبداع لابد أن يكون وفق القواعد الشرعية دون تعارض مع ضوابط الشريعة.

رأي الشارع:

علي أحمد، طالب بكلية الهندسة جامعة الأزهر، ندد بعرض الأفلام التي تجسد الأنبياء، مشددا على أن مقاماتهم محفوظة من لدن الله، وهذا شيء يستنكره الشرع والعقل، منوها إلى تصدي الأزهر وعلماء الدين لذلك لمعارضته الشرع والدستور الذي استفتينا عليه.

أما حذيفة محمود، الطالب بكلية الإعلام، فيؤكد رفضه التام عرض أي شيء من صور أنبياء تنزيها لهم، كما جاء في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

فيما يرى الدكتور مصطفى رجب، شاعر حلمنتيشي، أنه يجب مواجهة مثل هذه الأعمال بالتجاهل التام حتى في حالة عرضها، مشددا على أن التجاهل أكثر جدوى من الناحية العملية، ويبقى الوزر على منفذيها محصورا فيهم وفي جمهورهم الضعيف.