• الرئيسية
  • الأخبار
  • جلسات الغسيل لم تمنعهما من الصيام وصلاة الجماعة.. الفشل الكلوي عدوٌّ قاسٍ.. لكن "محمد ويوسف" قهراه

جلسات الغسيل لم تمنعهما من الصيام وصلاة الجماعة.. الفشل الكلوي عدوٌّ قاسٍ.. لكن "محمد ويوسف" قهراه

  • 129
الطفلان محمد ويوسف أثناء حلقة القرآن الكريم

يعاني البعض من خلل في وظائف الكُلى، ومن أكبر المشكلات التي تنجم عن هذا الخلل مرض الفشل الكلوي؛ ما يجعل المريض عاجزًا عن إخراج السوائل والفضلات السامة خارج جسمه، وهو ما يفرض عليه إجراء عملية طبية تسمى "غسيل الكُلى" لإخراج تلك المواد التي يحتاج أي انسان لطردها؛ لأن وجودها يؤدي إلى زيادة المضاعفات المرضية عند المريض وإصابته بأعراض أخرى حسب حالته الصحية .  


ومن بين هؤلاء المرضى محمد 19 عامًا الذي يعاني من هذا الداء منذ أن كان في السادسة من عمره، وشقيقه "يوسف 13 عامًا" الذي أصيب بنفس المرض في الحادية عشرة من عمره.  


لذا حرصت "الفتح" على عرض جانب من معاناة الشقيقين، وبسؤال "هشام مختار محمود 58 عامًا، سائق سيارة أجرة متقاعد، والد المريضين، عن تطور الحالة منذ البداية قال: إن محمد هو الابن الأكبر له وعندما كان في الصف الأول الابتدائي ظهرت عليه بعض حالات المرض لكنهم لم يعرفوا ماذا حل به .  


وأضاف محمود لـ "الفتح": عندما ذهبنا به إلى الطبيب نصح بتناول "برشام" يعمل على سيولة الدم، وعندما تناول "محمد" هذه الأقراص أصيب بنزيف في أنفه تم نقله على إثره إلى مستشفى "أبو الريش للأطفال" بمنطقة السيدة زينب، وأجرى المستشفى التحاليل وبعض الفحوصات وأفادت نتيجة وظائف الكلى بوجود خلل بنسبة عالية جدًا بسبب المثانة التي تعمل على ارتجاع البول وعدم طرده خارج الجسم.  


واستطرد الوالد: سمعنا عن زرع الكلى وقررت أنا ووالدته أن يهب أحدنا إحدى كليتيه لابننا، لكن أفادت الفحوصات الطبية أنني أعاني من مشاكل في الكلى في الوقت الذي تعاني والدته من مرضي "السكر والضغط" وهو ما منعنا من إجراء ذلك.   ولفت إلى أن ما حدث لابنه محمد عندما كان يجتاز أحد الشوارع صدمته سيارة "بوكس" حكومية، كان يقودها أحد العساكر، ونُقل إلى المستشفى نتيجة حدوث نزيف وتبول ابنه "دمًا" بدلا من البول، وأفادت الفحوصات تأثير صدمة السيارة في حدوث التبول الدموي .  


واستكمل: في هذا الوقت ظهرت على ابني الأصغر "يوسف" بعض علامات التعب وعند الكشف عليه فُجِعنا بخبر إصابته بنفس المرض الذي يعانيه شقيقه الأكبر؛ ما أدى إلى ضرورة الغسيل الكلوي لكل منهما 3 مرات أسبوعيًا كل  (أحد وثلاثاء وخميس).  


وأردف "هشام": بعد فترة معينة من عمليات "الغسيل" المتكررة أصيب محمد بارتفاع ضغط الدم؛ ما أدى بالأطباء إلى إخباري بضرورة نزع الكليتين من جسم ابني، وكانت صدمة صعبة عليَّ وعلى والدته؛ مضيفًا: تشجعت ووافقت على إجراء العملية، وجهزت غرفة العمليات ووضع ابني داخلها، وقبل البدء فيها بدقائق طلب مني الطبيب إمضاء إقرار بموافقتي على إجراء العملية دون مسئولية على الأطباء في حال عدم نجاحها؛ مما زاد قلقي وجعلني أرفض إجراءها، وحينها أخرجت ابني من غرفة العمليات واحتضنته وقلبي مليء بالاستسلام لأمر الله سبحانه وتعالى.  


وقال "والد الشقيقين" إن ابنيه رغم الألم الذي يجدانه خصوصا يوم الغسيل إلا أنهما صاما رمضان وقاما في صلاة التراويح والتهجد، وهو سعيد أنه يجدهم أحرص منه على صلاة الجماعة وإدراك تكبيرة الإحرام.  


من جهته، أكد أحمد ناصر، إمام مسجد "الشهداء" بالحي السادس في مدينة نصر بالقاهرة، وهو المسجد الذي يصلي فيه الشقيقان، أن محمد ويوسف من رواد المسجد المواظبين على صلاة الجماعة الحاضرين حلقات قراءة القرآن، والمساهمين في خدمة المسجد والمحافظة على نظافته وترغيب المصلين في الحضور إليه.  


وأردف لـ "الفتح": مما لا أنساه أنا وزميلي الشيخ عبد الفتاح -الإمام الآخر للمسجد- أن الشقيقين كانا يأتيان بالعصائر والمياه الغازية والبسكويت بعد أداء صلاة التروايح ويقدمونها لنا قائلين: "اتفضلوا اشربوا أكيد أنتوا تعبتوا من طول الصلاة".