وكلاء إيران في العراق.. من العمل سرًا إلى التسلل لمناصب قيادية!

  • 155
زعيم فيلق بدر وسط أفراد الجيش الإيراني

وكلاء إيران في العراق.. من العمل سرًا إلى التسلل لمناصب قيادية!

غياب الاستراتيجية العربية حول بغداد مرتعًا خصبًا لأنصار "الولي الفقيه"

"فيلق بدر".. أبرز الأذرع الإيرانية لتنفيذ "الهلال الشيعي"


رغم مُضيّ 4 عقود على تأسيس الخُميني للجمهورية الإيرانية، لكن حلم تصدير الثورة لم يغب عن اهتمامات مسئوليها المتعاقبين خلال هذه الفترة.

 

مؤخرًا، بشأن نجاح طهران في مخططاتها، ربما كان أبرز هذه التصريحات هو كلام علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني للشئون الدينية، بأن إيران باتت اليوم إمبراطورية عاصمتها بغداد، وأن هذه الإمبراطورية تشمل حتى الآن 4 عواصم عربية هي: (دمشق، وبغداد، وبيروت، وصنعاء).


بدأت القصة مبكرًا منذ حرب الخليج الأولى في 1980، التي خاضتها طهران ضد بغداد، واستمرت 8 سنوات.


وعلى إثر السنوات الطويلة للحرب والخسائر الفادحة على مستوى العدة والعتاد؛ خَفَت حلم الإمبراطورية وتصدير الثورة مؤقتًا.


لم يمضِ الكثير حتى عاد رجالات إيران ينفخون في رماد حلمهم، فظهر قاسم سليماني المُلقب برجل طهران العابر للحدود، ومهندس العمليات الخارجية لها؛ فغيرت استراتيجياتها من الحرب المباشرة إلى التمكن من أدوات الاختراق الصلب منها والناعم.

 

في الاستراتيجية الجديدة كان الشيعة العرب في القلب منها، ومثّلوا قوامها وعدتها؛ فزرعت في البلدان العربية مجموعات وكيانات تدين لها بالولاء المُطلق.


الجميع يعرف هادي؛ فقد بات واحدًا من أهم السياسين على الإطلاق في بلاد الرافدين، هادي العامري قائد "فيلق بدر" الذي تحركه إيران من قُم لقتل الشعب العراقي، تولى مناصب وزارية والآن وصل لدرجة من النفوذ تجعله يترفع عنها، ولا تسأل عن مؤهلاته، فهذا هو مؤهل يكفي لشغل أكبر المناصب في البلاد "تقبيله يد المرشد الإيراني".


وقد زرعت طهران كيانات سياسية وهيئات دينية في العراق، مولتهم ودربتهم وقدمت لهم الدعم والمأوى، كل هذا سار في خطوط متوازية، حتى كانت اللحظة الفارقة التي تمثلت في الغزو الأمريكي للعراق؛ ليُهدم نظام، ويؤسس آخر مرجعيته في "قُم".


تجاوزت طهران في بغداد فكرة التأسيس السري للكيانات الدينية أو الأحزاب السياسية أو الميليشيات العسكرية إلى المفاخرة بالانتماء لولاية الفقيه في "قُم"، بل وأبعد من ذلك بكثير بحيث يقتلُ الشعبُ العراقي نفسَه إذا تتطلب الأمر ذلك، وقد مثلت تصريحات القيادي الشيعي العراقي واثق البطاط المتلفزة أنموذجًا لذلك.


منذ عام 2003 تزج إيران بشيعة العراق فرادى وجماعات إلى الموت المحقق، كل هذا في سبيل الحلم الإمبراطوري الذي طالما راود ملالي "قُم".


أسست طهران "فرق الموت"، وحسبما تقول تقارير استخبارية فقد فجرت مرقدي "الهادي" و"العسكري" لتُشعل الحرب الأهلية في البلاد، غير عابئة بدماء الشيعة أو السنّة، وفي كل حرب مآرب أخرى.


ومن "فرق الموت" إلى تأسيس "الحشد الشيعي" الذي أنشئ بفتوى الجهاد الكفائي لمرجع ظل صامتًا لسنوات طويلة يتقلب العراقيون في بحور الدم، وعصابات قوامها من أبناء شيعة العراق، الذين يعانون الفقر والموت، ويقاتلون عن طموحات غيرهم، ويهددون بغزو الجيران وهدم أقدس بقاع المسلمين في سبيل رضا الإمام.


كل تلك العقود جعلت من العراق حديقة خلفية كبرى للنفوذ الإيراني، ومع ذلك تتطالب أصوات بين الفينة والأخرى بإيجاد حلول واقعية لتحييد الدور الإيراني الكبير في البلاد.


من جهته، استنكر فاروق الظفيري، المتحدث باسم "الحراك الشعبي السني"، الدور العربي السني فيما يخص الملف العراقي، منوهًا بأن غياب الاستراتيجية العربية للتعامل مع العراق جعل منه مرتعًا خصبًا لإيران ووكلائها وميليشياتها.


وطالب الظفيري أثناء تصريحه لـ "الفتح"، الدول العربية بضرورة دعم سنة بغداد في مواجهة مشروع طهران الذي يطمح لإقامة "البدر الشيعي" انطلاقًا من العراق؛ معدّدا بعض الخطوات التي يمكنها تحييد النفوذ الإيراني في البلاد، منها الدعم الاقتصادي عبر دعم المشروعات الكبرى بالبلاد، والضغط على الحكومة العراقية الشيعية، وتدويل جرائم الميليشيات لفضح ممارساتهم الإجرامية.


وفي السياق ذاته، قال صفاء الموصلي، المحلل السياسي العراقي: "بكل أسف العرب خسروا العراق كدولة قوية، وبوابة شرقية للأمة، خسروها يوم تفكك جيشها على مرأى ومسمع من الجميع، ويوم سلموا زمام البلاد لطهران دون تدخل، واليوم نشهد التهديدات العلنية تخرج من العراق ومن فضائيات الدولة للدول العربية الشقيقة، ومن أراد أن يرى هذه التهديدات فليرجع لما قاله القيادي الشيعي واثق البطاط على فضائية عراقية بأنه سيكوّن جيشًا يهدم الحرم، ويحتل المملكة العربية السعودية، ومثلها تهديدات لليمن والبحرين وغيرها".


وتابع: "ولكن نرجو أن يُتَدارك ذلك، ويقترب العرب من العراق، وأن يضغطوا على حكومته، لدينا أمل كبير في القيادات العربية السنية مثل مصر والسعودية، ونحن نعول عليهما في مثل هذه الظروف".