"الأقصى" ما زال أسيرًا.. والأزمة تكشف شيخوخة المؤسسات العربية

  • 139
اعتداءات صهيونية على فلسطينيين عزّل

"الأقصى" ما زال أسيرًا.. والعرب نائمون!

الأزمة كشفت شيخوخة المؤسسات العربية الرسمية.. واليهود أهل غدر وخيانة

انتفاضة المقدسيين المباركة دليل على حيوية أمتنا الإسلامية

"الدعوة السلفية" تحذر: جس نبض للأمة.. والقادم أسوأ


انتفاضة فلسطينية شعبية شهدتها ساحات الأقصى ضد الانتهاكات الصهيونية الأخيرة، لقي على إثرها 3 من الفلسطينيين حتفهم، بالإضافة إلى عشرات المصابين.

وقف المقدسيون وحدهم وقفة رائعة يتعلم منها العالم بأسره، في الوقت الذي رأينا فيه صمتا واضحا من الدول العربية تجاه القضية، وكان أقصى ردود الأفعال هو الاستنكار والإدانة.

حتى الجامعة العربية التي انتظر الفلسطينيون انتفاضتها، علقت بعد اندلاع الأزمة بأسبوع تقريبا، ببيان تؤكد فيه على حرمة المساس بالأقصى!

من جانبه، قال أسامة شحادة، الباحث الأردني، إن العدوان اليهودي المستمر على الأقصى لن يتوقف، لكن الدفاع البطولي للمقدسيين والفلسطينيين والمسلمين عنه هو الذي سيفشل عدوان اليهود.

وأضاف شحادة لـ"الفتح"، لقد كان اجتماع كلمة أهل القدس برفض قبول الدخول من البوابات الإلكترونية من الرسميين في وزارة الأوقاف الفلسطينية والأردنية والمواطنين من مختلف الفصائل دور كبير في كسر عدوان اليهود ورفع البوابات.

وشدد على أن اليهود أهل غدر وخيانة؛ لذلك رفعوا البوابات ونصبوا كاميرات حرارية، وهو ما يطالب المقدسيون بإزالتها أيضا وأي إجراءات أخرى، مضيفًا: لقد انتصر المقدسيون في جولة ولا تزال أمامهم جولة أو جولات أخرى، وتمسكهم بالوحدة واستمرار دعم الأمة لهم بالدعاء والتشجيع والضغط على حكوماتهم هو بإذن الله عامل انتصارهم في الجولات القادمة

 وأردف: أن هذه الهبة المباركة من الفلسطينيين والمسلمين في كل مكان دليل على حيوية أمتنا، وأنها رغم الصعاب والمشاكل أمة حية لا تقبل عدوان اليهود على قبلتهم الأولى، ورغم كل المؤامرات على الأمة وتقسيم بلادهم وتدميرها على يد الميليشيات الشيعية أو التنظيمات الخارجية إلا أن ذلك لم يخدع الأمة ويلهيها عن جرائم اليهود وعدوانهم على الأقصى.

وأشار الباحث الأردني إلى أن الأحداث أظهرت الفارق بين حيوية الأمة في استجابتها لنصرة الأقصى، وشيخوخة مؤسسات العرب الرسمية كالجامعة العربية التي استيقظت بعد أسبوع، ولم تزد على أن تثائبت، مؤكدًا أن حيوية الأمة وتفاعلها لنصرة الأقصى من أعظم موارد القوة لها، وهي ما يخشاه الأعداء؛ لذلك يسلطون عليها الشهوات عبر الفضائيات والقوانين المنحلة، أو عبر تسهيل عمل التنظيمات المتطرفة والداعشية.

واختتم بأن الواجب على شباب المسلمين تدعيم عواطفهم ببرامج وأهداف إيجابية تخدم الأقصى فعليًا من خلال التعرف والتعلم أكثر عن قضية القدس والأقصى، وتوعية المحيط، ودعم كل البرامج النافعة في خدمة الأقصى بالمال أو الجهد أو النصيحة، وفي كل حال دوام الدعاء لها ولأهلها؛ غضبنا للأقصى يجب أن يوجه لليهود، وليس لإشعال صراعات أهلية بين العرب، وأن يكون إيجابيًا في إصلاح أحوالنا ودعم المقدسيين، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يتشرف بنصرة الأقصى، وممن يشهدون تحرره.


من جهته، قال الدكتور مصطفى خطاب، عضو المركز القومي للبحوث والمحلل السياسي، إن أزمة الأقصى الأخيرة كاشفة عن وضع عربي وإسلامي متردٍّ، فلقد عودنا الكيان الصهيونى الغاصب أن يرتكب كل فترة عملًا أحمقًا يقيس من خلاله رد الفعل العربي والإسلامي من أجل تحديد مسارها في تحقيق أهدافها الاستيطانية.

وأضاف خطاب لـ "الفتح"، أن الكيان الصهيوني يسير وفق عقيدة محددة، وهي محركه الرئيسي فيما يتخذه من إجراءات وخطوات، والانتهاكات الأخيرة كاشفة لمدى الضعف والهوان الذي تمر به المنطقة والدول العربية والإسلامية، وهو ما لوحظ من خلال تأخر رد فعل الكيانات الإقليمية مثل الجامعة العربية، ورد الفعل الباهت للدول  العربية والإسلامية.

وتابع: يجب إعادة إحياء القضية الفلسطينية، والأقصى منها في القلب في نفوس الشعوب العربية والإسلامية؛ من خلال توضيح حقيقة الصراع مع الكيان الصهويني، واتخاذ موقف عربي إسلامي موحد، والضغط على الكيان الصهويني في المحافل الدولية المختلفة، واستغلال الأوراق السياسية المتاحة من أجل إجبار الكيان الصهيوني على التوقف عن الانتهاكات والخروقات المستمرة.

 

كانت الدعوة السلفية نشرت بيانًا رسميا حول انتفاضة الأقصى الأخيرة، قالت فيه: لقد فَرَضَت قوات الاحتلال الصهيوني قيودًا أمنية على المُصَلِّين في المسجد الأقصى، وأَلزَمَتْهم بالمرور من بواباتها الإلكترونية، والجميع يعلم من تاريخ اليهود - القديم والحديث - أن هذه الإجراءات ما هي إلا خُطوة جديدة على طريق تثبيت احتلال الكيان الصهيوني للمسجد الأقصى؛ فهم قوم احترفوا الحِيَل على البشر، بل بَلَغ بهم إدمانها إلى حد ظَنِّهم أن حِيَلَهم تخيل على الله - عَزَّ وَجَلَّ - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا كاليهود؛ استَحَلُّوا محارم الله بأدنى الحِيَل"، وهم قوم دَأَبوا على الخيانة والمَكْر، كما قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)، وهم قوم لا يوفون بعهد ولا ميثاق طالما سَنَحت لهم الفرصة بنقضه، كما قال تعالى: "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُون".

وأضاف البيان أن المسجد الأقصى هو أُولى القبلتين وثالث المساجد المُشَرَّفة التي لا تُشَدُّ الرِّحال إلا إليها، وهو قُطْب الرَّحى في الصراع مع الصهاينة منذ زرع الغرب دولتهم في قلب الأُمَّة العربية والإسلامية، ولا يمكن أن نترك شأن الدفاع عنه إلى مجموعة من المدنيين العزل في "القدس" رغم بسالتهم وتضحياتهم؛ فقد أَدّوا وما زالوا يُؤَدُّون ما عليهم، وبَقِيَ دور الدُّوَل الإسلامية قاطبة "شعوبًا وحكومات".

وأردف البيان، بالتالي فإن "الدعوة السلفية" تطالب الدُّوَل الإسلامية باتخاذ كل صور الرد الحاسم على هذا العدوان الصهيوني، من قطع للعلاقات التجارية والدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وتوظيف جميع المنابر الإعلامية والقنوات الدبلوماسية لفضح جرائمه، وتقديم الشكاوى في جميع المحافل الدولية، وتعليق التعاون مع كل الدول المُؤَيِّدة والداعمة للكيان الصهيوني حتى يضغطوا على حكومة الاحتلال لكي تَكُفَّ عن جرائمها التي تمثل انتهاكًا لكل ما يتشدق الغرب بأنه يؤمن به ويُدَافِع عنه من حقوق للإنسان وغيرها، ويجب الإسراع بتقديم المعونات للشعب الفسلطيني، واستقبال الجَرحى في المستشفيات في كل البلاد العربية والإسلامية.

واختتمت "الدعوة السلفية" بقولها، إن ما يقوم به اليهود اليوم ليس مجرد جَسٍّ نبض الشارع الفلسطيني، وإنما هو جَسٌّ لنبض الأُمَّة ككل؛ فإن وجدوا أن جسد الأُمَّة ما زال قادرًا على التفاعل مع قضاياها عادُوا أَدْراجَهم، وإلا استمروا في طُغيانهم، (لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ)، وبالتالي فإن "الدعوة السلفية" تضع جميع قادة البلاد الإسلامية أمام ذلك التَحَدِّي العظيم، وتُحَذِّرُهم من أن أيّ تهاون قد يُغْرِي الكيان الصهيوني بالمُضِيِّ قُدُمًا في مخططاته الإجرامية.