• الرئيسية
  • الأخبار
  • قرارات جامعية ضد الملابس غير اللائقة.. وعلماء الأزهر يؤكدون: الإسلام يأمر بالعفة والاحتشام

قرارات جامعية ضد الملابس غير اللائقة.. وعلماء الأزهر يؤكدون: الإسلام يأمر بالعفة والاحتشام

  • 229
د. محمود الصاوي، والشيخ بشير المحلاوي


قرارات جامعية ضـــد الملابس غير اللائقة

أستاذ بالأزهر: محاريب العلم ليست منصة لعروض الأزياء

كبير الأئمة بوزارة الأوقاف: الإسلام يأمر بالعفة والاحتشام

حالة من الغضب سيطرت على الجامعات المصرية بسبب انتشار الملابس غير اللائقة، مع بداية العام الدراسي؛ خاصة مع عدم مراعاة بعض الفتيات حتى للعادات والتقاليد التي لا تسمح بارتداء مثل هذه الملابس الضيقة أو القصيرة، والبناطيل المقطعة أو الساقطة، الأمر الذي دعا المسئولين بالجامعات لإصدار قرارات بحظر تلك الملابس.

استنكر الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر ووكيل كلية الدعوة الإسلامية، ارتداء الملابس المخالفة لآداب وقيم المجتمع وعاداته، قائلًا: الجامعات محاريب للعلم وليست منصات لعروض الأزياء.

وأضاف الصاوي لـ "الفتح" أن طلب العلم إذا كان في الإسلام فريضة كما عَلَّمَنا القرآن وبيّن لنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فإن طلب العلم -أيًا كان مجاله أو تخصصه- فصاحبه يؤدي فريضة، سواء أكانت فرض عين أو فرضًا على الكفاية، فلابد أن يكون ذهابه لأداء هذه الفريضة بغاية الوقار والاحتشام في الأزياء، متدثرًا بالخلق الرفيع وألا يلبس زيًّا شاذًا، أو ينطق كلمة نابية، أو يؤذي أحدًا بلسانه أو بلباسه.

وأكد أن إثارة الشهوات وإطلاق سُعَار الشهوة بين الشباب والشابات عبر هذه الأزياء التي لا تعبر عن قِيَمنا وتقاليدنا وأخلاقنا يمثل بحد ذاته خروجًا عن مقتضيات العلم والتعلم.

وأشار إلى أنه مما تقرر لدى علماء الإسلام أن للزي تأثيرًا كبيرًا على الشخصية، فمن تزيا بزي العلماء تَخَلَّق بأخلاقهم، ومن تزيا بزي السُرّاق والصعاليك تَخَلَّق بأخلاقهم، مضيفًا: هو مظهر خارجي للشخصية لكنّه مؤشر مهم عليها، بل مكمل لها وعنصر أساسي في تكوين ودلالة الشخصية، وفي تقييم المجتمع للشخصية ودرجة احترامها وتوقيرها، وفي أمثالنا الشعبية حتى ما يؤكد هذا المعنى: "كُل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس".

وتابع أستاذ الثقافة الإسلامية: الزيّ ليس ما يلبس من حيث كونه أنيقًا ومتناسقًا فقط، بل ما يكون مناسبًا للسِنِّ، والمناسَبة، وغيرها من العوامل المهمة، فمثلًا ليس مناسبًا حتى في المسجد أن يذهب العامل بزيّه المتسخ ليصلي جماعة حتى لا يؤذي من بجواره، ونحن مأمورون باتخاذ الزينة عند كل مسجد.

وأردف: أما الملابس الفاضحة التي فيها تشبُّه لكلا الجنسين بالآخر فقد حرمتها الشريعة كما في حديث البخاري: "لَعَنَ اللهُ المُتَشَبهِينَ مِنَ الرّجالِ بالنّسَاءِ، وَالمُتشبِهاتِ مِن النّسَاءِ بالرّجَالْ". 

وعن ظاهرة البناطيل المقطَّعة للشباب، قال "الصاوي": هي ظاهرة مستفزة ولا تستقيم مع قيمنا وتقاليدنا وعاداتنا وثقافتنا.


وفي السياق ذاته، قال الشيخ بشير المحلاوي، كبير الأئمة بوزارة الأوقاف: إن الإسلام أمر متبعيه بالعلم وحثهم عليه، حتى أُطلق على أمتنا أنها أمة "اقرأ"، وجعل النبي الكريم طلب العلم فريضة.

وأضاف المحلاوي لـ "الفتح" أن  النبي -صلى الله عليه وسلم- طبق ذلك بصورة عملية في حياته، فقد أمر "الشفاء" ليلى بنت عبد الله العدوية القرشية الطبيبة المسلمة أن تعلم حفصة زوجته ما لديها من فنون الطب، وأمر صحابيًّا أن يتعلم لغة الروم حتى لا يطلع أحد على أسرار المسلمين، والآيات والأحاديث التي تحثُ على تعلم العلم أكثر من أن تذكر، وأيضا القصص في الحرص على العلم عبر تاريخ الأمة بحر زاخر بكل فضل، وباب واسع لكل فخر.

وتابع: لنا أن نسأل سؤالًا فيه الدهشة والتعجب: ما هي العلاقة بين التعليم وبين ما تقوم به بعض الفتيات في الجامعات من ارتداء ملابس بعيدة كل البعد عن الاحتشام؟، والإسلام قد أمر المرأة أن تلبس ملابس تدل على وقارها وحيائها، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الأحزاب: 59).

وأردف: ربما يدعي داعٍ مخطئ في تصوره أن هذه حرية شخصية، والرد عليه أن الحرية الشخصية تقف حينما تتجاوز مع ما يناسب الآخرين، وهل التعليم معناه أن تخرج الفتاة إلى الجامعة بملابس يخجل كل صاحب فطرة نقية منها، وحينما نطالب بأن تلبس طالبات الجامعة ملابس تليق بالحرم الجامعي وتتسم بالحشمة والوقار فنحن لا نفعل عجبًا.

وأشار المحلاوي إلى أنه في لندن بإنجلترا مثلا فصلت الجامعة هناك 250 طالبة لعدم التزامهن بملابس تتسم بالحشمة، وإصرارهن على ارتداء "المينى جيب"، بل إن قنوات "بي بي سي" منعت مذيعات تقدم برامج للأطفال من وضع المكياج وأحمر الشفاه من الظهور في هذه البرامج؛ لما في ذلك من ضرر على الأطفال.

يُذكر أن وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، أكد في بيان له أهمية التزام الجميع بالظهور بالمظهر اللائق خاصة منتسبي الأزهر الشريف، مضيفًا: "يمنع منعًا باتًا دخول المعاهد الأزهرية وكليات الجامعة من لم يلتزم بزيّ ومظهر لا يليق بمنتسبي الأزهر الشريف"، منوهًا بأنه سيتخذ إجراءات صارمة ضد المخالفين في إطار القانون واللوائح.