حفيدة عائشة

  • 954
صورة أرشيفية

أختاهُ ثغركِ باسمٌ يرنو بليلٍ حالكٍ لقلبِ شابٍ تائبٍ، هلَّا عدلتِ بخطواتك هذه وبكلماتك التي طالما تفتك بالعابد المتنسكِ؟

نظراتك همساتك وبسماتك لا تدرين واللهِ كيف تصنعُ بفتى قد أغلقَ قلبه وغض بصره وسار في طريقه مطمئنا، فقد يغوي الفتى ويزيغُ بسبب كلمةٍ لينةٍ خرجت من محياكِ، فقد يتغير قلبه ويُشغفُ بكِ على حين غرةٍ وأنتِ لا تدرين، أختاه ليس الحجاب فقط هو حجاب الرأس والوجه، وإنما حجاب القلب أيضًا، فاحجبي قلبكِ كي تستطيعي حجب قلوب الشباب.
وواللهِ يا مسلمة أنتِ قد تكونين سبب الفتنة أو سبب العفة، فاختاري أي السبيلينِ أحقُّ لديكِ بالأمن، أسبيلُ التقى والعفاف لكِ وللأخ المسلم؟ أم سبيلُ الزيغِ والميلِ إلى ما لا تُحمد عقباه؟، أعلمُ يا غالية أنكِ تريدين عيش حياةٍ منعمة يتخللها حبٌ واحتواء ورعاية، ولكن واللهِ كي لا تتألمي وتندمي احفظي قلبك حتى تنعمي بتلك اللحظات مع من يستحقُ قلبك، ولا تفتحيه لزائري الليل، ولصوص النهار.

كوني كما أنتِ لا تتغيري، حتى لا يُكسبُ قلبكِ ران الذنوبِ والبعد عن اللّٰه، كوني قوية برب السماء مستمسكة بعُرى التزامك ولا تُفرطي، كوني عنيفة مع من لا يُحسن قراءتك ولا يُجيد مفاتيح قلبك، كوني كالثمار لا تُقطف إلا وقت نضجها واكتمال نموها، كوني شامخة، فالعلا كل العلا إليكِ يا حفيدة عائشة.
يا درةٌ باتتْ في صومعتها تناجي ربها وتتذلل لخالقها، ويكسو قلبها وقولها وفعلها حياءٌ لا ينقطع، باللهِ لا تتركي صومعتك وذكرك ومحراب ذاتك الذي تنطلقُ منه نفحاتُ روحكِ ومسكُ صلاتك ودعواتك.

وليس بهذا أدعوكِ للانغلاق على العبادة والصلاة فحسب، ولكن أقول {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنيَا} فعيشي حياتك برفاهيتك المضبوطة شرعًا وعلمًا وحُكمًا.
ولا تنسي أنكِ حفيدة عائشة، عائشة المدللة حبيبة رسول اللّٰه -صلى الله عليه وسلم- العالمة الفقيهة أم المؤمنين، وأخيرًا إليكِ باقة من أرق وأينع باقات الورد المعطر بذكر اللّٰه أُهديها لكِ غاليتي.