عضو هيئة الصحفيين السعوديين: العرب لا يمتلكون أي مشروع إعلامي ناجح ومؤثر

  • 162
محرر الفتح مع د. سعود الغربي


طهران تنفق 90 مليون دولار أمريكي سنويًّا لتقوية نشاطها عبر الإنترنت

إيران لديها 11 ألف موقع إلكتروني و2100 مؤسسة تصدِّر الثورة الخمينية



قال الدكتور سعود فالح الغربي، عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين: إن علاقة المملكة العربية السعودية بمصر قديمة واستراتيجية، والمرحلة الراهنة خطيرة وتحتاج لتماسك من الجميع.


وأوضح الغربي أن الإعلام العربي يقع على عاتقه جزء كبير من المسئولية، مشيرًا إلى أن الإعلام العربي في الحقيقة لا يملك مشروعًا، في الوقت الذي نرى فيه إيران تطوق الفضاء.. وإلى نص الحوار:


-       في البداية.. حدثنا عن العلاقات المصرية السعودية خلال الفترة الأخيرة؟


علاقة مصر بالمملكة العربية السعودية قديمة واستراتيجية، ولن تتأثر أبدًا –بإذن الله- على مر التاريخ، رغم العديد من المحاولات للوقيعة بين البلدين، إلا أن التماسك هو شعار هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، وتمثل الرياض بالتعاون مع القاهرة في هذه المرحلة جزءًا مهمًا ورئيسًا، وتعطي ثقلًا كبيرًا لأي رأي يتبنونه.


-       كيف تقرأ الأحداث الأخيرة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية؟


الأحداث كثيرة ومتتالية، وتحتاج لتماسك، فالأمة مستهدفة من جهات عدة، وبالنظر إلى أحداث العراق واليمن وسوريا وغيرها، تتضح لنا المؤامرة جلية، لا سيما أن من أبرز ما فيها ظهور الوجه القبيح الحقيقي لدولة الملالي "إيران".





-       بصفتك الإعلامية.. ما هو الدور الإعلامي المنتظر من الأمة العربية والإسلامية تجاه الأزمات المتجددة؟


دعني أبدأ الإجابة على سؤالك بقولي "إعلامنا العربي لا يملك مشروعًا.. وإيران تطوق الفضاء"، نحن في العالم العربي لا نملك في الحقيقة أي مشروع فردي أو مشترك لإعلام عربي ناجح وقوي ومؤثر، ولا يوجد سوى اجتهادات متفرقة، مهما حاولنا مواجهة الإعلام الإيراني، ظلت جهودنا العربية حائرة، في غياب كل أدوات الدعم.


الإعلام العربي مع فقده للمشروع المشترك لمواجهة المخاطر والمصائب التي يصنعها النظام الفارسي وأدواته الإعلامية، فإنك لا تجد له أيضا على المستوى الفردي أي شيء يذكر، وقد تتفاجأ وتعتريك نوبة من الحسرة والأسى حين تجد إعلام بعض الدول العربية سيفًا مُصلتًا على بلد عربي آخر يقتات ويعيش على قضاياه، ويصب زيته الأسود على النار لزعزعة أمنه واستقراره ونشر الفوضى فيه.


نحن نحتاج وبقوة إلى إعلام عربي حقيقي وواعٍ يَجمع ولا يُفرق، ويكون سببًا في استعادة تجميع كلمة الأمة وتوحيدها بشكل أكبر.


-       هل اهتمام إيران بالإعلام له أثر في الأزمات العربية الحالية؟


المشروع الإيراني عدائي وإجرامي ويستهدف غزو بلاد العرب والمسلمين فكريًا، في الوقت الذي يمتلئ فيه بالضلالات والبدع، لكنه يُدعم بقوة عسكرية وبأموال ضخمة، والإعلام الإيراني له مشروع منبثق من المشروع الأيديولوجي الدموي الذي ينتمي في الأصل لملالي طهران.


وعند إمعان النظر في سياسات الدول العربية، والاقتراب خطوة من صناعة القرار، تجد من الدلائل والوثائق الكثير ممن يوجه ويحث وسائل الإعلام على مواجهة المد الإيراني، والعمل بأسلوبه في كشف وتقديم قضايا الداخل الإيراني الدامي الذي لا يعرف إلا القمع الوحشي للعرقيات الأخرى وخاصة إقليم الأحواز العربي، أضف إلى ذلك الفقر وسوء التنمية والحكم العسكري العنيف، لكنك وللأسف تُصدم بإعلام عربي عاجز، مع امتلاكه للوسائل والأدوات لا يقدم إلا القليل المرتجل، علاوة على فقده للمعلومات والمتخصصين، والعمل المنظم والمخطط والمتابعة الصحفية الآنية للجرائم الإيرانية داخل إيران، أو في المناطق والدول التي تنشر الصفوية فيها الفوضى والدمار والمواجهات المسلحة.


-       هل هناك إحصائيات واضحة للجهود الإيرانية لاختراق البلاد العربية؟


عند إجراء إحصائيات بسيطة وسريعة لا تجد سوى وسائل إعلامية عربية قليلة ومحدودة جدًا تبث وتقدم محتوى باللغة الفارسية، وعلى النقيض تجد إيران منذ الشهور الأولى من انتصار ثورتهم المزعومة ووصول الملالي لسدة الحكم، كثفت رقعة نشاطها الإعلامي بهدف تصدير الثورة الخمينية حتى تجاوز عدد المواقع الإيرانية الناطقة باللغات الأجنبية ومنها اللغة العربية 11 ألف موقع إلكتروني، ويقدر عدد مراكز الدراسات والبحوث التابعة للنظام الإيراني بـ 2100 مركز ومؤسسة، تعمل جميعها على تصدير الثورة الخمينية.


يعمل الإعلام الإيراني ممثلًا بعشرات القنوات الفضائية الناطقة باللغة العربية، والمئات من الوكالات الإخبارية ومراكز الدراسات، على تنفيذ أجندات سياسية تصب في مصلحة استراتيجية النظام الإيراني الذي يستهدف التوسع داخل الدول العربية، وهذا واضح في سياسة إيران من خلال ما تطرحه قنواتها وبرامجها وحتى تغطياتها الإخبارية لأحداث الوطن العربي.


-       ماذا عن جهود إعلام طهران على الإنترنت؟


وجود الإعلام الإيراني على شبكة الإنترنت يعتبر الأقوى في العالم؛ فهم يتعاملون بأكثر من 30 لغة بحسب "رابطة العلماء الأمريكيين"، ويقدر إنفاق طهران على الميزانية السنوية للإعلام الخارجي على الشبكة العنكبوتية بـ90 مليون دولار أمريكي، في الوقت الذي تعاني فيه إيران من الحصار الاقتصادي الرهيب.


ويعمل في وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية 45 ألف شخص يمثلون طواقم عمل متكاملة من جميع أنحاء العالم؛ بهدف حفظ منافع النظام الفارسي في جغرافية إيران والسيطرة على الأخبار المعارضة ونقل الرؤية الإيرانية للعالم.


-       ماذا عن مشروع "الاتحاد العالمي الإيراني للإذاعة والتلفزيون"؟


 هذا المشروع أنشأته إيران عام 2005 برئاسة علي لاريجاني، أحد المقربين من علي الخامنئي، المرشد الإيراني الحالي، وهو مشروع "الاتحاد العالمي للإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في العالم"، ويضم أكثر من 210 عضوًا من 35 بلدًا من القارات الخمس، ويعمل هذا الاتحاد تحت إشراف طهران، ويدار بتمويل الدولة الفارسية، ويمتلك 60 قناة تلفزيونية و35 موقعًا إلكترونيًا، بالإضافة إلى مؤسسة إنتاجية وموقع للتبادل الإخباري المصور.


-