زوجي أرجوك افهمني

  • 358
صورة أرشيفية


حينما فتح منزله ذات يوم وجد لافتة معلقة على بابه مكتوب عليها: "مفاتيح قلبي معك، أيها الغالي توجه فورًا إلى الحمام"، وبخطوات مثقلة ذهب إلى الحمام لتستقبله الروائح العطرية المنعشة وهي تنبعث من البانيو المليء بالماء الدافئ، وباقة ورد مثبتة في صنبور الماء، وعندما توجه إلى غرفة نومه غمرته الروائح العطرية الجميلة، والمفارش الزاهية، فخلع ملابسه وألقاها على الفراش كالأطفال، فما لبث أن خرج ممتعضًا إلى صالة الطعام؛ ليجد كل شيء معدًا باهتمام، وقد رمقت عيناه سفرة الطعام، ففتح فمه متثائبًا ليجد زوجته في أبهى حلة، وأزكى رائحة، وأجمل حال، وهي تقول له مبتسمة: ها ما رأيك؟".

جلس أمامها على مائدة الطعام ورد عليها وهي تصوب نظراتها بشوق ناحيته: "حركات مراهقين لا داعي لها"، صدمت الزوجة من ردة فعله، وبسرعة حاولت لملمة خيبتها ترد عليه: "بالله عليك أليس هذا أفضل من الروتين؟، إلا أن عبارته اللاحقة قتلت بهجتها حينما قال: "عقلك لا يزال صغيرًا".

جائتني تسئلني وهي تبكي وتتحسر على حالها: "لماذا لم يعد ينجذب لي؟ لماذا هذه اللامبالاة وهذا البرود تجاهي؟، لم أعد أعرف ماذا أفعل لإرضائه"، مشهد من المشاهد الواقعيه تحدث كل يوم في كثير من بيوتنا تعكس حالة اللامبالاة بالأمور العاطفية، وهذا حال كثير من الأزواج، ما أن يدخل الرجل منهم بيته محملًا بهموم الدنيا قد لا يرى ما تفعله زوجته لأجله، وهو ما يسمى بـ "البرود العاطفي" من قبل الزوج تجاه زوجته.

 ومقارنة بمشاعر بداية الزواج غالبًا ما تظهر شحنة متأججة من الحب وتبادل العواطف ورومانسية بالغة بين الزوجين، ومع ضغوط الحياة وكثرة المشكلات تنشأ هذه المشكلة، وهذا يحدث لأسباب عدة أولها وأهمها: الفروقات النفسية بين الرجل والمرأة، والتي عادة تتكون من التكوين العقلي والفسيولوجي والنفسي لهما، والتنشئة الاحتماعية، فطبيعة الرجل مثلًا نجده يركز على شيء واحد، ويصوب نحو الهدف ولا يهتم بالتفاصيل بل يتجاهلها، ولا يهتم بها، ويسيطر عليه الجانب الأيسر من الدماغ الذي يختص بالقضايا العامة والتحليلية والمنطق، وهو عادة ما يقاوم أحاسيسه والكلام بالنسبه له وسيلة تواصل ليس إلا، وقلما يبوح الرجل عاطفيًا لا سيما خارج إطار العلاقة الخاصة، يُتبع.