الغرب يلجأ إلى تقاليد الإسلام.. "المواصلات النسائية" لمواجهة مشكلات الاختلاط

  • 305
أرشيفية

أصبح "التاكسي النسائي" أو خدمات السيارات الخاصة بنقل النساء، أكثر شعبية في البرازيل بسبب مخاوف النساء بشأن السلامة الشخصية، وهروباً من مشكلات الاختلاط التي تسببها وسائل المواصلات العامة، وفَسَّر مراقبون تلك الظاهرة بأنها اقتباس غربي لتقاليد الإسلام.


فخلال أشهر قليلة أصبح اسم "فيميتاكسي" أحد أشهر شركات المواصلات الخاصة في البرازيل، حيث تعامل معها أكثر من 1000 سائقة، ويقدم خدمة لأكثر من 20 ألف امرأة في ست مدن برازيلية، يتم خلالها التنقل بين أماكن العمل والتسوق في أمريكا اللاتينية.               


وتتعامل الشركة مع عملائها من خلال تطبيق إلكتروني مشابه لشركات "كريم وأوبر" بل تشير التقارير أن الشركة الوليدة بدأت تنافسهما فعليا.


كما تنافس شركة "لاديدريفر"، في ساو باولو، والتي بدأت العمل في مارس الماضي، ولديها الآن نحو 8 آلاف امرأة تقود السيارات، وتتعامل مع أكثر من 100 ألف مستخدمة، وهي تخطط لتوسيع عملياتها إلى "ريو دي جانيرو" هذا الشهر.


ويكشف النمو السريع لهذه التطبيقات الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن السلامة والأمن العام في البرازيل، فخلال الفترة من أغسطس 2016 إلى أغسطس 2017، ارتفعت التقارير عن جرائم مثل محاولة التحرش والاغتصاب بنسبة أكثر من 10٪ في ولاية ساو باولو، وهو ما لفت النظر إلى قضايا مثل الاعتداء الجنسي المرتكب في وسائل المواصلات تجاه المرأة.


وهو ما دفع بمحطات المترو في مدينتي "بيلو هوريزونتي" و "ريسيفي" مؤخرًا في تشغيل عربات قطار مخصصة للإناث فقط أسوة بما تم تطبيقة في قطارات "ريو دي جانيرو".


وتقول "غابرييلا كوريا" المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "لاديدريفر": إنها تعتقد أن مشكلة التحرش الجنسي في وسائل النقل العام موجودة دائمًا نتيجة الاختلاط، ولكن لم تتم مناقشتها في المجتمع، أما الآن فقد أخذنا زمام المبادرة في منطقتنا للحصول على السلامة".


وتعد تطبيقات المواصلات المخصصة للسائقات والراكبات الإناث ليست فريدة من نوعها في البرازيل، فقد أطلق في عام 2016 تطبيق خاص بأجهزة الهاتف تحت اسم "جين غو"، وهو تطبيق لنقل النساء فقط، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، كما أطلقت شركة "سفر" في مدينة بوسطن الأمريكية تطبيقًا مماثلًا في وقت سابق من هذا العام.


وتقول استطلاعات رأي من مستخدمات تلك الخدمة: إن النساء ببساطة يشعرن بأنهن أقل عرضة للخطر مع سائقة من الإناث، وتقول "ماجي هينيسي"، التي تدير شركة سيارات الأجرة النسائية في لندن "ليدي تشاوفورس": "يأتي الكثير من عملائنا من الأزواج الذين يريدون التأكد من أن زوجاتهم على ما يرام، وخاصة في المساء". يذكر أنه قد بدأت الشركة التي مقرها "ريتشموند"، قبل عامين ونصف العام، وتستخدم فقط السائقات الإناث.


وتوضح ماغي (50 عاما) وهي سائقة: "الكثير من النساء يقلن أنهن يجدنه أمراً مدهشاً العثور على سائقة من الإناث"، مضيفةً أن الخدمة هي أيضا لتوصيل الطالبات للمدرسة، وأن الآباء يشعرون أن أبناءهم أكثر أمنًا، ويمكن أن يتابعوا ويتحققوا من أن أبناءهم وصلوا بأمان".


التجربة الوليدة في دول العالم الغربي لاقت ترحيباً كبيراً من المنظمات النسوية كإحدى الحلول للمشكلات التي تواجهها هذه المجتمعات، كما في المكسيك، التي خصصت السلطات بها أتوبيسات عامة للنساء فقط، استجابةً لشكاوى تقدمت بها نساء بالمدينة والتي تزايدت في السنوات الأخيرة.


التجربة ليست بعيدة عن مجتمعاتنا العربية، حيث تنتشر هذه الوسائل سواء في المترو أو المواصلات العامة، أو حتى تجربة "التاكسي النسائي"، ويمكن أن تجدها في عدد من العواصم العربية.